كامل المرعاش: مبادرة خوري تعمل وفق مصالح الدول المتدخلة في ليبيا

26
كامل المرعاش: مبادرة خوري تعمل وفق مصالح الدول المتدخلة في ليبيا
كامل المرعاش: مبادرة خوري تعمل وفق مصالح الدول المتدخلة في ليبيا

عبد الرحمن البكوش

أفريقيا برس – ليبيا. في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المتأزمة التي تشهدها ليبيا، تبرز العديد من المبادرات الدولية التي تهدف إلى تحريك العملية السياسية وتحقيق الإستقرار في البلاد.

لكن السؤال الأهم، هل يمكن للخطة الأمريكية عبر ستيفاني خوري أن تنجح في حل أزمة ليبيا المستمرة منذ سنوات؟

في حوارٍ خاص لـ”أفريقيا برس” مع الأكاديمي والإعلامي كامل المرعاش، تم تسليط الضوء على خطة ستيفاني خوري الأخيرة وطرح عديد التسؤلات حولها:

ما رأيك في الخطة التي أعلنت عنها ستيفاني خوري لتحريك العملية السياسية في ليبيا؟ وهل تعتقد أنها خطوة إيجابية نحو الاستقرار؟

أعتقد أن الخطة التي أعلنت عنها ستيفاني خوري لا ترتقي إلى وصف الخطة الحقيقية، بل هي عبارة عن مجموعة من الأفكار القديمة الجديدة، التي لا يمكن الاعتماد عليها في معالجة أزمة معقدة تتداخل فيها أطراف محلية كأدوات لقوى إقليمية ودولية. كلاهما يسعى لتحقيق مصالحه المالية والاستراتيجية. هذه الخطة قاصرة لأنها لم تعالج ثلاث قضايا أساسية للخروج من الأزمة:

أ. تفكيك المجموعات المسلحة وإبعادها عن مؤسسات الدولة الأمنية.

ب. توحيد المؤسسة العسكرية بالتنسيق مع “الجيش الليبي” في الشرق.

ج. تشكيل حكومة وحدة وطنية مصغرة تكون مهمتها الأساسية تنظيم الانتخابات بالتنسيق مع البرلمان والمجلس الأعلى للدولة.

بعد فشل الممثلين الأمميين السابقين في تحقيق نتائج ملموسة، ما الذي يميز هذه المبادرة عن سابقاتها؟ وهل تعتقد أن الأمم المتحدة قادرة على تجاوز العقبات التي كانت تواجهها سابقاً؟

الواقع يقول إن السيدة ستيفاني خوري هي نسخة مكررة من ستيفاني وليامز، وتعمل وفق مصالح الدول المتدخلة في ليبيا، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا. لا أعتقد أنها قادرة على التحرر من تأثير هذه الدول التي تبحث عن إدارة الأزمة بدلاً من حلها.

كيف ترى تضمين جميع الأطراف الليبية في العملية السياسية التي اقترحتها الخطة، بما في ذلك الأطراف السياسية والمجتمعية المختلفة؟ هل ترى أن هناك إمكانات حقيقية للوصول إلى توافق شامل؟

ما طرحته السيدة خوري لا يعكس الجدية المطلوبة. هناك أطراف فاعلة على الأرض، خصوصاً تلك التي تحمل السلاح، وهي قادرة على إنهاء الصراع بسرعة إذا توافرت الإرادة الوطنية المستقلة عن القوى الخارجية. جمع أطراف أخرى سياسية ومجتمعية هو أمر غير جاد في هذه الظروف.

هل تعتقد أن تشكيل لجنة فنية من خبراء ليبيين سيكون له تأثير إيجابي على حل القضايا المتعلقة بالقوانين الانتخابية والإطار الزمني للانتخابات؟ أم أن هذه المبادرة ستواجه نفس التحديات التي واجهتها المبادرات السابقة؟

مقترح تشكيل اللجان الفنية والقانونية مهم جداً، لكنه يجب أن يبدأ بعد التوافق على الخطوات الأساسية، التي تشمل تفكيك الميليشيات وتوحيد الجيش وتشكيل حكومة مصغرة. يجب أن تكون هذه اللجان من عناصر ليبية ذات كفاءة علمية وسياسية معترف بها.

من خلال تجربتك، كيف يمكن ضمان أن الأمم المتحدة ستظل محايدة وتتعامل مع جميع الأطراف الليبية بشكل عادل، خاصة في ظل الاتهامات السابقة بالانحياز؟

للأسف، السبب الرئيسي لفشل المبعوثين الأمميين هو تدخل الدول المتنفذة التي لا تترك للمبعوثين فرصة للحفاظ على الحياد، وهو أمر حيوي لنجاح مهمتهم.

كيف يمكن للبعثة الأممية ضمان أن العملية السياسية التي تقودها ستنجح في بناء مؤسسات دولة موحدة ومستقرة بعيداً عن المصالح الضيقة للأطراف المختلفة؟

البعثة الأممية مهمتها تسهيل التواصل بين الأطراف الليبية المتصارعة والتصدي لتأثيرات الدول المتدخلة على العملية السياسية. لكن في الواقع، البعثة ليست مستقلة وتتبنى استراتيجيات بعض الدول التي تسعى إلى بقاء ليبيا دولة مقسمة وفاشلة لضمان مصالحها.

كيف تقيم مواقف الشعب الليبي من هذه المبادرة؟ هل تعتقد أن هناك رغبة حقيقية لدى الناس في إجراء الانتخابات واستقرار البلاد؟

للأسف، الشعب الليبي مغيب تماماً بسبب الأزمات اليومية التي تجعله عاجزاً عن اتخاذ أي فعل يمكنه إنقاذ البلاد، بالإضافة إلى انتشار الفساد على جميع المستويات السياسية والإدارية، وضعف الوعي السياسي الوطني.

ما هي العقبات الرئيسية التي ترى أنها قد تعرقل نجاح هذه المبادرة؟ وكيف يمكن تجاوزها؟

العقبات الرئيسية تتمثل في انتشار السلاح في الغرب الليبي، الذي يعرقل أي خطة لحل الأزمة. كما أن ارتباط ليبيا ببعض الدول التي تستغل الفراغ السياسي لخدمة مصالحها هو أحد التحديات الكبرى. لتجاوز ذلك، يجب على زعماء الميليشيات فك ارتباطهم بهذه الدول والتركيز على مصالح ليبيا العليا.

هل تعتقد أن الحوار الوطني الشامل سيؤدي إلى تحقيق توافق حقيقي بين جميع القوى السياسية؟ أم أن الوضع الحالي سيجعل من الصعب التوصل إلى تسوية؟

الحوار الوطني الشامل بعيد عن رعاية أي حكومة أو ميليشيا يمكن أن يكون مفيداً ويسهل عملية المصالحة الوطنية. لكن الواقع يشير إلى أن الأزمة الليبية هي أزمة أمنية تتلاعب بها الدول الخارجية التي تسعى لإبقاء ليبيا مقسمة وتحكمها حكومات عميلة، لضمان هيمنتها على البلاد لأطول فترة ممكنة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here