موسى إبراهيم لـ”أفريقيا برس”: سيف الإسلام هو ممثل مشروع المصالحة الوطنية لأنصاره

22
موسى إبراهيم: سيف الإسلام هو ممثل مشروع المصالحة الوطنية لأنصاره
موسى إبراهيم: سيف الإسلام هو ممثل مشروع المصالحة الوطنية لأنصاره

عبد الرحمن البكوش

أفريقيا برس – ليبيا. حضر بعض الأطراف وغاب آخرون عن ميثاق أديس أبابا الذي تم توقيعه في 14 فبراير الجاري، وشهد هذا التوقيع نقاشات وجدلاً واسعاً على مختلف الأصعدة في ليبيا. كانت هذه الخطوة من أقرب الخطوات في اتجاه المصالحة الاجتماعية الشاملة، إذ ما يميزها هو حضور تيار سيف الإسلام القذافي الذي ظل لعدة سنوات بعيداً عن المشهد السياسي والاجتماعي في ليبيا، خاصة في الحضور الدولي والإفريقي.

و في حوار خاص أجرته “أفريقيا برس” مع موسى إبراهيم، القيادي والناطق باسم الحكومة الليبية في عهد نظام معمر القذافي، وممثل فريق سيف الإسلام القذافي للمصالحة الوطنية والموقع على ميثاق أديس أبابا، عبر هذا الحوار تم التطرق إلى عدة جوانب تتعلق بالميثاق ومستقبله وتأثيره على ليبيا.

وأكد موسى إبراهيم أن ميثاق أديس أبابا يعد جزءًا مهمًا وأساسيًا من مشروع المصالحة الوطنية الليبية، مضيفًا أن هذا الميثاق ليس حلاً سحريًا لأزمة ليبيا، ولكنه خطوة مهمة نحو توحيد الإرادة الليبية وفتح آفاق جديدة لحل الخلافات.

وأضاف أن هناك رغبة حقيقية لدى الفرقاء السياسيين الليبيين في إحداث تغيير حقيقي بناءً على واقع الفشل الذي مرّوا به في السنوات الأخيرة، وأن سيف الإسلام القذافي يمثل التيار الداعم لهذا المشروع.

وأشار موسى إبراهيم إلى أن التحديات الرئيسية التي قد تواجه تنفيذ الميثاق تكمن في الأطراف الدولية التي تستفيد من استمرار الصراع في ليبيا، وكذلك في المليشيات والعائلات المستفيدة من حالة الانقسام التي تشهدها البلاد.

كيف ترى ميثاق أديس أبابا وتأثيره على مستقبل ليبيا؟ وهل تعتقد أن هذا الميثاق يعكس تطلعات الشعب الليبي؟

هذا الميثاق هو جزء مهم وأساسي من أسس مشروع المصالحة الليبية الوطنية، وهو ليس حلاً سحريًا لأزمة ليبيا ومشاكلها، لأن الأزمة الليبية هي أزمة تدخل خارجي عسكري وسياسي في شؤون البلد وتدمير لهوية البلد وتقسيم جغرافي له وتشظي لمؤسساته الرسمية من الجيش إلى الحكومة إلى المؤسسات السيادية كالمؤسسة الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزي ومؤسسات الاستثمار المختلفة. فما يحتاجه الليبيون حقًا هو التخلص من هذا التدخل الأجنبي وفك الارتباط به فكًا كاملاً. ولكن هذا الميثاق يساعد الليبيين على تكوين إرادة موحدة واختيار طريق واحد والمضي قدماً في تفعيل مؤسسات الدولة الليبية وفي تجاوز الخلافات بين الفرقاء الليبيين. فهذا الميثاق يعكس جزءًا أصيلاً من آمال وتطلعات الشعب الليبي ويساهم في تكوين خريطة سياسية جديدة إيجابية للحل في ليبيا.

هل ترى أن ميثاق أديس أبابا يمكن أن يكون الأساس لحل النزاع في ليبيا، خصوصًا في ظل الانقسامات السياسية الحالية؟

هناك الكثير من الفرقاء السياسيين الوطنيين الذين تشكلت لديهم إرادة حقيقية في السنوات الأخيرة بعد الفشل الكامل لمشروع فبراير في تحقيق السيادة الوطنية والوحدة الوطنية والأمن والسلم الوطني والتنمية وكل الأحلام والمشاريع التي راودت فئات من الشعب الليبي في مرحلة ما. وبالتالي، هذه القناعة لدى الفرقاء السياسيين هي قناعة مبنية على الواقع، مبنية على الفشل الذي عم البلاد والعباد. وأنا أعتقد أن هذه الرغبة، رغبة الفرقاء، رغبة صلبة يمكن البناء عليها.

هل تعتقد أن الفرقاء السياسيين الليبيين لديهم الإرادة الحقيقية لتنفيذ بنود ميثاق أديس أبابا، خاصة في ظل الفشل السابق في التوصل إلى اتفاقات مماثلة؟

طبعًا، فرص تنفيذ هذا الاتفاق تعني أولًا أن يحضر ويوقع بقية الأطراف التي لم تحضر وتوقع. وثانيًا أن تتخذ إجراءات حسن نية مباشرة لتبيان الرغبة الحقيقية لدى كل الأطراف. وثالثًا أن تكون هناك جهات تنفيذية مكلفة بالتنفيذ، تم جهات رقابية مكلفة بالمتابعة، وأيضًا أن يكون هناك حضور على الأرض للاتحاد الإفريقي في صورة مجلس السلم والأمن الإفريقي والمفوضية الإفريقية وبعثة للدعم إفريقيا في طرابلس وبنغازي وسبها.

هل كانت هناك أي نقاشات أو مشاورات بين فريق سيف الإسلام القذافي وبعض الأطراف الدولية قبل التوقيع على ميثاق أديس أبابا؟

لم تكن هناك أي مشاورات بين فريق سيف الإسلام والأطراف الدولية، المشاورات كانت بين الليبيين حصراً بين هؤلاء الفرقاء الذين جلسوا لسنوات طويلة وتحدثوا عن كل نقاط الخلاف وتفاوضوا وتنازلوا وفتحوا أمام أنفسهم وشعبهم آفاقًا للحوار جديدة لم تكن ممكنة من قبل. أما الطرف الدولي الوحيد الحاضر لهذه النقاشات فهو الاتحاد الإفريقي عبر اللجنة الخماسية رفيعة المستوى التي يرأسها الرئيس الكونغولي برازافيلي إنجاسو، وكانت للإشراف والمتابعة لا أكثر. فالاتفاق هو في الحقيقة ليبي-ليبي تمامًا.

ما هو دور سيف الإسلام القذافي في هذه المبادرة؟ وهل لديه خطط للمشاركة الفاعلة في تنفيذ هذا الميثاق؟

سيف الإسلام هو ممثل مشروع المصالحة الوطنية لأنصاره وأنصار التيار الأخضر في ليبيا، وهو المحرّض على المصالحة ومهندسها بالنسبة لنا. وقد رفع رايتها منذ عام 2015 في شهر أغسطس حين خرج للعمل العلني لأول مرة بعد أحداث ونكبة 2011.

سيف الإسلام رؤيته هي التي تقودنا ومنهجه وفلسفته للأزمة الليبية هي التي تحدد اتجاهنا في العمل. وبالتالي، نحن نعمل وفقًا لهذه الرؤية والمنهج. والدكتور سيف لديه خطط للمشاركة الفاعلة في تنفيذ هذا الميثاق عبر الدعوة الدائمة لإقامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة، وتجاوز الآلام وجبر الضرر وتحقيق العدالة وتقوية مؤسسات الدولة، ودعوة جماهير شعبنا من كل التيارات للانخراط في المصالحة الوطنية.

كيف ترى موقف الأمم المتحدة من ميثاق أديس أبابا؟ وهل تعتقد أن هناك رغبة حقيقية من المجتمع الدولي لدعم هذا الاتفاق؟

أما عن موقف الأمم المتحدة من ميثاق أديس أبابا، فنحن الآن نعمل على تحويل هذا الميثاق إلى وثيقة رسمية ضمن ملفات الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وكما تعرف، أن الأمم المتحدة منقسمة بين الجمعية العامة التي تضم كل الدول الأعضاء، وبين مجلس الأمن الذي يضم عددًا محدودًا جدًا. فنحن نسعى أن تتبنى الجمعية العامة ثم مجلس الأمن هذا الميثاق كوثيقة تأسيسية للمشهد الليبي وباعتباره خطوة متقدمة للأمام ودعوة الأطراف الغائبة لتوقيع عليه. ونحن في حالة نقاش وحوار مستمر مع إخوتنا الليبيين في الدفع بهذا الميثاق نحو المسرح الدولي المتحكم في ليبيا.

هل توجد أي معوقات أو تحديات قد تواجه تنفيذ ميثاق أديس أبابا في ليبيا؟ وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لتجاوز هذه التحديات؟

المعوقات والتحديات التي تواجه هذا الميثاق، فبدون شك، أن المعوق الأول هو الأطراف الدولية التي لها مصلحة خاصة في استمرار الصراع في ليبيا، لأنهم مستفيدون من نهب الأموال الليبية ومن السيطرة على السياسة الليبية ومن التحكم في مستقبل الدولة والشعب الليبي واحتكار الأرصدة التي يملكها الشعب الليبي دوليًا. الطرف الثاني المعارض لهذا الاتفاق هم مجموعة عائلات ومجموعات من الميليشيات والمتحكمين والمجرمين الذين هم أولًا ينفذون الأجندات الدولية في ليبيا، وهم أنفسهم لديهم مصالحهم الصغيرة الضيقة، وهي الجهات المستفيدة تمامًا من استمرار حالة التشظي وانقسام الحكومات والبرلمانات والجيوش والمؤسسات التنفيذية في البلد. فلهذا يجب على الشعب الليبي أن يعي هذه الخارطة السياسية وأن ينتفض عليها وأن يرفض أولًا التدخل الأجنبي في البلد وثانيًا عملاءه من العائلات التي أثرت من هذا الانقسام والأفراد والمليشيات وغيرها.

وفي ختام الحوار، قال موسى إبراهيم: “إن ميثاق أديس أبابا هو ميثاق ليبي-ليبي، اشتغل عليه الفرقاء الليبيون لحوالي ثلاث سنوات تكثفت في الشهور الأخيرة وتوجت في لقاء الزنتان في 28 يناير 2025. هذا اللقاء الذي حضره الجميع دون استثناء. أما التوقيع في أديس أبابا فهو توقيع بروتوكولي لا أكثر، يمنح الاتفاق بعدًا إفريقيًا ورعاية من الاتحاد الإفريقي والمفوضية الإفريقية وتعاون مع مجلس السلم والأمن الإفريقي. أدعو الليبيين جميعًا أن لا يحبطوا وأن لا يتعاملوا مع ميثاق أديس أبابا بسخرية، بل بتشجيع ودعم، لأنه بالفعل قد يشكل جزءًا من الحل في ليبيا، ويدعم لتأسيس خارطة سياسية جديدة للمشهد الليبي تقوم على الاستقلالية والسيادة والتخلص من التبعية للأجنبي والتخلص من عملاء هذا الأجنبي في البلد من مليشيات وعائلات مستثيرة أو استفادت بناءً على حالة التشظي في البلد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here