قالت مصادر ليبية إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لوقف عملية طرابلس التي أطلقها الجيش الليبي في الرابع من أبريل/نيسان الماضي.
وأضافت المصادر المطلعة لـ”سبوتنيك” أن المشاورات التي تجرى في الوقت الراهن تتعلق بالتركيبة الحكومية الجديدة ووضع الكتائب التابعة لحكومة الوفاق التي يعتبرها الجيش “مليشيات”، إلا أنه وبحسب المصادر، لم تصل الأمور لنقطة الاتفاق نظرا لتمسك الجيش بشرط حل كافة المليشيات المسلحة ونزع سلاحها، فيما يرفض الجانب الآخر في طرابلس هذا الشرط ويتمسك بعودة قوات الجيش إلى الشرق.
الاجتماع الأخير للمشير خليفة حفتر، يوم الاثنين الماضي، جاء في هذا الإطار، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، لم تشر فيه إلى مكان انعقاد الاجتماع.
وبحسب بيان الوزارة ضم الوفد السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند، في إطار السعي إلى تحديد “الخطوات الواجب اتخاذها توصلا إلى وقف للأعمال القتالية وإلى تسوية سياسية للنزاع”.
من ناحيته قال النائب طلال الميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، إن الزيارة جاءت في إطار تفهم لما تقوم به القيادة العامة في حربها علي الإرهاب والمليشيات وضرورة تفكيكها قبل الحديث على وقف إطلاق النار.وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك” أن اللقاء جرى بين الوفد الأمريكي والمشير خليفة حفتر فقط.
مساعي أمريكية للانفراد بالمشهد الليبي
المعلومات التي أشارت إليها المصادر بشأن المساعي الأمريكية للاستحواذ على المشهد في ليبيا، أكدها عبد الحكيم معتوق المحلل السياسي الليبي، حيث قال إن زيارة الوفد الأمريكي إلى ليبيا، ترتبط بالأساس بالدور الروسي في المشهد الليبي، وأنه على ما يبدو أن هناك عدم رضى على أي دور روسي يسبقهم في المشهد، حيث يسعون للإمساك بخيوط الملف بشكل أكبر مما سبق.
وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك”، الأربعاء، أن الأمريكيين مطلعون على المشهد بكل تعقيداته، وأن التقديرات الآن تسير في اتجاه حسم العملية أو عدم بقاء الوفاق في المشهد.
وأوضح أن المعلومات الأخيرة تشير إلى رفع الغطاء عن حكومة الوفاق بعد إهدار أكثر من مليار يورو، وأن الفترة المقبلة تحتمل هذا السيناريو.
ويرى معتوق أن الولايات المتحدة الأمريكية سمحت منذ البداية بالهجوم على طرابلس وتركته ليستمر حتى الآن، وهي تسعى الآن للإمساك بزمام الأمور في ليبيا، خاصة أنه لم يكن من أولوياتها في الفترة الماضية، وتركز بشكل كبير على وجودها في المشهد الليبي بفاعلية أكثر.
وشدد معتوق على أن الولايات المتحدة لا تسعى لوقف إطلاق النار بالشكل الذي يتخيله البعض، إلا أن طوال الفترة التي استغرقتها العملية ولم تنته بعد، حيث فرضت التزامات على المجتمع الدولي إثر تزايد القتلى والجرحى والمهجرين من مناطق الاشتباك.
الرد الروسي
في المقابل أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أنه لا يحق للعديد من الدول الحديث عن زعزعة استقرار الوضع في ليبيا بعد أن دمروها بأفعالهم التي تنتهك القانون الدولي.
وقال بيسكوف للصحفيين، الأربعاء الماضي، معلقا على تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، التي قال فيها إن التدخل العسكري الروسي يهدد السلام والأمن والاستقرار في ليبيا، ودعا الدول الأوروبية لفرض عقوبات ضد شركة الخدمات العسكرية الخاصة “فاغنر”: “نسمع باستمرار أن هناك شركات عسكرية تعمل في العالم كله، وتقريبا تقرر المصير أو تعمل على زعزعة الوضع في دول مختلفة”.
وأضاف بسكوف
من ضمن هذه التصريحات، ما يقال عن زعزعة هذه الشركات العسكرية للوضع في ليبيا. في هذه الحالة، يمكننا ببساطة أن نقول، إنه لا يحق للكثير من الدول، من الناحية الأخلاقية، الحديث عن زعزعة استقرار الوضع في ليبيا بعد أن دمروها بأفعالهم التي تنتهك القانون الدولي.
وتشهد العاصمة الليبية اشتباكات منذ الرابع من أبريل/نيسان 2019، بعد إطلاق عملية تحرير العاصمة حسب ما أطلق عليها الجيش الليبي، وخلفت المئات من القتلى والجرحى حتى الآن.