قال رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، الثلاثاء، إن الحكومة الموقتة أهدرت نحو 40 مليار دينار حتى نهاية السنة الماضي، لذلك رأى أنّ الانقسام المؤسسي في البلاد «أضرّ كثيرًا بسمعة البلد السياسية ومقدراته».
وأشار المشري في ندوة نظمها المجلس حول الملتقى الوطني بالعاصمة طرابلس، إلى مجلس الدولة «يدعم أي حل يؤدي لإنهاء حالة الانقسام السياسي في الملتقى الوطني المزمع عقده في غدامس الشهر الجاري».
وأضاف المشري أن «المسار السياسي بدأ ديمقراطيًا، ثم حدث انقلاب على هذا المسار بعملية عسكرية، ثم حدثت عملية التفاف على المسار الدستوري»، مشددًا: «من حق الشعب الليبي أن يقول كلمته حول الدستور الذي صاغته الهيئة التأسيسية إما بالقبول أوالرفض».
وأوضح أن أحد المعضلات التي تنتظر الملتقى الجامع هو الموقف من الدستور وإزالة العقبات أمام الاستفتاء، متابعًا: «استبشرنا قبل ثلاث سنوات بالاتفاق السياسي على أمل إنهاء الانقسام والآن نعاني من انقسام أشد».
وشدد على أن إنهاء الانقسام أحد التحديات الهامة التي ننتظرها من الملتقى الجامع، داعيًا رئيس المجلس الرئاسي إلى ضرورة «بناء رؤية موحدة تقوم على مبادئ عامة هي ليبيا دولة واحدة ديمقراطية، يكون الحكم فيها بالتداول السلمي على السلطة من خلال انتخابات شفافة ودستور يختاره الشعب».
وقال إن «توحيد المؤسسات لن يكون إلا بإرجاع السلطات لمُصدرها وهوالشعب»، مشيرًا إلى أن «إجراء انتخابات برلمانية خلال الوقت الحالي على الأقل وتهيئة الظروف لها هو أحد السبل التي من الممكن أن تؤدي إلى حلول».
وأكد المشري رفضه «القاطع لأي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة»، معربًا عن أمله في أن يصل مع كل الفرقاء إلى رؤية تنقذ البلاد.
وبدأ العد التنازلي لانعقاد الملتقى الوطني الجامع، بعد أن أكدت مصادر عدة أن الدعوات بدأت توجه إلى الشخصيات التي وقع الاختيار عليها للمشاركة في الملتقى، دون الإفصاح عن معايير الاختيار سوى ما أكده المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، ونائبته ستيفاني ويليامز، من أن المشاركين يتراوح عددهم بين 120 و150 شخصية تمثل 23 فئة من فئات الشعب دون إقصاء.
وقال سلامة السبت الماضي، إن الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي «أجمعوا على تبني توصيات ملتقى غدامس».
يذكر أن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، حضر السبت الماضي في تونس اجتماعًا مغلقًا عُـقد للتباحث حول الملف الليبي، وانعقاد اللجنة الرباعية المكونة من منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحادين الأفريقي والأوروبي.