انتخابات ليبيا: تصويت في الغرب وصمت في الشرق

1
انتخابات ليبيا: تصويت في الغرب وصمت في الشرق
انتخابات ليبيا: تصويت في الغرب وصمت في الشرق

محمد فرحان

أفريقيا برس – ليبيا. وسط أجواء مشحونة بالتوترات والانقسامات السياسية، شهدت ليبيا انتخابات محلية في أكثر من 20 بلدية، من بينها العاصمة طرابلس. وعلى الرغم من تأجيل التصويت في عدد من المناطق، بلغت نسبة المشاركة الأولية 71 بالمئة.

أدلى عشرات الآلاف من الليبيين السبت (16 أغسطس/آب 2025) بأصواتهم لاختيار ممثليهم في أكثر من 20 بلدية، بينها طرابلس، بعدما اضطرت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إلى تأجيل الاقتراع في العديد من المراكز بسبب مخالفات وحوادث.

واعتبر مراقبون عملية الاقتراع هذه اختبارا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ينتظرها الليبيون منذ تأجيلها لأجل غير مسمى في 2021.

وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند السادسة مساء (16,00 ت غ). وبلغت نسبة المشاركة الأولية 71 في المئة بعد إقفال مراكز الاقتراع، بحسب المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.

وقال سامي التاجوري، وهو مهندس من سكان العاصمة الليبية يبلغ 62 عاما، لوكالة فرانس برس إن “التصويت في طرابلس اليوم ضروري بالنسبة لي، لأنه يشعرني أني مفيد”، مضيفا أن أبناءه الثلاثة جاؤوا للتصويت للمرة الأولى.

وأضاف “أرجو أن يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية واختيار نوابهم في البرلمان قريبا”.

وأبدى التاجوري أسفه “لأنني أستطيع أن أقول رأيي بمن يمثلني، في حين أن العديد من الليبيين الآخرين، وخاصة في الشرق، لا يستطيعون ذلك”.

ماذا عن شرق ليبيا؟

تتنازع السلطة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها من الأمم المتحدة وتتخذ من طرابلس (غرب) مقرا، وحكومة في بنغازي(شرق) يدعمها المشير خليفة حفتر والبرلمان.

وكان من المقرر إجراء الانتخابات في 63 بلدية تتوزع كالآتي 41 في الغرب و13 في الشرق وتسع في الجنوب. غير أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أعلنت السبت أن الانتخابات ستقتصر على 26 مجلسا بلديا فقط، بعد إلغاء الاقتراع في بلدات عدة في الشرق والجنوب بسبب مخالفات وضغوط من السلطات المحلية وعوائق إدارية.

ورفضت مدن في الشرق مثل بنغازي وطبرق وسرت السماح بإجراء الانتخابات.

الى ذلك، أعلنت المفوضية أنها أرجأت الى 23 من الشهر الحالي، عملية الاقتراع في سبع بلديات في مناطق غرب ليبيا بسبب “اعتداءات سافرة” تعرضت لها مكاتب المفوضية فيها.

من جانبه، أعرب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، عن أسفه لما وصفه بـ”عرقلة العملية الانتخابية” في عدد من البلديات ضمن هذه المرحلة.

وعلى مدار الأسبوع الماضي، هاجم مسلحون مكاتب مفوضية الانتخابات في مدن زليتن والزاوية والعجيلات في الغرب، ألحقت أضرارا بالمباني ومواد الاقتراع وأصابت شخصين بجروح.

وأكدت المفوضية أنها لا تملك “معلومات أو مؤشرات عن إمكانية استئناف عملية الاقتراع” في تلك المدن.

وفي حين كان عدد الناخبين يناهز 380 ألف شخص، أعربت مفوضية الانتخابات عن أسفها “لإقصاء أكثر من 150 ألف ناخب وناخبة، وأكثر من 1000 مرشح ومرشحة من ممارسة حقهم في انتخاب من يدير شؤون بلدياتهم ويمثلهم” في المدن حيث ألغي التصويت.

استئناف الانتخابات

وأدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا “الأعمال الإجرامية”، معتبرة أنها تشكل “اعتداء خطيرا آخر على العملية الانتخابية، ومحاولة سافرة لحرمان المواطنين من حقوقهم وتقويض حقهم في اختيار ممثليهم وعرقلة العملية الديمقراطية”.

ودعت البعثة إلى “تمكين استئناف الانتخابات في جميع المناطق التي جرى إعاقة إجراء الانتخابات فيها في أقرب وقت ممكن”.

تحولت الكثير من المدارس في طرابلس إلى مراكز اقتراع وكانت جاهزة لاستقبال الناخبين حتى قبل الموعد المعلن.

ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، بعد أكثر من 40 عاما في الحكم، شهدت ليبيا، رغم موجات العنف المتعاقبة، انتخابات بلدية عام 2013 وانتخابات تشريعية عامي 2012 و2014.

وعقب انتخابات حزيران/يونيو 2014 التشريعية التي رفضت بعض المجموعات نتائجها، سيطر تحالف فصائل مسلحة على طرابلس حيث نصّب حكومة، ما أجبر مجلس النواب المنتخب حديثا على الانعقاد في الشرق.

وتوصل الفرقاء، في كانون الأول/ديسمبر 2015 بعد مفاوضات دعمتها الأمم المتحدة، إلى اتفاق تشكلت بموجبه “حكومة الوحدة الوطنية” الحالية في طرابلس، والمعترف بها دوليا، غير أنها ما زالت على خلاف مع القوى المتمركزة في شرق ليبيا.

وشهدت ليبيا انتخابات محلية بين 2019 و2021 في عدد محدود من البلديات.

المصدر: فرانس برس

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here