أفريقيا برس – ليبيا. تحل اليوم الخميس الـ17 من يوليو الذكرى السادسة لاختفاء النائبة سهام سرقيوة، حينما اقتادها مسلحون عام 2019 من منزلها في بنغازي إلى جهة مجهولة، حيث لا تزال عائلتها والعديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية تتمسك بالأمل في معرفة الحقيقة، وسط غياب أي تحقيق جاد من قبل السلطات في الشرق الليبي.
تفاصيل ليلة مرعبة
تعيد التقارير الصادرة عن منظمتي “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” في أعقاب الحادثة، رسم تفاصيل ليلة الاختطاف المروعة. ففي حوالي الساعة الثانية فجرا، حاصرت عشرات السيارات رباعية الدفع حي سرقيوة، ونزل منها مسلحون ملثمون يرتدون أزياء عسكرية وسوداء، قام المهاجمون بقطع الكهرباء عن المنطقة، واقتحموا المنزل، وأطلقوا النار على زوجها علي، وأصابوه في ساقه، بينما تعرض ابنها للضرب المبرح.
لم تكن العملية عشوائية، بل حملت بصمات واضحة؛ ترك المهاجمون على جدران المنزل عبارات تهديد مثل “الجيش خط حمر” و”أولياء الدم”، وهي إشارة إلى كتيبة مسلحة تابعة لخليفة حفتر.
وأفاد شهود عيان بأن بعض السيارات المستخدمة كانت تابعة للشرطة العسكرية، مما يعزز الشكوك حول تورط جهات أمنية وعسكرية رسمية في الشرق الليبي آنذاك.
صوت جريء تم إسكاته
جاء اختطاف سرقيوة بعد ساعات قليلة من ظهورها في مقابلة تلفزيونية على قناة “ليبيا الحدث” الموالية لحفتر، حيث كررت معارضتها للهجوم العسكري لحفتر على العاصمة طرابلس، داعية إلى وقف الحرب وتشكيل حكومة وحدة وطنية؛ وبحسب المنظمات الحقوقية، كان هذا الموقف السبب المباشر لاستهدافها.
إفلات من العقاب وإنكار رسمي
أنكرت “الحكومة المؤقتة” في الشرق الليبي إثر وقوع الاختطاف أي مسؤولية، على الرغم من الأدلة والشهادات التي وجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى قوات تابعة لحفتر، وألقت باللوم على “مجموعات إرهابية مجهولة”، وهو ما علق عليه إريك غولدستين من “هيومن رايتس ووتش” بأن “توجيه الاتهام في اختطاف عضو مجلس النواب إلى إرهابيين مجهولين لن يساعد في تحديد مكانها”.
وأشار عضو مجلس النواب عيسى العريبي بعد وقوع الحادثة، خلال تسريب صوتي منسوب إليه، إلى أن سرقيوة قد قُتلت على يد “أزلام وصياع” بعد التحريض عليها، وهو ما لم يتم تأكيده أو نفيه رسميا حتى اليوم.
اختطاف الدرسي
وظهيرة 5 مايو الماضي، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتسريب مقاطع مصورة للنائب إبراهيم الدرسي، بعد قرابة عام من اختطافه، يظهر فيها شبه عارٍ ومقيّدا بالسلاسل حول عنقه، مناشدًا حفتر ونجله صدام بالإفراج عنه.
أعاد هذا المشهد المطالبات المحلية والدولية بضرورة الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين دون محاكمة وإجراء تحقيقات بما في ذلك قضية النائبة سهام سرقيوة.
المصدر: ليبيا الأحرار
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس