أفريقيا برس – ليبيا. كشف وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، تفاصيل الساعات الأخيرة للتواصل مع الطائرة الخاصة التي كانت تقلّ وفدا عسكريا ليبيا رفيعا، قبل تحطمها عقب إقلاعها من العاصمة أنقرة باتجاه طرابلس الليبية.
وأوضح أورال أوغلو، في منشور، أن الطائرة، وهي من طراز فالكون 50 وتحمل الرقم التسلسلي 9H-DFS والمسجلة لدى هيئة الطيران المدني في مالطا، أقلعت من مطار أنقرة أسنبوغا في تمام الساعة 8:17 مساء بالتوقيت المحلي، متجهة إلى مطار معيتيقة في طرابلس، قبل أن تواجه عطلا فنيا أدى إلى فقدان الاتصال بها لاحقا.
وأشار الوزير إلى أنه بعد الإقلاع، جرى تحويل مسار الرحلة من برج مراقبة أسنبوغا إلى وحدة مراقبة الاقتراب التابعة لمركز مراقبة الحركة الجوية، ثم إلى وحدة مراقبة المنطقة، وفقا للإجراءات المعتادة، حيث سُمح للطائرة بالصعود التدريجي إلى الارتفاعات المحددة.
وأضاف أنه في تمام الساعة 8:25 مساء سُمح للطائرة بالصعود إلى أقصى ارتفاع لها، البالغ 34 ألف قدم، قبل أن تعلن، في الساعة 8:31 وعلى ارتفاع يقارب 32 ألف قدم، حالة الطوارئ “بان بان”، وهي مستوى أدنى من نداء “ماي داي”، مُبلغة عن عطل كهربائي عام، وطالبة توجيها راداريا للعودة إلى مطار أنقرة.
وتابع أورال أوغلو أنه في الساعة 8:32، زوّد مراقب الحركة الجوية الطائرة بمسار العودة ومستوى الهبوط، وفي الدقيقة التالية فعّل الطيار رمز الطوارئ 7700، وهو أعلى رمز طوارئ أثناء الطيران. وبعد تأكيد مراقب الحركة الجوية وجود المشكلة، تعذر تتبع معلومات ارتفاع الطائرة على شاشة الرادار.
ولفت إلى أنه في الساعة 8:34، وبسبب تداخل في الاتصال بين الطيار ومراقب الحركة الجوية، طُلب من الطيار التحقق من مستوى الضوضاء، حيث أكد مستوى الارتفاع أثناء العودة الاضطرارية، قبل أن تُسلم الطائرة من وحدة مراقبة المنطقة إلى وحدة مراقبة الاقتراب.
وأوضح الوزير أنه في الساعة 8:35، تواصلت الطائرة مع وحدة مراقبة الاقتراب معلنة مجددا حالة “بان بان”، وتلقت تعليمات الرادار ومستوى الهبوط المطلوب، إلا أنه في الساعة 8:36 انقطع الاتصال بشكل شبه كامل، وأصبح صوت الطيار غير واضح، مع ملاحظة فقدان جزئي لبيانات الرحلة على شاشة الرادار.
وبيّن أورال أوغلو أنه في الساعة 8:38 اختفت الطائرة تماما من شاشة الرادار، ولم تستجب لأي من محاولات الاتصال التي أجراها مراقبو الحركة الجوية على ترددات مختلفة لمدة خمس دقائق تقريبا، ما دفع الجهات المعنية إلى إبلاغ وحدات الطوارئ فورا وبدء إجراءات البحث والإنقاذ.
وأضاف أنه في المرحلة التالية، وبسبب عدم القدرة على تحديد موقع الطائرة، جرى تعليق عمليات الإقلاع والهبوط في مطار أسنبوغا مؤقتا، كإجراء احترازي لاحتمال تنفيذ هبوط اضطراري، مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة الملاحة الجوية، بالتزامن مع انطلاق عمليات البحث والإنقاذ جوا وبرا.
وأوضح الوزير أن مركز إخطار الدفاع الجوي التابع للقوات الجوية التركية أكد لاحقا تحطم الطائرة قرب قرية كيسيكافاك في مقاطعة هيمانا. وأضاف أورال أوغلو أنه جرى، منذ لحظة وقوع الحادث، توجيه فرق التحقيق في سلامة النقل إلى موقع التحطم بالتنسيق مع الجهات المختصة، مشيرا إلى أنه جرى العثور على مسجل الصوت في قمرة القيادة ومسجل بيانات الرحلة الخاصين بالطائرة، وبدأ تحقيق أولي في ملابسات الحادث.
ولفت إلى أنه بعد الفحص الأولي، ستُنقل هذه الأجهزة إلى دولة محايدة لاستكمال التحليل الفني وتحديد سبب تحطم الطائرة، مؤكدا أنه سيتم إطلاع الرأي العام المحلي والدولي على نتائج التحقيق بشفافية تامة فور الانتهاء منها.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس





