نجل القذافي يترشح للانتخابات الرئاسية الليبية.. ما فرص نجاحه؟

17
نجل القذافي يترشح للانتخابات الرئاسية الليبية.. ما فرص نجاحه؟
نجل القذافي يترشح للانتخابات الرئاسية الليبية.. ما فرص نجاحه؟

أفريقيا برس – ليبيا. في وقت ما زال فيه الجدل يطبع المشهد الانتخابي في ليبيا حول القوانين الانتخابية وإمكانية إجرائها من عدمه، دخل على الخط سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، بعدما تقدم اليوم الأحد بأوراقه للترشح للانتخابات الرئاسية الليبية 2021.

وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن قبولها أوراق سيف الإسلام القذافي للترشح للانتخابات الرئاسية.

واعتبرت المفوضية، عبر صفحتها الرسمية، أن سيف الإسلام هو ثاني المترشحين للانتخابات الرئيسية، بعد قبول أوراق ترشح عبد الحكيم بعيو، كأول مترشح للانتخابات الرئاسية منذ فتح باب للترشح.

وقال رئيس المفوضية عماد السايح، في تصريحات سابقة بشأن حق سيف الإسلام في الترشح: “إذا توفرت فيه الشروط”، قد تركت الباب مفتوحا على كل الاحتمالات.

وظهر سيف الإسلام في فيديو متداول، اليوم الأحد، داخل المركز الانتخابي في مدينة سبها، جنوبي ليبيا، وهو يتمم إجراءات تقدمه بطلب الترشح للانتخابات الرئاسية وسط موظفي المركز الانتخابي، وتبدو عليه علامات عدم الارتياح بشأن تأمين وجوده داخل المكتب الانتخابي.

ولم يتحدث سيف الإسلام خلال الفيديو إلا بآيتين “ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين”، فيما أخطأ في الآية الثانية “والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”، بقوله “والله غالب على أمره ولو كره الكافرون”.

وفي وقت سابق، أكد مدير مكتب الإعلام والتواصل بالمفوضية العليا للانتخابات خالد المناعي، لـ”العربي الجديد”، أن المفوضية وردها إخطار من المركز الانتخابي في سبها بتسلمها أوراق تقدم سيف الإسلام للترشح للانتخابات، وأنها تنتظر فحص المركز الانتخابي ملف سيف الإسلام ومدى توفره على الشروط المعلنة.

تعليقا على ذلك، اعتبر الناشط السياسي من مدينة سبها رمزي المقرحي أن تقدم سيف الإسلام بالترشح إلى مركز انتخابي في سبها وراءه سبيان، موضحا أن “الأول يتعلق بالجانب الأمني، فلا يمكنه القيام بذلك في طرابلس التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة وسياسية تطالب بضرورة محاكمته، ولا في بنغازي التي تسيطر عليها مليشيات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر”.

وأضاف في تصريحه لـ”العربي الجديد” أن السبب الثاني “يتعلق بالثقل الانتخابي في الجنوب، فهناك لا تزال الكثير من القبائل على ولائها لنظام والده، لذا حرص على أن يظهر بينهم للإعلان عن ترشحه، وأيضا ليخاطب أنصاره في مناطق غرب وشرق البلاد”.

ووفقا لمعلومات المقرحي، فإن زيارة سيف الإسلام تمت في الصباح الباكر اليوم الأحد تحت حراسات مشددة من قبل مجموعة من أنصاره من قبيلة القذاذفة في سبها، مؤكدا أن أغلب أهل سبها لم يلحظوا وجوده في المدينة وأنه غادرها بعد إتمام الإجراءات في المفوضية.

وفيما يرى المقرحي أن سيف الإسلام اختار توقيتا حساسا ليعلن عن ترشحه، اعتبر أن “الخلافات بين مختلف الأطراف، وكذلك نتائج عشر سنوات من الثورة التي أثقلت كاهل الليبي وجعلته يحن للماضي، قد تشكل بوادر نجاح لحملته الانتخابية”.

ولفت إلى نجاح وصول شخصيات من النظام السابق، كرئيس حكومة الوحدة الوطنية الحالي عبد الحميد الدبيبة إلى سدة الحكم، قد يشكل قبولا مبدئيا لدى الرأي العام لأنصار النظام السابق.

وهو ما يعارضه الباحث الليبي المختص في الشأن القانوني أحمد العاقل، معتبراً أن الجنوب الليبي لا يشكل ثقلا سكانيا كبيرا ليدعم سيف الإسلام في حملته الانتخابية.

وأوضح، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن “شروط الترشح لا تستوعب سيف الإسلام الذي تتعارض القرارات الليبية بشأنه”، مضيفاً أن “محكمة الاستئناف لم تسقط الحكم السابق بحقه، ولم يستأنف سيف الإسلام الحكم، فلا يزال قائما ويقابله قرار العفو العام الذي صدر عن مجلس النواب في زمن التجاذبات والصراعات السياسية”.

وتابع “الموانع القانونية كثيرة، فحتى لو عد أن قرار محكمة الاستئناف وقرار مجلس النواب صدرا ضمن حالة صراع سياسي، فلا يمكن إغفال أنه مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية”.

من جانبه، لفت الأكاديمي الليبي وأستاذ العلوم السياسية خليفة الحداد إلى أن “حسم الأمر يتعلق بقرار المفوضية العليا للانتخابات، التي ستبت في توفر الشروط في حالة سيف الإسلام من جهة، ومن جهة أخرى، الأمر يتعلق أيضا بموقف محكمة الجنايات الدولية، خصوصا أن الانتخابات الليبية بدت مسألة دولية بامتياز في الآونة الأخيرة”.

وبخصوص ما إذا كان سيف الإسلام يرغب في مواصلة مسيرة طموحه لخلافة والده، نفى الحداد في حديثه لـ”العربي الجديد” أن يكون ذلك هو الهدف، بل يرى أن خروج سيف الإسلام بشكل مفاجئ، وفي ظل الظروف التي تمر بها العملية الانتخابية، هدفه “إفشال العملية الانتخابية”.

وتطرق الحداد إلى الجدل الكبير المصاحب لإمكانية ترشح حفتر للانتخابات الرئاسية الليبية، والبيانات التي صدرت في غرب ليبيا لحد التهديد باستخدام السلاح لرفض الانتخابات، وقال “نحن نتحدث الآن عن سيف الإسلام الذي تجمع الأغلبية على رفضه، فالتداعيات ستكون أكثر خطورة”.

وحذر الحداد من مخاوف ظهور سيف الإسلام في الجنوب ليضيف “معسكرا جديدا إلى جانب معسكري الشرق والغرب”، معتبرا أن ظهوره في الجنوب قد تكون من تداعياته “زيادة حدة الانقسام الجهوي، خصوصا أن القذاذفة وأنصارهم ذوو ثقل قبلي كثيف في الجنوب الليبي”.

في الوقت ذاته، رجح الحداد أن “التداعي الأقرب لظهور سيف الإسلام هو فشل العملية الانتخابية إذا تم رفض ترشحه وأصر هو على ذلك، ما يزيد من حدة الانقسامات والخلافات الليبية حول الانتخابات”.

ويرى الحداد أن ظهور سيف الإسلام لم يكن بمبادرة منه، بل بموافقة دول داعمة عودة الأنظمة السابقة. وقال “إذا اعتبرنا أن دولة كالإمارات لم يثبت لها اتصال بسيف الإسلام، لكننا نعرف أن روسيا تدعم رجوع النظام السابق بقوة، وقبل أيام وزير خارجيتها (سيرغي لافروف) طلب إعادة النظر في القوانين الانتخابية لتستوعب كل الأطراف، بما فيها أنصار النظام السابق”.

واعتبر الحداد أن عودة تلك الأطراف ورقة تقف وراءها أطراف دولية لا ترغب في نجاح الانتخابات الليبية 2021.

سيف الإسلام معمر القذافي (49 عاما)، هو الابن الأول للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي من زوجته الثانية، درس في ليبيا وخارجها، وحاصل على الدكتوراه من جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية. برز اسم سيف الإسلام عام 2001 كأحد أهم أبناء القذافي من خلال مبادرة سياسية عرفت وقتها بـ”ليبيا الغد”، تضمنت جملة من الخطوات التي تتجه في طريق تغيير سياسات نظام والده، الذي كان قد خرج لتوه من حصار دولي دام عقداً من الزمن.

وقاد سيف الإسلام عدة خطوات في اتجاه إصلاح النظام السياسي للبلاد، من أبرزها الموافقة على تفكيك برنامج صناعة أسلحة كيماوية، واتصالات مع عدد من شخصيات المعارضة السياسية لنظام والده في الخارج، بالإضافة لإطلاق حوار مع قادة الجماعات الإسلامية المحتجزين في سجون الدولة، قبل إطلاق سراح عدد منهم.

ترأس القذافي الابن جسما لتنفيذ مشروعاته الإصلاحية عرف باسم “مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية”.

انحاز لنظام العقيد، وإثر اندلاع ثورة فبراير/ شباط عام 2011 للإطاحة بنظام القذافي، انحاز سيف الإسلام للنظام، وظهر في بعض خطاباته محرضا أنصار والده على القتال ضد “الثوار”، وفي بعضها ظهر وهو يحمل السلاح، ما حدا بمحكمة الجنايات الدولية إلى وضعه ضمن قائمة المطلوبين في يونيو/ حزيران 2011، التي ضمت أيضا والده، قبل مقتله على يد الثوار، وعدداً من رموز النظام.

وفي أغسطس/ آب 2011، أعلنت مجموعة مسلحة من ثوار مدينة الزنتان، غربي ليبيا، القبض على سيف الإسلام في صحراء ليبيا، أثناء محاولة فراره باتجاه إحدى دول الجوار الأفريقي، ولاحقا، رفضت المجموعة المسلحة نفسها، التي نقلته إلى الزنتان واحتجزته في أحد سجونها، تسليمه للسلطات القضائية في طرابلس لمحاكمته، لكنها سمحت بأن يظهر في جلسة للمحاكمة بواسطة تقنية الفيديو.

وفي يوليو/ تموز 2015، أعلنت محكمة استئناف طرابلس عن حكمها بالإعدام غيابيا بحق سيف الإسلام القذافي، لكن الحكم لم ينفذ، وبقي قابعا في سجن المجموعة المسلحة، التي عرفت باسم “كتيبة أبو بكر الصديق” وأعلنت انحيازها لمعسكر اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر وقتها، قبل أن تعلن في يونيو/ حزيران 2017 عن إطلاق سراح سيف الإسلام.

وقالت حينها إنه “حر طليق”، تنفيذاً لقرار وزارة العدل بالحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب، بناء على قرار الأخير بشأن العفو العام عن كل المطلوبين للقضاء.

وتزامنا مع إعلانها إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي، أعلنت “كتيبة أبو بكر الصديق” عن حل نفسها، ليدخل مصير سيف الإسلام في حالة الغموض منذ ذلك التاريخ، وسط تضارب الأنباء بشأن مصيره ومكانه.

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز”، في يوليو/ تموز الماضي، أول مقابلة صحافية معه منذ سنوات، تحدث خلالها عن نيته الترشح للانتخابات.

اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل

اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو

اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here