أحمد إمبيريك
أفريقيا برس – موريتانيا. قالت الناشطة عيشة بنت بوشحيمة رئيسة جمعية متعاوني مؤسسات الإعلام العمومي في تصريح لـ”أفريقيا برس”، إن تسوية الأوضاع التي كان يرزح تحتها المتعاونون مع الإعلام العمومي كانت صعبة، رغم أنهم كانوا يشكلون العمود الفقري لهذه المؤسسات حسب تعبيرها، وقالت بنت اشحيمي، إن الجمعية ما تحقق بخصوص تسوية أوضاع المتعاونين كان بمثابة الحلم بالنسبة لهم، وأن الوزارة المعنية تعاملت معهم مباشرة ولم تترك فرصة لأي وسيط من شأنه تحييد الملف عن وجهته الطبيعية او استغلاله، مضيفة أنَّ الإعلام الخصوصي يحتاج هو الآخر إلى إصلاح وضبط، والوقوف أمام من يستغلونه ولا علاقة تربطهم بالإعلام كمهنة.
يأتي هذا الإجراء بعد بيان أصدرته رئاسة الجمهورية الموريتانية وجه فيه رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني تعليماته للحكومة الموريتانية باتخاذ حل نهائي لوضعية المتعاونين مع مؤسسات الإعلام العمومي ممثلا في الوكالة الموريتانية للأنباء، وإذاعة موريتانيا، والتلفزة الوطنية، وشركة البث الإذاعي والتلفزي.
وحسب تقرير اللجنة الفنية المعنية بالملف فقد تأهل 1865 متعاونا للترسيم، وكان وؤير الثقافة والفنون والاتصال بالبرلمان الحسين ولد مدو قد ذكر على هامش النقطة الصحفية لمجلس الوزراء أن الملف شكل مشكلة لوسائل الإعلام العمومي ومطلبا جوهريا- حسب تعبييره – للعاملين بهذه المؤسسات طيلة الثلاثة الماضية.
في نظركم ماهي المكتسبات التي تحققت مع هذه الخطوة؟
أكبر مكسب حققنا من خلال هذه الخطوة أنها انتشلت هذه الفئة من القاع، فقد كانت العبودية المقنعة تمارس علينا، عشنا في الحضيض وتعاقبت علينا الكثير من الحكومات التي لم تعمل على تسوية أوضاعنا للأسف الشديد، رغم أنَّ المتعاونين مع الإعلام العموم هم حقا من كان يقوم بالعمل، ويباشره، رغم تدني الرواتب، وصعوبة الأحوال المادية وغيرها.
لقد ناضلنا بقوة من أجل هذه اللحظة، ونظمنا وقفات، تحركنا على مستويات عديدة، والآن حققنا مكسبا كبيرا، من خلال التسوية، وحصول المتعاونين الذين هم العمود الفقري للصحافة العمومية على الضمان الصحي، فأصبح بمقدرهم كفالة أسرهم وأبنائهم، وتطورت رواتبهم إضافة إلى التقاعد الذي كان حلما صعب المنال، هذه في الحقيقة مكاسب كبيرة تستحق الإشادة.
تصور أن الصحفي العامل بالمؤسسات العمومية الرسمية كان يطرد لأتفه سبب لمجرد أنه عامل متعاون، فلا شيء يربطه بالمؤسسة لا قانون ولا عقد، الوضع اليوم لم يعد كما كان، بل تغير الأمر بفضل الله، وبفضل النضال الذي قمنا به ولله الحمد.
لعبتم دورا كبيرا في الدعوة إلى الترسيم ونظمتم وقفات ما هو شعوركم بعد تحقيق هذا المطلب؟
شعورنا لا يوصف، فهذه اللحظة تشكل انفراجة في مسار الصحافة الوطنية، لقد أوصلنا قضية المتعاونين إلى المستويات العليا، والتقينا برئيس الجمهورية، وتعهد لنا يومئذ بحل هذه القضية، وبعد تحقق الحلم أقول لزملائي أن المستحيل يتحقق، والنضال هو السبيل لنيل الحقوق، وتحقيق المطالب.
هل لعب الوزير الحالي دورا في ذلك؟ خصوصا أنه من أعرف الناس بواقع الصحافة في البلد بحكم الممارسة؟
أولا: أقول إن من حسن حظ المتعاونين مع الإعلام العمومي لقاؤهم الأول برئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي تعهد بتسوية أوضاعهم، ثانيا: على هامش لقاء رئيس الجمهورية التقينا بالسيد المختار ولد انجاي الذي سيكون لاحقا الوزير الأول هذا من العوامل التي دفعت بالملف إلى الأمام، ثم إن وجود وزير الثقافة الحالي الحسين ولد مدو الذي كان صحفيا ممارسا للمهنة لفترة طويلة، ونقيبا عرف أوضاع الصحافة عن قرب، واطلع على أبرز المشاكل التي تواجه الإعلام العمومي، وجود هذا الوزير بهذه الأبعاد كلها أتاح له أن يلعب دورا مهما في مراجعة القضية، فلم يوجه ملف تسوية وضع المتعاونين لأية نقابة ولا لأي جهة، ولم يسمح لأي طرف أن يكون وسيطا بيننا وبينه، حتى لا يتم استغلال الملف، أو تحييده عن وجهته الطبيعية، وكنا نلتقي بالسيد الوزير كل يوم خميس، وكان هو شخصيا يتابع معنا تفاصيل مراحل الملف خطوة بخطوة حتى انتهى، وتحقق المطلوب.
ماذا بعد الترسيم وهل وصلت العملية مراحلها الأخيرة؟
الملف في مراحل متقدمة، بل يمكن القول إنه في مراحله الأخيرة، كان آخر اجتماعنا اليوم مع اللجنة الملكلفة باللوائح المتعلقة بالوزارة المعنية، والمؤسسات الصحفية العمومية، وبعد أيام ننتظر من الوزارة توزيع اللوائح النهائية المتعلقة بالبصمات، وهو ما يعني أن الملف في مراحله الأخيرة ونهايته ستكون في أقرب وقت ممكن بحول الله.
في الطرف الآخر وملاء في الصحافة الحرة هل ترين أن هناك خطوات أخرى لم تتحقق الآن؟
ليس لدي اطلاع على واقع الصحافة الحرة، ملفنا كمتعاونين مع الإعلام العموم لم نجد أحدا يقف معنا فيه لا الإعلام الخصوصي ولا النقابات، وبالمناسبة أقول إن واقع الإعلام الحر واقع مزر، أتاح الفرصة لكثيرين ممن لا علاقة لهم بالمهنة لدخولها، وبالتالي هي الأخرى تحتاج على إعادة تنظيم، وضبط، وأن تبحث عن طريقة لحل أزمتها مع الوزارة، ونتمنى للجميع التوفيق.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس