أفريقيا برس – موريتانيا. بعد أن قضوا أياما في انتظار أن يتمخض قصر الرئاسة عنها، تابع ساسة ومدونو موريتانيا انشغالهم بما حملته حكومة محمد ولد بلال الثالثة، حسب تحليلاتهم، من تناقضات، وتغييرات.
الحكومة، التي عقدت الأربعاء اجتماعها الأول، تعرض ثلتها للتجيد فيما تم تبادل للحقائب بين عدد من أعضائها من الوزراء السابقين.
وشهدت الحكومة قدوم 8 أسماء لم تكن ضمن التشكيلة السابقة، في حين غادر 7 وزراء بشكل نهائي، كما انتقل 9 وزراء في الحكومة السابقة إلى حقائب أخرى.
وكان الإجراء الهام الذي نال أوسع تعليق هو عودة السياسي المثير للجدل مختار ولد اجاي وزير مالية الرئيس السابق، والناجي من محاكمة العقد، إلى حكومة ولد بلال جامعا بين منصبي وزير في الحكومة ومدير لديوان الرئيس.
وأكد بيان التكليف الحكومي أن الرئيس الغزواني يريد من هذه الحكومة ” صون وتدعيم ما تحقق إنجازه في مختلف المجالات، وتسريع وتيرة إكمال ما هو قيد التنفيذ من برامج وسياسات عمومية، وإيلاء أقصى الأهمية للقطاعات الخدمية والإنتاجية والبرامج الاجتماعية ذات الانعكاس المباشر على حياة المواطنين”.
لكن التحليلات التي نشرها ساسة وإعلاميون تؤكد “أن حكومة ولد بلال الثالثة لن تجد وقتا لإنجاز أي شيء نظرا لشدة الصراع بين قطبين فيها، الأول بقيادة وزير الداخلية محمد أحمد ولد محمد الأمين رجل ثقة الرئيس الغزواني، والثاني بقيادة وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوق صديق طفولته”.
وتساءل موقع “مراسلون” الإخباري عن الغرض من جمع النقيضين في التشكيلة الحكومية الجديدة، وأضاف “هل تعمد الرئيس غزواني أن تضم حكومته كل هذه التناقضات كي يضمن إجماعا من نوع آخر وإن بطريقة جذب الأقطاب كما كان يفعل الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، أم أن الاكراهات فرضت عليه الوضع الحالي فرضا، ويظل السؤال الأهم، هو “كيف سيدير الغزواني كل هذه الصراعات في فترة غير بعيدة من الحملة الانتخابية؟!”.
ويقول السياسي والمدون سلامة أحمد “أن حكومة بلال حكومة توازنات سياسية ومكافأة لمن لعبوا أدوارا في الحملة الانتخابية الأخيرة والذين يتوقع أن يلعبوا دورا في الانتخابات الرئاسية المقبلة”.
ويرى النائب البرلماني المعارض محمد الأمين سيدي مولود، “أن حكومات الرئيس الغزواني المتعاقبة ما زالت ترتهن للماضي، ويضعف فيها الحاضر، ويندر المستقبل، ففي أحدث نسخها اليوم يوجد 12 وزيرا على الأقل تم توزيرهم في أنظمة سابقة”.
وقال “في المحصلة، لا هذه حكومة كفاءات تكنوقراطية، ولا حكومة سياسية، ولا هي نظيفة أمانةً ولا قوية أداءً بحكم ماضي أغلبها رغم القلة الجديدة، إنها حكومة بها تجسيد للهروب إلى الماضي، والارتباك في الحاضر، والخوف من المستقبل”.
أما سيدي محمد أبرز مدوني موريتانيا، فقد علق على الحكومة الجديدة قائلا “بلد منكوب يترنح، ورئيس نؤوم لا يحب الإزعاج اختار رئيس وزراء (بلا صوت) وأوكل الأمور إلى شلة (يأمنها) تسير البلد وكل واحد يمد له بسبب روحي أو اجتماعي أو صهر للسيدة الأولى أو معِم أو مخوِل في عشيرتها، كما أطلق يد الجنرالات في المال العام فأساموا أرواحهم في الملذات والنعيم إلهاءً لهم عن الشأن العام، أما (النخبة) فمرتزقة جبانة انخرطت في جوقة القصر تسبح بحمد القائد وتمجد تعهداته، إلى جانب أقلام ومنصات بائسة تقتات كالذباب على فتات الموائد، وشعب خارج المعادلة ضائع في تفاصيل حياته اليومية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس