الموريتانيون منشغلون بين مادح وقادح بتقييم أداء رئيسهم في ذكرى تنصيبه- (تدوينات)

4
الموريتانيون منشغلون بين مادح وقادح بتقييم أداء رئيسهم في ذكرى تنصيبه- (تدوينات)
الموريتانيون منشغلون بين مادح وقادح بتقييم أداء رئيسهم في ذكرى تنصيبه- (تدوينات)

أفريقيا برس – موريتانيا. ينشغل الموريتانيون هذه الأيام بتقييم أداء رئيسهم محمد ولد الشيخ الغزواني بعد أربع سنوات من توليه الرئاسة عام 2019، بنسبة نجاح بلغت 52,01%.

وتوزع الساسة والمدونون وقادة الرأي في تقييمهم لأداء الجنرال، القادم لكرسي الحكم من المؤسسة العسكرية، إلى ثلاث فئات: مطبلة للرئيس صادعة بالإعجاب بأدائه، ومتفهمة للظروف التي أحاطت بحكمه وجعلت أداءه دون المأمول، أما الثالثة فوجهت إليه أشد الانتقادات، وتحدثت عن مخاطر تواجه الدولة الموريتانية وتنذر بتقويضها.

وتوقف الجميع أمام مقال للسياسي الموريتاني البارز أحمد ولد هارون المعارض للرئيس الغزواني، انتقد فيه أوضاع موريتانيا اليوم وحلل أسباب ذلك، وقال “عندما تضطرب الأمور ويقع الهرج والمرج ولا يبقى في السماء نجم يهتدى به، ولا في الأرض عمود يُسند عليه، يستطيع القادة الحقيقيون أن يتحرفوا بسرعة وبراعة، داخل البلاد وخارجها، ويسترجعوا الدولة ويؤمِّنوا المجتمع”.

وأضاف “لم تزل في موريتانيا مؤسسات كثيرة منتجة وقابلة للبقاء والتطوير ونموذج بيروقراطي ومرافق وخدمات؛ وقد أثبت الكل فائدته وضرورته، لكن قلَّ من هذا كله ما يعمل اليوم بانتظام وبالمعايير القانونية والعصرية السليمة، التي تجعلها قابلة للبقاء وثقة الجميع واحتكامه إليها”.

وزاد “كثيرا ما عبَّر الوطنيون الواعون عن قلقهم على الدولة وخوفهم من انهيار مؤسساتها ومرافقها وخدماتها، والغريب أن أكثرهم لم يشعر حتى الآن بأن الانهيار قد حصل فعلا في خدمات ومؤسسات ومرافق اجتماعية وفنية وسيادية عديدة”.

وقال “أتدرون لماذا لم يشعر هؤلاء الطيبون بالانهيار، لأن الخدمات العمومية القليلة والرديئة المتاحة اليوم في موريتانيا لا تقدم منها الدولة شيئا يذكر، خصوصا الخدمات الاجتماعية، بل إن الدولة لا تفرِض على تلك الخدمات من النظام والرقابة إلا ما يدرُّ جباية هنا، أو يبرر نفقة هناك، أو يضمن صفقة. إنه أمر مرعب ، حتى أنظمتنا الفاسدة كانت، على فسادها، تترك للدولة هامشا تتنفس به وتتغذى”.

أما الرئيس الأسبق لحزب التجمع الوطني للإصلاح، محمد جميل منصور، فقد هنأ الرئيس الغزواني قائلا “في الذكرى الرابعة لاستلام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مهامه، سيجد المتحدث من الإنجازات والخطوات النوعية ما يذكره، كما سيجد من الأخطاء في التنفيذ واستمرار ممارسات الفساد في بعض قطاعات الدولة ما يذكره”. وأضاف “العبور بالبلاد من وضعها الذي تراكم خلال أربعة عقود ليس بالأمر السهل، ولعل بعضا ممن يوجد في دوائر القرار والتدبير لا يساعد عليه”.

ودون النائب البرلماني المعارض عن حزب “جود”، العيد محمدن، “لا تتعبوا أنفسكم… الإنجازات الكبرى لا تحتاج من يفتش عنها لو كانت موجودة لنطقت بنفسها”.

وعلق الصحافي الأديب، محمد ناجي أحمدو، على ذكرى تنصيب الغزواني بالقول “من بين القرارات التي ستحصد موريتانيا كلها ثمرتها خلال السنوات القادمة؛ القانون التوجيهي للنظام التربوي المصادق عليه العام الماضي، والذي بدأ تطبيقه السنة الدراسية الماضية، وهو خطوة طال انتظارها لمدة عقدين من الزمن، دفعت الأجيال خلالهما ثمن التخبط والتبعية العمياء”، مردفا “وإضافة إلى كونه ينصف اللغة الرسمية؛ فإنه يقرر تدريس اللغات الوطنية، وهو ما سيساهم في تعميق المواطنة والانتماء والترابط؛ تم كل هذا، دون شوشرة وبلا تجييش للشارع”.

وانتقد المدون والشاعر خالد ولد عبد الودود، في تدوينة طويلة، أداء الغزواني “يُمكن القول إنها سنون شِداد مستمرّة على هذا “النَّحوِ” البائِس و”الإعراب” في حق الشعب بتغيير “أواخرِه” رفعًا ونصبًا وضَمّا وخِلالَها ظلّ النظامُ ضميرا مُستَتِرا تقديره “هُو”؛ نظامٌ “مُحافِظ” يَرفعُ “الفاعلَ”، بل يكاد يجعله في مرتبة إلهيّة، وينصِب “المفعولَ” و”يجرّه” جَرًّا ويتمادَى فيُضيف إليه “ما قبلَه”.

وجاءت في سياق التقييم تدوينة أخرى للوزير محمد فال ولد بلال، الرئيس السابق للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، قال فيها “إن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بدأ منذ توليه مقاليد الحكم سنة 2019 وضع خريطة تنموية متبصرة مكنت من إرساء دعائم نظام تعددي تشاركي يعمل على إرساء نظام وسطي مبتكر يوائم بين التعددية والتوافق”.

وأضاف “نظام ولد الغزواني نجح في التصدي لأزمة كورونا، بوضعه لصحة المواطن على رأس أولوياته مع بدء ظهور الجائحة عالميا”، مردفا “أنه نجح في إدارة الأزمة بالحفاظ على صحة السكان بالتوازي مع عدم تعطيل النشاط الاقتصادي أو وقف الحياة بشكل كامل، إضافة إلى تخصيص عشرات المليارات لتمويل الخطة الشاملة وما تتضمنه من إجراءات احترازية وعلاجية”.

وأردف ولد بلال “أن موريتانيا استعادت خلال ما مضى من مأمورية ولد الغزواني مكانتها الدولية، ودورها في المشهد الدولي كقوة فاعلة، وهو ما تجسد من خلال الشهادات العالمية التي تؤكد أهمية موريتانيا كلاعب إقليمي لا يمكن الاستغناء عنه”، وفق تعبيره.

وأشار ولد بلال إلى أن “نظام ولد الغزواني نجح في معركة الاقتصاد والتنمية ومحاربة الفقر والفوارق الاجتماعية، من خلال ما تحقق عن طريق مشاريع التكافل الاجتماعي، وبقية المؤسسات الاجتماعية، إضافة إلى زيادة الرواتب والمعاشات، وتثبيت الأمن والاستقرار في محيط يهتز من كل الجهات”.

وطرح الصحافي والقيادي الإسلامي المعارض أحمدو الوديعة، عدة أسئلة في تقييمه لأداء الرئيس الغزواني، قائلا في عدة تدوينات “أين كانت الأسعار قبل أربع سنوات وأين هي الآن ؟، وكم من صفقة فساد أبرمت ؟ وكم اعتقل من مدون وكم قمع ومنع من مظاهرة؟، وكم مفسدا تم تدويره، وإعادة تدويره…؟ من بقي من الشباب القادر على الهجرة ولم يهاجر، أو يحدث نفسه بالهجرة..؟”.

اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس