إبداع الشباب المغربي في الصالون الوطني للفنانين

1
إبداع الشباب المغربي في الصالون الوطني للفنانين
إبداع الشباب المغربي في الصالون الوطني للفنانين

أفريقيا برس – المغرب. احتضنت فيلا الفنون بالدار البيضاء حفل افتتاح معرض الصالون الوطني للفنانين الناشئين في الفن المعاصر يوم الأربعاء 19 نونبر، حيث يعرض هذا الحدث الجماعي أعمال 40 فنانًا ناشئًا من مختلف الوسائط الفنية. وصف المنظمون هذا الحدث بأنه “فرصة فريدة لتسليط الضوء على تنوع وإبداع وابتكار الشباب المغربي، من خلال تقديم منصة ملائمة لتطوير مواهبهم”.

اختارت لجنة التحكيم، التي تضم الكاتب والفنان ماهي بنبين، والمفوضة الفنية فرح ماكل، ومسؤول المعارض في AL MADA نبيل بهية، الفنانين المشاركين من بين حوالي 200 متقدم. كما قامت اللجنة بتحديد ثلاثة فائزين من بين 10 مرشحين لجائزة المدى الجديدة – الصعود، التي تقدم تقديرًا إضافيًا وجائزة نقدية.

دعم الفنانين الناشئين

أُعلن عن الفائزين خلال الحفل: المركز الثالث، أيت هلالي مهدي (تصوير فوتوغرافي)؛ المركز الثاني، سكينة بوعلي (نسيج، تصوير فوتوغرافي)؛ والمركز الأول، لارغون كريم (رسم، تصميم).

عبّرت بوعلي، وهي فنانة تعلمت ذاتيًا وتقيم في الدار البيضاء وتعمل في فن الألياف والنسيج، قائلة: “أشعر بفرحة غامرة، لكنني أيضًا سعيدة جدًا لأن هذه القطع استغرقت وقتًا طويلاً لإنجازها”. وأضافت: “من الرائع رؤية الجمهور يتفاعل مع هذا المعرض”.

عملها الفائز كان عبارة عن قطعة ملابس محبوكة بعنوان “تينانت” تهدف إلى “دمج الحدود بين الجسدي والميتافيزيقي، الداخلي والظاهر، ما نعتقد أننا عليه وما يمكن أن نكون عليه”. استخدمت في القطعة الطين والصوف الخام المغزول يدويًا من أوريكا، وهي بلدة صغيرة في إقليم الحوز.

إلى جانب ممارستها الفنية، تتلقى بوعلي طلبات لقطع يمكن ارتداؤها. عند سؤالها عن خططها للجائزة النقدية، قالت إنها ستقوم “بدفع الضرائب المتأخرة” و”شراء المزيد من الخيوط”.

لم يكن هناك موضوع ثابت للمعرض، مما أتاح للفنانين الحرية في التعبير عن أنفسهم من خلال أعمالهم. قدم غسان فضيلي من الرباط عملاً مستوحى من أحلامه وفضوله الطفولي تجاه العالم. يضم عمله أنماطًا سريالية من الطبيعة والكون والناس، كما صرح لـ Yabiladi.

قال فضيلي: “أنا فخور بأن أكون جزءًا من هذه الأعمال الفنية وأن أحظى بالاعتراف الجماعي من فنانين كبار مثل ماهي بنبين، الذي كان جزءًا من لجنة التحكيم”. يأمل فضيلي أن تتطور الساحة الفنية المعاصرة في المغرب، ويعبر عن سعادته بوجود موارد مثل هذا المعرض.

وأضاف: “هناك الكثير من الفرص في الوقت الحالي، والكثير من التعاون بين الفنانين في المجتمع. آمل أن أراها تزدهر في السنوات القادمة وأن نرى المزيد من الدعم من الدولة والمسؤولين للفنانين الشباب”.

سرد القصص من خلال الفن

من بين الأعمال المعروضة، فيلم وثائقي بعنوان “يوم أحد في الشمس” من إخراج إليسا بودين ونسيم بودرا، الثنائي المقيم في باريس والذي قدم أعمالًا حول الشتات المغربي.

يركز الفيلم على سكان حي راجونيتس المعزول في سانت-غراتيان، فرنسا، حيث يتابع السكان بعد هدم مفاجئ لملعب كرة القدم المحلي، مما يتركهم في مواجهة فقدان الهدف والاتجاه في حيهم المهمش.

قال بودرا إنه كان من المهم إظهار “عنف البيئة”، مثل النضال ضد البطالة ونقص البنية التحتية. وأضافت بودين: “هم أسرى لحيهم الخاص”. هذا العام، رعى الصالون أيضًا إقامات لأربعة فنانين من أفريقيا جنوب الصحراء. أحد الفنانين، تيسبريت تيتي من لومي بتوغو، يتخصص في الفن بتقنيات مختلطة مع عنصر خاص: النعال.

يهدف تيتي إلى إنشاء فن يتناول “المشكلات والتحديات البيئية” التي ستواجهها جيله. وصرح قائلاً: “أعتقد أن حماية البيئة يجب أن تكون مسؤولية الجميع”. أكد تيتي أن المعرض أتاح له الفرصة لتحدي نفسه وتحسين ممارسته الفنية.

وأضاف: “كنت في مرحلة كنت أطرح فيها أسئلة حول الاتجاه الذي أريد أن أسلكه في عملي. أتاحت لي هذه الإقامة الخروج من بيئتي المعتادة، والاستكشاف، وتحسين وتعقيد تقنيتي”. المعرض مستمر في فيلا الفنون بالدار البيضاء وسيكون مفتوحًا للجمهور حتى 24 دجنبر.