استياء المواطنين المغاربة من ارتفاع أسعار اللحوم ومهنيون يحذرون من انهيار قطاع الدواجن

7
استياء المواطنين المغاربة من ارتفاع أسعار اللحوم ومهنيون يحذرون من انهيار قطاع الدواجن
استياء المواطنين المغاربة من ارتفاع أسعار اللحوم ومهنيون يحذرون من انهيار قطاع الدواجن

أفريقيا برس – المغرب. قد تكون “البيصارة” (وهي أكلة شعبية من الجلبانة أو الفول اليابس والمهروس)، ومعها باقي أصناف القطاني، هي الحل الأمثل لمواجهة هذه الأيام الباردة جداً في المغرب لا سيما لدى الطبقات الشعبية، لكن لا حلّ يلوح في الأفق لمواجهة غلاء اللحوم البيضاء والحمراء على حد سواء، رغم استيراد عدد لا يستهان به من رؤوس الأغنام والأبقار، فإن ذلك لم يؤثر على قفة الأسرة، بل هناك من يفكر جدياً في استيراد الدواجن أيضاً، والحقيقة أن السنة الماضية شهدت ارتفاعاً في واردات “أمهات الكتاكيت” وفق تعبير المهنيين، المتعلقة بصنف اللحم، كما شهدت واردات أمهات كتاكيت الديك الرومي زيادة أيضاً.

المواطن وهو يتجول بـ “قفته” في السوق، يصطدم بسعر يتراوح بين 24 و28 درهماً (2.39 و2.79 دولاراً) للكيلوغرام الواحد، ولا قبلة له غيره أمام ارتفاع سعر اللحوم الحمراء خاصة صنف البقري، الذي يتراوح 80 و90 درهمًا (ما يناهز 7 و8 دولارات) للكيلوغرام الواحد، بينما يصل سعر الأغنام إلى 120 درهمًا (11 دولارا).

أسئلة المواطن بخصوص عدم نزول أسعار اللحوم الحمراء إلى متناول جيبه بعد توالي عمليات الاستيراد، يصبح مجرد ترف أمام الحاجة لمعرفة أسباب ارتفاع ثمن اللحوم البيضاء (دجاج وديك رومي)، وهو ما اجتهدت في تفسيره العديد من المداخلات لمهنيين وتباينت الآراء بين “الجمعية الوطنية لمربي الدجاج اللحم” و”الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن”.

وكان موضوع قطاع الدواجن محور اجتماع بين وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أحمد البواري، ووفد من المجلس الإداري لـ “الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن”، التي قالت في بيان لها عقب اللقاء، إن “المهنيين أكدوا، بهذه المناسبة، اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان تزويد السوق بشكل طبيعي”، وهذا “جميل جداً” يقول مواطن في تدوينة على فيسبوك، لكنه يستطرد متسائلاً: “ماذا عن السعر، هل سيكون طبيعياً؟”.

بيان الفدرالية المهنية كان مليئاً بالأرقام والمصطلحات الخاصة بقطاع الدواجن، وحديث عن الواردات من الدجاج والديك والرومي واللحم والبيض، بالنسب والأرقام، والشيء نفسه بالنسبة للإنتاج المحلي من “الكتكوت”، كما تطرق البيان المذكور إلى “تقليص التبعية للخارج” باقتراح “إمكانية إنشاء ضيعات لتربية أجداد دواجن التوالد صنف اللحم لتزويد السوق المحلي بكتكوت التوالد”.

بين “الكتكوت” وهو الحفيد، ودجاج التوالد وهو “الجد”، ضاع أجر الأب الإنسان وهو يتجول في السوق بحثاً عن منفذ للمرور إلى تلك “الدجاجة” الأم التي صارت أساسية على مائدة أبنائه، يقول مدون ساخراً من مصطلحات المهنيين، التي “لا تساوي لمسة طمأنة على جيب المغربي الحائر في السوق”.

و أرجعت “الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم”، غلاء الأسعار إلى تكلفة إنتاجه، وقال رئيسها محمد أعبود في رسالة موجهة إلى وزير الفلاحة، إن السبب الرئيسي في تناقض كلفة الإنتاج بين المغرب وأوروبا هو غياب رقابة فعّالة من طرف الوزارة الوصية وعدم استجابتها لرسائلها المتكررة منذ فشل العقد الأول من المخطط الأخضر (2010) في قطاع الدواجن.

رئيس الجمعية المهنية المذكورة أطلق في تصريحات للقناة التلفزيونية المغربية الثانية (دوزيم) نداء استغاثة، وهو يحذر من انهيار قطاع الدواجن في المغرب، كما أن الوضع “حساس جداً”، مشدداً على أن غلاء أسعار الدجاج ليست مسؤولية يتحملها المربي وحده، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الجميع. وحسب أعبود، من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ القطاع وحماية المربين الصغار والمتوسطين، ومن بين الإجراءات المقترحة، خلق وكالة وطنية للتتبع والتقييم، وإعفاء المربين من الفوائد البنكية على الديون المتراكمّة، وإعفاء مقتنياتهم من الأعلاف المركبة من الضريبة على القيمة المضافة، وإعفاء الكتاكيت دجاج اللحم من الرسوم الجمركية والتعديل في آليات تصنيف المربين في القوانين، وفتح حوار مع الغرف الفلاحية والمُديريات الجهوية للفلاحة لدعم هذه الفئة من العاملين. و أرجع يوسف العلوي رئيس “الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن” في تصريح لموقع ” Le360′′، ارتفاع أسعار منتجات الدواجن إلى زيادة الإقبال على منتجات الدواجن بسبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، الشيء الذي دفع المستهلك إلى اختيار بدائل أكثر تناسبًا مع قدرته الشرائية. وحسب رئيس الفيدرالية المهنية، فإن تفاوت أسعار البيع بين المزارع والأسواق، يعود أساساً إلى عدة عوامل، منها تكاليف النقل وهامش الربح لدى الباعة، إضافة إلى تفاوت مستويات الطلب من منطقة إلى أخرى. ورداً على دعوات بعض الباعة لاستيراد الدواجن، قال يوسف العلوي في تصريحه للموقع نفسه، إن أسعار الدواجن شهدت ارتفاعاً في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في المغرب، وبالتالي لا ينبغي الاعتقاد أن الاستيراد سيكون الحل الأمثل للمشكلة.

و عاد بعض المغاربة إلى تداول تدوينات حول مقاطعة الدجاج، ومنهم من اقترح التوقف عن استهلاك الدواجن للضغط على الباعة من أجل عودة الأسعار إلى متناول جميع المواطنين، بينما هيمنت على معظم التدوينات تساؤلات عن أسباب هذا الارتفاع غير المتوقع مع بداية السنة الجديدة.

وكان شهر أب/أغسطس من العام الماضي، قد شهد انخراط المغاربة في حملة مقاطعة لمواجهة ما وصفت بـ “حرب المضاربين والمحتكرين” الذين رفعوا أسعار الدجاج والبيض إلى مستويات “صاروخية”. واختار المغاربة في تلك الحملة شعار “خليه يقاقي”؛ أي دعه ينقنق، وهو الشعار نفسه الذي يعتلي منصات التواصل الاجتماعي كلما ارتفع سعر اللحوم البيضاء، بهدف إرغام الباعة على التراجع عن الأثمنة المرتفعة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس