أفريقيا برس – المغرب. ارتفاع كبير تشهده أسعار لحوم الدجاج في المغرب، إذ وصلت في عدد من المدن إلى 25 درهماً للكيلوغرام الواحد ما يناهز 2.36 دولار، الأمر الذي خلَّف حالة من الاستياء بين المواطنين تزامناً مع الغلاء الذي يجتاح المواد الاستهلاكية الغذائية وكذلك أسعار المحروقات.
وتُعد اللحوم البيضاء الأكثر استهلاكاً من طرف الأسر المغربية، خاصة منها التي تعيش ظروفاً اقتصادية صعبة، وتُلبّي اللحوم البيضاء 60 في المئة من حاجيات المواطن المغربي من البروتينات الحيوانية الضرورية لتغذية سليمة وصحية. كما تنتج المزارع المغربية سنوياً أكثر من 600 ألف طن، منها 500 ألف طن من لحم الدجاج، و100 ألف طن من لحم الديك الرومي.
تقارير محلية تؤكد ارتفاع استهلاك المواطن المغربي للحوم البيضاء خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ استهلاك الفرد الواحد 18 كيلوغراماً، فيما يبلغ رقم معاملات قطاع الدواجن في المغرب 21.5 مليار درهم، ويخلق فرص عمل غير مباشر، في حين تصل قيمة الاستثمار الإجمالي إلى 8.6 مليارات درهم.
عبد المومن، صاحب مجزرة لدجاج اللحم في مدينة سلا، قريباً من العاصمة الرباط، أكد لـ”القدس العربي”، أن أسعار الدجاج عرفت ارتفاعاً بالفعل، لافتاً إلى أن الكثير من الزبائن يأتون لاقتناء حاجياتهم من اللحوم البيضاء وبعد الاطلاع على السعر يمتنعون عن ذلك مبدين استهجانهم واستغرابهم من هذا الرقم القياسي الذي وصلت إليه الأثمان، “حتى من كان يقتني دجاجتين أو ثلاثاً بات يكتفي بواحدة”، يقول المتحدث.
وعن أسباب هذا الغلاء، أوضح المتحدث أن للأمر علاقة بالعرض والطلب، مؤكداً أن الدجاج غير متوفر بالكميات الكافية لدى مربي الدجاج في وقت يكون فيه الطلب مرتفعاً خلال فصل الصيف من طرف مموني الحفلات والأعراس، ناهيك عن توافد أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج”.
وأكد صاحب محل جزارة الدجاج أن أسعار الدواجن مرتفعة انطلاقاً من الضيعة، ” نقتنيها بـ21 درهماً للكيلوغرام، ناهيك عن تكاليف نقله، لا يتبقى لنا سوى هامش قليل جداً من الربح، من حق الزبائن أن يغضبهم ما يقع، ونحن أيضاً ليس في مصلحتنا هذا الغلاء”.
صاحب ضيعة لإنتاج وتربية الدجاج المخصص للذبح، فضّل عدم ذكر اسمه، أبرز أن المشكل يكمن في نفوق أعداد من الدجاج بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى نقص العرض، مشيراً كذلك إلى ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن في السوق العالمية بسبب الحرب بين أوكرانيا وروسيا، ما أدَّى إلى ارتفاع كلفة إنتاج لحوم الدجاج والدواجن عموماً بالإضافة إلى نقص إنتاج البيض كذلك.
الارتفاع الكبير في الأسعار، أثار تذمر مواطنين مغاربة، معبّرين عن رفضهم لما وصلت إليه الأسعار على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب مصطفى: “لم يعد في مقدرة الفقير في هذه البلاد أن يشتري لا لحم الدجاج ولا لحم العجل، بل لم يعد بمقدوره حتى اقتناء الخضر”، ويرى أمين أن “تجار الجملة والوسطاء يعمدون إلى رفع الثمن لمعرفتهم بتوافد مغاربة العالم، دون رقيب”.
هذا الوضع سبقه دقُّ “الجمعية الوطنية لمربي الدجاج” ناقوس الخطر من خلال وقفة احتجاجية نظمتها أمام وزارة الفلاحة رفضاً لما قالت إنه “سياسة الآذان الصَّماء التي ينتهجها مسؤولو القطاع”.
وحضر الوقفة عشرات المهنيين بقطاع تربية دجاج اللحم، ورفعوا شعارات مندّدة بـ”صمت الوزارة وعدم تقديمها حلولاً أمام الأزمة التي يرزح تحتها قطاع تربية الدواجن، خاصة بالنسبة للمربين الصغار ممن يجدون أنفسهم أمام صعوبات مادية تتفاقم يوماً بعد آخر”.
وطالب مُربُّو دجاج اللحم، وفق بيان اطلعت عليه “القدس العربي”، وزارة الفلاحة بالحوار وتقديم دعم مهني أمام الصعوبات المادية التي يواجهونها، بالإضافة إلى إعفائهم من الضرائب، وخلق آليات لمراقبة جودة الكتكوت والأعلاف، معتبرين أن الوزارة “تحمي فقط أصحاب المحاضن وشركات الأعلاف”.
بالنسبة ليعقوب، اسم مستعار، وهو مربي دواجن أفلس وعانى من ديون متراكمة، أوضح لـ”القدس العربي”، أن ثمن الكيلوغرام الواحد بالضيعة هو الثمن الأدنى الذي يُمكِّن المربي من تغطية المصاريف وثمن التكلفة بدون أرباح.
ولفت المتحدث أن قطاع تربية الدواجن لا يحظى بأي دعم ولا تأطير من وزارة الفلاحة معتبراً أنها “تدعم لوبيات منتجي العلف والكتاكيت، ممن يتحكمون في الأسعار في حين أن المربين يتعرضون للخسائر بشكل دائم”، وفق تعبيره.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس