انتقادات مدونين لحكومة أخنوش بعد إلغاء ذبح الأضاحي

8
انتقادات مدونين لحكومة أخنوش بعد إلغاء ذبح الأضاحي
انتقادات مدونين لحكومة أخنوش بعد إلغاء ذبح الأضاحي

أفريقيا برس – المغرب. بفرحة عارمة استقبل العديد من المغاربة قرار العاهل محمد السادس إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد لهذه السنة، نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمناخية الصعبة التي أثرت سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين وعلى الثروة الحيوانية المحلية.

ووجه ملك المغرب، باعتباره “أميرا للمؤمنين”، رسالة إلى الشعب يدعو فيها لعدم القيام بشعيرة ذبح أضحية العيد لهذه السنة. وفي الرسالة التي قرأها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، من خلال القنوات الإذاعية والتلفزيونية، عبّر العاهل المغربي عن حرصه الدائم على تمكين الشعب المغربي من الوفاء بشعائره الدينية في أحسن الظروف، مع استحضار ما يواجهه المواطنون من صعوبات جراء غلاء الأسعار وتراجع أعداد الماشية.

وحول ما أبداه نشطاء مغاربة على الشبكات الاجتماعية من ارتياح وفرح عقب قرار العاهل المغربي، اعتبر علي الشعباني، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع، أن الفرح الذي أبداه عدد من المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي لا يعكس الحقيقة كاملة، مع وجود جملة من التحفظات خاصة حين يتم خلط السياسي بالديني، لافتا إلى كونها مسألة تُناقض شعور المغاربة ممن لا يزالون متشبثين بالعديد من الطقوس الدينية التي يجدون فيها تلك الفسحة للفرح وللتعبير الاجتماعي وللتقارب والاجتماع العائلي.

وأبرز الأكاديمي المغربي متحدثا لـ “القدس العربي”، أن قرار إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي لن يكون صائبا ولن يؤدي الغاية منه للحفاظ على الثروة الوطنية، إلا إذا ارتبط بخطوات أخرى، كمنع مُموّني ومنظمي حفلات الزفاف وولائم العائدين من الحج من ذبح عشرات الأكباش لإحياء هذه المناسبات.

وأوضح أستاذ علم الاجتماع أنه من غير الممكن تحقيق التوازن بين منع أضحية العيد وترك المجال مفتوحا أمام ما سواه، خاصة وأن لحوم أضحية العيد لا يستفيد منها سوى المواطن البسيط والفقير، وهي مناسبة لإدخال الفرح على أبنائه وعائلته خلالها، و”حين نحرمهم من هذه الأضحية فنحن نحرم فئة واسعة وشريحة عريضة من المواطنين من فرحة العيد” وفق تعبيره.

وحفلت صفحات التواصل الاجتماعي بتعليقات على القرار الملكي بإلغاء ذبح أضاحي العيد، وربطت ذلك بالسياسة التي تنتهجها الحكومة المغربية الحالية، فقد كتب الإعلامي مصطفى الفن، مدير موقع آذار، أن إلغاء أضحية العيد بسبب “هذه الظروف الصعبة” هو ربما “عنوان عريض عن حالة إفلاس غير معلنة أسقطت “حكومة التاجر” (في إشارة إلى عزيز أخنوش) من برجها العاجي حتى قبل أن يسقطها الناخبون…”

وكتب الصحافي الحسن أيت بيهي من أسبوعية “الأيام” تدوينة جاء فيها أن القطيع الوطني من الأغنام لم يعد يتجاوز 1.5 مليون رأس، لذلك كانت ستكون مجزرة للجيوب لو تم الإبقاء على العيد. وتساءل قائلا “فأين مخطط الجيل الأخضر؟!” (مخطط عن الزراعة أطلقه عزيز أخنوش منذ كان وزيرا للفلاحة).

ووصف الناشط الحقوقي محمد الغلوسي إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد بـ”القرار الحكيم”، قائلا إنه “سيدخل الفرح على الطبقات الفقيرة خاصة، وسيقطع الطريق على الشناقة (الوسطاء) وتجار الأزمات”.

وكتب الصحافي الجيلالي بنحليمة: “لقد نخرنا المضاربون ونهشوا لحمنا ومصوا الدماء، وحولوا البلد وأهله لجماعة تجوز فيها الصدقة وتشكو همها للواحد الأحد”.

في السياق ذاته، كتب الإعلامي محمد واموسي المقيم في فرنسا “حين يهيب ملك البلاد بشعبه بعدم نحر الأضاحي هذا العام، فهذه إدانة صريحة لفشل الحكومة في ضبط الأسواق وكبح المضاربات. كيف يعقل أن خروفًا لا يتجاوز سعره 1500 درهم (150 دولارا) يصل إلى 7000 درهم (700 دولار) بسبب جشع المافيات، بينما الحكومة تتفرج عاجزة عن حماية المواطن؟ الفضيحة الأكبر كانت في عيد الأضحى الماضي، حينما منحت الحكومة للوبيات الاستيراد رخصًا لاستيراد الخرفان من الخارج بسعر 120 دولارا فقط من رومانيا مثلا، وأعفتهم من الرسوم، بل منحتهم دعمًا 50 دولارا لكل رأس من أموال دافعي الضرائب، ومع ذلك تم بيعها بأسعار خرافية تجاوزت 1000 دولار”!

ويرى ملاحظون أن دعوة العاهل المغربي محمد السادس لعدم القيام بشعيرة ذبح الأضاحي هذه السنة تجسد بُعدًا إنسانيًا واجتماعيًا عميقًا، حيث تراعي الظروف الاستثنائية التي يمر بها المغرب، سواء من حيث غلاء الأسعار أو تراجع أعداد الماشية. كما تؤكد هذه الخطوة الحرص على التخفيف من معاناة المواطنين، خاصة الفئات الهشة، وعلى الحفاظ على المصلحة العامة وفق مقاصد الشريعة الإسلامية.

وسبق للمغرب، في عهد العاهل الحسن الثاني، أن ألغى ذبح أضحية العيد ثلاث مرات، في أعوام 1963 و1981 و1996.

اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس