مجرة المرأة المسلسلة قد لا تصطدم بمجرتنا بعد 4.5 مليارات سنة

3
مجرة المرأة المسلسلة قد لا تصطدم بمجرتنا بعد 4.5 مليارات سنة
مجرة المرأة المسلسلة قد لا تصطدم بمجرتنا بعد 4.5 مليارات سنة

أفريقيا برس – المغرب. لعقود، اعتقد العلماء أن مجرة المرأة المسلسلة، التي تتحرك نحو مجرتنا درب التبانة بسرعة 110 كيلومتر في الثانية، ستصطدم بنا خلال حوالي 4 مليارات سنة.

المرأة المسلسلة هي أقرب مجرة حلزونية كبيرة إلى مجرتنا “درب التبانة”، تبتعد عنها حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية، وهي أكبر في الحجم بمقدار الضعف تقريبا.

ولتخيل الفارق في الحجم، فإن مجرة المرأة المسلسلة تشبه طبق أرز كبير على السفرة، بينما تشبه مجرتنا طبق السلطة.

بيانات جديدة

وكانت ذلك الاستنتاج بحتمية التصادم مبنيا على ملاحظات الحركة الظاهرة لمجرتنا ومجرة المرة المسلسلة، والمسافة الحالية بينهما، وظن العلماء أن هذا التصادم سينتج عنه مجرة بيضاوية عملاقة.

لكن بحسب دراسة جديدة في دورية “نيتشر أسترونومي” نشرت في الثاني من يونيو/حزيران، استخدم الباحثون بيانات دقيقة من مرصدي غايا وهابل، بالإضافة إلى تقديرات حديثة لكتل المجرات، لبناء نماذج حاسوبية متقدمة.

ساعدت هذه البيانات في قياس السرعة الجانبية (المماسية) لمجرة أندروميدا، هذه السرعة كانت غير معروفة بدقة في الدراسات القديمة.

وأظهرت النماذج أن احتمال حدوث تصادم مباشر بين المجرتين هو حوالي 50% فقط، مما يعني أن التصادم ليس حتميا كما كان يُعتقد.

كما أن الدراسة الجديدة تؤخر موعد التصادم إلى 10 مليارات سنة وليس 4.5 مليارات سنة كما أفادت الأعمال البحثية السابقة في هذا النطاق.

أثر السحابة

وقد تبيّن للعلماء أن سحابة ماجلان الكبرى، وهي مجرة قزمة تدور حول درب التبانة، لها تأثير جاذبي كبير قد يغيّر مسار درب التبانة ويقلل من احتمال التصادم مع المرأة المسلسلة، بسبب أن كتلتها أعلى مما كان يُعتقد.

وفي بعض النماذج الحاسوبية، قد تمر المجرتان بالقرب من بعضهما من دون تصادم، أو قد يحدث تصادم بعد فترة أطول مما كان متوقعا.

وحتى في حال حدوث التصادم، فإن تأثيره على الأرض سيكون محدودا، نظرا للمسافات الشاسعة بين النجوم داخل المجرات، وبالتالي فإن تصادم المجرات يعني تداخلها، حيث نادرا ما تصطدم النجوم.

توضح الدراسة أن المستقبل الكوني لمجرتنا (أو أي مجرة أخرى) ليس محددا بدقة، وأن العوامل المحيطة مثل سحب المجرات الصغيرة تؤثر في المسار، وفي هذا السياق تُبرز الحاجة إلى نماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة تشمل الجاذبية والمادة المظلمة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس