نحو 100% من الأسر في المغرب تتوفر على هواتف ذكية

1
نحو 100% من الأسر في المغرب تتوفر على هواتف ذكية
نحو 100% من الأسر في المغرب تتوفر على هواتف ذكية

أفريقيا برس – المغرب. يواصل الهاتف الذكي ترسيخ حضوره في الحياة اليومية، إذ أصبح متوفرًا لدى 100% من الأسر في الوسط الحضري، واقترب من النسبة نفسها في الوسط القروي، وفقًا للمعطيات التي كشفت عنها مؤخرًا الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT) في دراستها حول مستويات التجهيز واستعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وبحسب المعطيات المجمّعة ما بين يناير وفبراير 2025، فإن تجهيز الأسر بالهواتف الذكية يواصل الارتفاع بوتيرة أعلى في المناطق القروية: على المستوى الوطني (+4%)، الحضري (+2.5%)، والقروي (+6%)، حسب الوكالة. ويُسجَّل هذا التطور في سياق تؤكد فيه الوكالة استمرار نمو التجهيز الرقمي خلال السنوات الخمس الماضية، حيث تم تبني الأدوات الرقمية بوتيرة متزايدة بين 2019 و2024.

وتبرز الوكالة أربعة مؤشرات أساسية توضّح هذا التحول العميق في علاقة المغاربة بالتكنولوجيا. بالأرقام، تم تجهيز أكثر من 1.8 مليون أسرة مغربية إضافية بحواسيب أو أجهزة لوحية، وأكثر من 1.5 مليون أسرة بالإنترنت، فيما أصبح أكثر من 6.7 مليون فرد جديدًا يتوفرون على هواتف ذكية، و7.1 مليون آخرين يستخدمون الإنترنت.

التحول الرقمي لا يوقف صعود الهاتف الثابت

ورغم الانتشار الواسع للهواتف الذكية، لم يكن ذلك على حساب الهاتف الثابت. فوفق الوكالة عرف الهاتف الثابت ارتفاعًا في تواجده داخل الأسر بنسبة 36.5%. وبين 2019 و2024، سجلت نسبة التجهيز بالهاتف الثابت نموًا أكبر في الوسط القروي (+115%) مقارنة بالوسط الحضري (+30%). وخلال الفترة نفسها، شهد تجهيز الأسر بالحواسيب والأجهزة اللوحية تطورًا لافتًا (+23%).

وتُظهر البيانات أن الجائحة والأزمة الصحية لعبتا دورًا حاسمًا في هذا التحول، بالنظر إلى الاعتماد الواسع على التكنولوجيا خلال فترة الحجر الصحي. ففي 2019، كانت نسبة الأسر المجهزة بحواسيب أو أجهزة لوحية 60.4%، لترتفع في 2024 إلى 74%.

وخلال خمس سنوات، زاد التجهيز الرقمي بنسبة 22.5%، مدفوعًا بتفضيل أسر عديدة للأجهزة المحمولة واللوحية على الحواسيب المكتبية. وتؤكد ANRT ذلك بالإشارة إلى استمرار تراجع استعمال الحواسيب المكتبية من 13.2% سنة 2019 إلى 8.2% سنة 2024 (-38%).

وصول شبه مشبع للإنترنت… مع مخاوف أسرية متزايدة

في الاتجاه نفسه، تشير الدراسة إلى أن ولوج الأسر إلى الإنترنت ارتفع بأكثر من 10% خلال هذه الفترة، متجهًا نحو مستوى يقترب من الإشباع. وطنيًا، ارتفعت النسبة من 80.8% إلى 89.2% (+9 نقاط). وفي المدن بلغت 93.6% (+6%)، بينما وصلت في القرى إلى 78.4% (+12%).

وبين الأسر، زاد استعمال الأطفال للإنترنت بشكل ملحوظ، من 50.1% إلى 67% (+34%). وفي 2024، كانت أبرز الاستخدامات لدى الشباب: التعليم (95.5%)، الألعاب والترفيه (90.7%)، ثم الشبكات الاجتماعية (80.9%).

ورغم هذا التطور، تُظهر البيانات أن التكنولوجيا الرقمية تُعتبر سلاحًا ذا حدين، إذ تكشف الوكالة أن الآباء يعبرون عن قلقهم من الاستعمال المفرط للإنترنت من طرف أطفالهم، خاصة فيما يتعلق بتأثيراته الصحية والوقت المستغرق على حساب أنشطة أخرى. وتشير الدراسة إلى أن هذه الظاهرة يمكن أن تكون مصدر توتر داخل الأسر، ورغم أنها لا تزال محدودة، إلا أنها تسجل منحى تصاعديًا بين 2022 و2024.

وتفصّل الأرقام مستويات هذا التوتر: “غالبًا” ارتفعت من 4% إلى 7.6% (+90%)، “من وقت لآخر” من 30% إلى 30.8% (+3%)، بينما تراجعت “نادراً” من 40% إلى 32.8% (-18%). ووفقًا للوكالة، فإن ثلاث أسر من أصل خمس تعبّر عن موقف إيجابي تجاه استخدام أطفالها للإنترنت، في حين تقول تسع أسر من أصل عشر إنها تجهل المبادرات الوطنية الرامية إلى حماية الأطفال على الإنترنت.

اعتمدت الدراسة الكمية على عينة مكوّنة من 5,760 وحدة متابعة، استهدفت الأسر والأفراد المقيمين في الوسطين الحضري والقروي. وضمت 3,840 أسرة حضرية و1,920 أسرة قروية، إضافة إلى عدد مماثل من الأفراد البالغين 5 سنوات فأكثر في كلا الوسطين.