التقارب الزراعي بين المغرب وأمريكا .. نقاط القوة في هذا التعاون

3
التقارب الزراعي بين المغرب وأمريكا .. نقاط القوة في هذا التعاون
التقارب الزراعي بين المغرب وأمريكا .. نقاط القوة في هذا التعاون

أفريقيا برس – المغرب. يستعد وفد فلاحي أمريكي رفيع المستوى، من ولاية مينيسوتا، القيام بزيارة إلى المملكة المغربية، خلال الأسابيع القادمة، يضم 6 تنظيمات مهنية فلاحية، برئاسة توم بيترسن، مفوض وزارة الزراعة في الحكومة المحلية لهذه الولاية.

مدة زيارة الوفد الأمريكي ستكون لأسبوع كامل ستة أيام، حيث سيجري الوفد جولات تفقدية للعديد من الشركات الغذائية والفلاحية في المملكة من أجل بحث فرص التعاون بين الجانبين على مستوى تنمية صادرات المنتجات الزراعية بين الطرفين، حسب ما أفادت به دائرة الزراعة التابعة لهذه الولاية في منشور في حسابها الرسمي على منصة “إكس”.

– شراكة بين الجانبين غير متكافئة

يرى مراقبون للشأن الزراعي والشراكات بهذا الخصوص، ان اتفاقية التعاون بين الجانبين المغربي والأمريكي بخصوص الزراعة، هي غير متكافئة لعدة اعتبارات، أولاها ان ولاية مينيسوتا بحسب موقعها الإلكتروني الرسمي، فإن قيمة الإنتاج الزراعي والصناعات التحويلية في هذه الأخيرة يبلغ أكثر من 106 مليار دولار سنويا، حيث تحتل الرتبة الخامسة على مستوى إجمالي المحصول الأمريكي والرتبة السابعة من ضمن الولايات الأمريكية مجتمعة في إجمالي الإنتاج الزراعي، فيما صدرت هذه الولاية لوحدها بضائع بقيمة فاقت 9 ملايير دولار خلال سنة 2021، لتحل بذلك الرتبة الرابعة في الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى التصدير الزراعي.

وحسب المصدر ذاته، فإن نجاح مينيسوتا في الزراعة والإنتاج الغذائي يعود بالأساس إلى التكنولوجيا الحديثة التي يستعملها هذا القطاع، إذ تشجع الجامعات والمؤسسات التعليمية في هذه الولاية البحث العلمي الزراعي، حيث أسست سلطات الولاية وبشراكة مع القطاع الخاص مجموعة من حاضنات الابتكار ومراكز البحث، فيما أفاد مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكية أن مينيسوتا سجلت عددا كبيرا من براءات الاختراع على الصعيد الوطني ما بين عامي 2000 و2022.

ويبدو جليا اهتمام منتجي ومصدري المنتوجات الفلاحية الأمريكيين بتعزيز تعاونهم مع نظرائهم المغاربة، حيث سبق أن زار وفد من شركة “SalixFruit” الرائدة في مجال تصدير واستيراد الفواكه الطازجة؛ عدد من الضيعات الفلاحية نواحي مدينتي مراكش وبني ملال، في بداية الشهر الحالي، في سياق استكشاف فرص التعاون مع المنتجين المغاربة، فحيث أكد مصدر مسؤول من الشركة في هذا الصدد أن “المنتجات الفلاحية المغربية أضحت أكثر شهرة في صفوف المستهلكين الأمريكيين نظرا لجودتها العالية.

-البحث الزراعي المغربي بين الماضي والحاضر

انطلق المغرب في الستينيات من القرن الماضي في مخططه الخماسي الزراعي، في الوقت الذي انتهجت بلدان في شمال أفريقيا مخططاتها الصناعية، من هنا بدأ المغرب برنامجه الزراعي. وهو استمرار للإرث التاريخيّ الزراعي للبلاد في القرون السالفة، وكانت فترة الملك الراحل الحسن الثاني اهم فترة للمغرب الحديث، عبر إعلان البرنامج الأخضر كمخطط استراتيجي، عبر إصلاح الأراضي الزراعية، بناء السدود، تطوير البنيات التحتية خصوصا الطرق والموانئ، فكانت البداية مهمة مكنت المغرب ان يصبح بلدا فلتحيا مهما، وتأمين غذاءه، قبل التوجه إلى التصدير، وبعدها تحديث البحث. الزراعي عبر انشاء معاهد البحث وتخريج أفواج من المهندسين في المجال الفلاحي، الانفتاح على تجارب دول متطورة في المجال، وانخرط المغرب في تصدير منتوجه عبر دول العالم، ليصبح شريك أساسي للاتحاد الأوروبي، واستمرت المبادلات والتجارب، ليصل المغرب إلى مصاف دول فلاحية عالمية، بل اصبح بفضل البحث الزراعي اكثر تنافسية، لتأتي فترة الملك محمد السادس لتستكمل أوراش والده الملك الراحل الحسن، من وضع. برامج جديدة تتماشى مع راهنية المرحلة مثال. “المخطط الأخضر الجيل الأخضر وغيرها مما مكن البلاد على لعب ادوار طلائعية في الامن الغدائي العالمي، والانفتاح الاقتصادي على أسواق جديدة ” إفريقيًا اسيا “، لكن الأزمة المناخية العالمية، وتراجع التساقطات المطرية، جعل المملكة تفكر في التعجيل في حلول انية وبديلة، ورش ملكي لتحلية مياه البحر، ورش الطاقات البديلة.

قبل سنوات طور المعهد الوطني للبحث الزراعي بشكل تدريجي، خلال الفترة ما بين 2008 و 2019، باقة من العروض الإنتاجية والخدماتية، لا سيما في مجال التحسين الوراثي من خلال خلق العديد من الأصناف النباتية والسلالات الحيوانية وابتكار العديد من الآلات الزراعية (البذر المباشر، بخاخ للمبيدات، الخ.). أسفرت برامج البحث التي أطلقها المعهد الوطني للبحث الزراعي عن تحقيق الإنجازات الأساسية التالية:

إسهام علم الوراثة وتحسين النبات في إرساء نظم زراعية مستدامة: إدراج أزيد من 54 نوعا في السجل الرسمي، تغطي 9 قطاعات إنتاجية، والمحافظة على استدامة الموروث الجيني النباتي لمواجهة التغيرات المناخية…؛

الاستعمال المستدام للأراضي الفلاحية: تطوير خريطة خصوبة التربة المزروعة في المغرب (توصيف أزيد من 7.8 مليون هكتار مع اقتراح صيغ تسميد متلائمة مع المحاصيل والمناطق الرئيسة للإنتاج الزراعي بالمغرب)…؛

البرنامج الوطني لخرائط المؤهلات الفلاحية للأراضي الزراعية: وضع خريطة لأزيد من 7 ملايين هكتار للأراضي الصالحة للزراعة، مصحوبة بالزراعات المناسبة لكل تربة وفقا للظروف المناخية والمتطلبات الفيزيولوجية والبيئية لكل منطقة وحسب المحاصيل الزراعية، وإعداد الخريطة الزراعية للمغرب، ووضع مخطط التكيف مع التغيرات المناخية، إلخ.؛

استدامة النظم الواحاتية: من خلال تحسين زراعة التمور المغربية (انتقاء 8 أصناف مستنسخة لنخيل التمر تتميز بقوة مقاومتها لمرض البيوض، وتقوية قدرات مختبرات المعهد الوطني للبحث الزراعي في مجال إنتاج الشتائل المبرعمة، وذلك بهدف بلوغ 000 40 شتيلة سنويا، إضافة إلى إعداد وتطوير نظام معلوماتي جغرافي يغطي 000 48 هكتار بهدف إحصاء وتوصيف وضع خرائط واحاث النخيل بالمغرب، وتحسين قطعان الماشية وتطوير تقنيات تربية المجترات الصغيرة،…

اللحوم الحمراء: الاعتراف بسلالة INRA 180 واعتمادها من قبل المربين (500 رأس)، وتطوير تقنيات لتربية الماشية وتكاثرها وتغذيتها…؛

الزراعة المحافظة: اعتماد البذر المباشر على أكثر من 13000 هكتار…؛

تقييم أثر التغيرات المناخية: إطلاق مشروع لاعتماد التأمين المعياري لتغطية الزراعات بهدف الحد من مخاطر المناخ على الفلاحة، تطوير نظام نمذجة آثار التغيرات المناخية على الفلاحة ” MOSAICC ” لنشر المعرفة بالتغيرات المناخية وأثرها على الفلاحة وعلى الغابات…؛

استدامة المناطق الرعوية: وضع نظام للإنذار المبكر للجفاف، ونظام لتقييم توقعات الإنتاج بالمناطق الرعوية…؛

التكنولوجية الغذائية وجودة المنتجات الزراعية:

إعداد وتوصيف مجموعة كبيرة من المنتجات، ذات الأصل النباتي والحيواني، وذات القيمة السوقية العالية: صمغ بذور الخروب، زيت نواة التمر، عجائن ومربى التمر، هلام الحوامض، مربى الرمان، الكسكس المعزز بالقطاني الغذائية، الأجبان الطازجة والمستخلصة من حليب الماعز، ياغورت من أساس التمر…؛

تكييف طرق التحويل والتصبير مع واقع وحدات لتثمين الصغيرة والمتوسطة العاملة في سلاسل إنتاج نخيل التمر، والزيتون، والحليب، والتين، والخروب، والفواكه الحمراء

-مكامن قوة الزراعة المغربية

من المؤكد ان المزارعين والمصدرين الأمريكيين يدركون جيدا أن القطاع الزراعي المغربي مقبل على تحقيق طفرة نوعية على المديين المتوسط والبعيد خاصة في ظل المشاريع المائية الكبرى التي أطلقتها المملكة بهدف تجاوز آثار الجفاف وقلة التساقطات وبالتالي فهم يريدون الاستفادة من هذا الأمر ليكونوا بذلك من أوائل الذين يعقدون شراكات واتفاقيات تعاون مع نظرائهم في المغرب وتعزيز ولوجية المنتجات المغربية للسوق الأمريكية والعكس صحيح”.

كذلك من جانب آخر ان الولايات المتحدة الأمريكية تريد كذلك الاستفادة من المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس لتعزيز ولوجية الدول الإفريقية إلى الفضاء الأطلسي من أجل التموقع في الأسواق الواعدة للقارة السمراء”، مشيرا إلى أن “العلاقات التجارية المغربية الأمريكية المرتبطة بالقطاع الزراعي عرفت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، خاصة على مستوى تصدير الحوامض مدعومة بالتقارب الدبلوماسي الكبير بين البلدين منذ اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء في أواخر العام 2020”.

– تعاون مفيد للجانبين

إن تعزيز التعاون بين البلدين على مستوى القطاع الفلاحي مفيد لكلا الجانبين وسيتم جني ثماره في أفق الخمس سنوات المقبلة”، معتبرا أن العوامل المناخية والدينامية التي سيشهدها القطاع الفلاحي في السنوات المقبلة ستجعل “المملكة محطة مهمة للتنافس بين موسكو وواشنطن من أجل الاستفادة من الفرص الواعدة التي توفرها الرباط ومن أجل تعميق التعاون معها في المجال الزراعي”.

المغرب بدوره سيتفيد من مقدرات البحث العلمي الأمريكي علاقة بالإنتاج الفلاحي والغذائي خاصة فيما يتعلق بإنتاج البذور على المستوى المحلي بالاستعانة بالخبرة الأمريكية في هذا الصدد، خاصة وأن المملكة اليوم بحاجة ماسة للاستفادة من تطورات البحث العلمي والتقني ونتائج أبحاث المختبرات الأمريكية من أجل تحقيق السيادة المائية و الغذائية”.

من المؤكد ان المزارعين والمصدرين الأمريكيين يدركون جيدا أن القطاع الزراعي المغربي مقبل على تحقيق طفرة نوعية على المديين المتوسط والبعيد خاصة في ظل المشاريع المائية الكبرى التي أطلقتها المملكة بهدف تجاوز آثار الجفاف وقلة التساقطات وبالتالي فهم يريدون الاستفادة من هذا الأمر ليكونوا بذلك من أوائل الذين يعقدون شراكات واتفاقيات تعاون مع نظرائهم في المغرب وتعزيز ولوجية المنتجات المغربية للسوق الأمريكية والعكس صحيح”.

كما أن “الولايات المتحدة الأمريكية تريد كذلك الاستفادة من المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس لتعزيز ولوجية الدول الإفريقية إلى الفضاء الأطلسي من أجل التموقع في الأسواق الواعدة للقارة السمراء”، مشيرا إلى أن “العلاقات التجارية المغربية الأمريكية المرتبطة بالقطاع الزراعي عرفت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، خاصة على مستوى تصدير الحوامض مدعومة بالتقارب الدبلوماسي الكبير بين البلدين منذ اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء في أواخر العام 2020”.

كما أن تعزيز التعاون بين البلدين على مستوى القطاع الفلاحي مفيد لكلا الجانبين وسيتم جني ثماره في أفق الخمس سنوات المقبلة”، معتبرا أن العوامل المناخية والدينامية التي سيشهدها القطاع الفلاحي في السنوات المقبلة ستجعل “المملكة محطة مهمة للتنافس بين موسكو وواشنطن من أجل الاستفادة من الفرص الواعدة التي توفرها الرباط ومن أجل تعميق التعاون معها في المجال الزراعي”.

المغرب بدوره سيتفيد من مقدرات البحث العلمي الأمريكي علاقة بالإنتاج الفلاحي والغذائي خاصة فيما يتعلق بإنتاج البذور على المستوى المحلي بالاستعانة بالخبرة الأمريكية في هذا الصدد، خاصة وأن المملكة اليوم بحاجة ماسة للاستفادة من تطورات البحث العلمي والتقني ونتائج أبحاث المختبرات الأمريكية من أجل تحقيق السيادة المائية الغذائية”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس