أفريقيا برس – المغرب. أطلق حزب التقدم والاشتراكية المعارض في المغرب، استعداداته للمؤتمر الحادي عشر الذي ينتظر عقده خلال النصف الثاني من العام الحالي. وأعرب أمينه العام، نبيل بنعبد الله، عن اعتقاده بأن النقاش التحضيري يجب أن يركّز على كيفية “إعادة السياسة إلى مجدها السابق” و”لعب دور اجتماعي رائد”، كما دعا إلى تحسين الجوانب الإدارية والمالية والتواصلية للحزب.
وجرى تشكيل لجنة خاصة لجمع اقتراحات ومقترحات الأعضاء في هذا الاتجاه. وأصدر “التقدم والاشتراكية” وثيقة لتأطير النقاش الداخلي في صفوف الهيئة السياسية نفسها، تحت عنوان “مداخل للتفكير والنقاش”.
الوثيقة التي نشرت في صحيفة “بيان اليوم” لسان الحزب، تضمنت الدعوة إلى القيام بمراجعة معمقة للقانون الأساسي ولنظامه الداخلي، من أجل تعزيز الديمقراطية الداخلية وقواعد العمل الجماعي، وفق حقوق وواجبات المناضلات والمناضلين، وذلك في إطار مقاربات تكفل الانضباط الحزبي، وتقلد الجميع بقيم الحزب ومبادئه وأخلاقه ووحدته واستقلاليته وتوجهاته الفكرية والسياسية.
وسجلت الوثيقة أيضاً اتسام الفضاء السياسي العام في المغرب بالإجهاد والضعف، لأسباب لا تعود فقط إلى انحدار العمل الحزبي، بل إلى تداخل وتفاعل عوامل متعددة من الضروري الإحاطة بها، وتتمثل في إضعاف الفضاء السياسي، وأزمة الثقة، وأزمة الديمقراطية التمثيلية، والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية.
ومن بين العوامل الأخرى: المتغيرات القيمية والثقافية، وغلبة النزوعات الفردانية، وتحولات الحقل التواصلي، وانعكاسات الرقمنة المتسارعة، والتحول الديموغرافي.
كما سجلت الوثيقة فشل النظام التعليمي المغربي في توسيع مجال المعرفة وتنشئة الأجيال، وتعاظم وتنوع المطالب الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالكرامة. وقال حزب “التقدم والاشتراكية” إن للتحولات المجتمعية العميقة والسريعة تأثيرات، معظمها سلبي على الأوضاع الاجتماعية العامة.
وأضاف أن هذا “الوضع يسائلنا، بالخصوص، حول ما مدى قدرة الحزب على استيعاب هذه السمات من جهة؟ ثم ما مدى قدرته على التفاعل معها بفاعلية وإيجابية من جهة ثانية؟ كيف يمكن لحزبنا، من خلال تطوير الأداة الحزبية على المستويات الفكرية والسياسية والتنظيمية، أن يسهم في الارتقاء الفعلي بالممارسة الديمقراطية إلى مستوى ما يحمله الدستور من مقتضيات متقدمة، وفي تحقيق التغيير المنشود على اعتبار أن هذا الأخير هو إشكالية عميقة ومركبة؟”.
ولفت الانتباه إلى اجتياز المغرب لمرحلة دقيقة من التطور السياسي تستدعي استحضار الأوضاع العامة، بما يمكن من وضع تجربة الحزب المذكور في سياقها الفعلي والواقعي، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإيكولوجية، على الرغم من المكتسبات المحققة على مدى المرحلة التاريخية الأخيرة، أساساً نتيجة ما تحمله حالياً توجهات السياسات العمومية من مخاطر، وأيضاً بسبب ما نجم عن الجائحة من تداعيات.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس