
أفريقيا برس – المغرب. لم تتردد “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، في تصنيف نتائج مؤتمر القمة العربية الأخير في البحرين في خانة الـ “عبثية” كما وصفت “الأنظمة العربية بـ “الجبن والتقاعس” في “اتخاذ القرارات التي تتماشى مع تطلعات شعوبها بعدم اتخاذ أي إجراءات عملية لردع همجية الكيان الصهيوني وتوقيف حربه العدوانية”.
وأوضحت في بيان صادر عقب اجتماع سكرتاريتها الوطنية وتلقت “القدس العربي” نسخة منه، أنها تداولت “بعض القضايا التنظيمية لتطوير الأداء النضالي للجبهة وطنياً وعلى صعيد المناطق”، كما قالت إنها “ثمنت نجاح المسيرة الوطنية بالدار البيضاء التي تميزت بطوفان جماهيري للأعلام والكوفيات الفلسطينية في اتجاه القنصلية الأمريكية للتنديد بالشراكة المباشرة للإدارة الأمريكية في العدوان الصهيوني على غزة، وكذا تظاهرات العديد من المناطق بمناسبة الذكرى 76 للنكبة”.
وأبرزت “الجبهة” أنها وقفت في اجتماعها المذكور جرى عند الانتصارات السياسية التي يحرزها الشعب الفلسطيني بفضل صمود مقاومته المسلحة، والمتمثلة في قرار المحكمة الجنائية الدولية الذي يضع حداً لإفلات مجرمي الكيان الصهيوني من العقاب، وقرار اعتراف إسبانيا والنرويج وإيرلندا بدولة فلسطين، ناهيك عن استمرار الحراك الشعبي الداعم للشعب الفلسطيني على المستوى العالمي.
وبالإضافة إلى انتقاد مؤتمر القمة العربية وقراراته، نددت الهيئة الحقوقية نفسها “بالضغوط والتهديدات الأمريكية على المحكمة الجنائية الدولية، واستنكار مساواة هذه الأخيرة بين الكيان الصهيوني الاستعماري والمقاومة المسلحة للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال والتقتيل والتهجير ومحو هويته”.
كما أدانت “استمرار الكيان الصهيوني في عمليات القصف الهمجي في رفح بقطاع غزة، ومخيم جنين بالضفة الغربية، وسقوط العديد من الشهداء ناهيك عن الاعتقالات بالجملة، واستمرار بل تصاعد سياسة الاستيطان”.
ونددت في بيانها “باقتحام المجرم بن غفير، وزير الأمن الصهيوني” لباحة المسجد الأقصى، ومن جهة أخرى عبّرت عن إدانتها “الحكم الجائر الصادر في حق مصطفى دكار بسنة ونصف سجناً نافذاً، و30 ألف درهم غرامة مالية، بتهمة التحريض على التمييز والكراهية، بسبب موقفه الرافض لاستقبال اليهود الصهاينة المجرمين ذوي الأصول المغربية، وهو موقف الملايين من المغاربة المناهضين للتطبيع”.
وشددت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، على “الاستمرار في الدفاع عن معتقلي الرأي ومناهضي التطبيع”، وذكرت منهم عبد الرحمن زنكاض، سعيد بكيوض، مصطفى دكار، وبعض المتابعين في سلا المجاورة للعاصمة الرباط، ومواطنين في كل من بركان والناظور، وذلك “حتى يتم إنصافهم وتبرئتهم من التهم الملفقة الموجهة إليهم”.
واستعرضت “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، تفاصيل “جمعة طوفان الأقصى” الجديدة والتي بلغت رقم 33، ونشرت ملصقات قادمة من العديد من المدن المغربية الكثيرة التي أعلنت انخراطها في “جمعة طوفان الأقصى 33′′، وتنظيم وقفات نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والمطالبة بوقف الحرب الهمجية على قطاع غزة. وتوحدت الشعارات في المضمون والتعبير عن التضامن الكلي والمطلق مع الشعب الفلسطيني، وبرز الشعار الموحد وهو “مستمرون في الدعم والنصرة لفلسطين حتى وقف الحرب والعدوان”.
وأوضحت ” في بيان جمعة طوفان الأقصى رقم 33، أن تلك الوقفات تأتي “انطلاقاً من واجب النصرة والتضامن لكل المستضعفين والمقهورين الذي ينص عليه ديننا الحنيف”. ويضيف البيان أن “ما يقع في فلسطين وغزة جريمة مكتملة الأركان”، لذلك فإن هذه الوقفات في جمعة طوفان الأقصى الجديدة هي “استمرار في الهبة الشعبية التي انطلقت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تنديداً بحرب الإبادة والتقتيل والتجويع وكل الممارسات الماسة بحقوق الإنسان التي يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم”.
وفي سياق مظاهر التضامن والدعم الذي يبديه المغاربة، في أحدث تدوينات الباحث والإعلامي إدريس الكنبوري، ورست سفينة آرائه في ميناء إعلان دول أوروبية قرار الاعتراف بدولة فلسطين. وقال في تدوينته إن “إسرائيل استدعت سفيريها في النرويج وإيرلندا بعد قرارهما الاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب إسبانيا”، وأبرز أن “المثير هو أن إسرائيل هددت هذه البلدان الأوروبية بعواقب وخيمة”. وتساءل الباحث المغربي “ما معنى عواقب وخيمة؟”، ليجيب بالقول: “معناها أن اليهود لديهم أخطبوط عالمي، فلا تهدد بعواقب وخيمة دويلة مجهرية في جنوب فلسطين إذا لم تكن قد زرعت سمومها في العالم، فهل نكذب اليوم من كانوا يتحدثون في أوروبا قبل قرنين عن (مؤامرة يهودية؟) حاشا وكلا”.
وتابع الكنبوري موضحاً الأمر وما فيه “أن المقاومة في سبعة أشهر أعطت أكلها فأكل الجميع وبقي الكثير. في سبعة أشهر حركت العالم وزلزلت الأرض زلزالها حتى قال الإنسان ما لها. هزمت إسرائيل في الحرب وانتصرت في الغدر وهذا هو القانون السماوي، إنهم قوم جبناء في الحروب ماهرون في الغدر. وخرجت الشعوب إلى الشوارع وارتفعت أعلام فلسطين في العالم وانكشفت أمريكا وتمزقت أوروبا بين فريقين؛ وخرج طلاب الجامعات في أمريكا وأوروبا وازدادت معاداة السامية وهرب نحو نصف مليون من إسرائيل وحصلت أكبر أزمة سياسية فيها”.
وحسب الباحث والإعلامي، فإن “هذا ليس إلا من بركات الجهاد الذي أرادوا القضاء عليه بدعوى الإرهاب؛ فما حققته المقاومة في سبعة أشهر لم يحقق حتى نصفه جميع العرب في سبعين عاماً وعشرات القمم ومئات الآلاف من البيانات والخطب وآلاف اللقاءات مع الأمريكان والإسرائيليين سراً وعلانية طوعاً وكرهاً، لقاء واحد حسم الموضوع هو اللقاء في أرض المعركة. ما لم تلتف الساق بالساق ويقطر الدم ويعلو الغبار فلن يعود حق لمظلوم”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس