أفريقيا برس – المغرب. وجّهت البرلمانية المغربية عن حزب “الاشتراكي الموحد” المعارض، نبيلة منيب، سهام نقدها لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، واتهمت وزارته بمحاصرة المغاربة في المساجد بسبب “عدم قدرة خطباء الجمعة على الدعوة إلى الجهاد في فلسطين”.
الاتهام الذي جاء في صيغة استنكار لهذا “المنع” المبطن لخطباء الجمعة، أثارته الأمينة العامة السابقة للحزب اليساري “الاشتراكي الموحد”، أمس الثلاثاء داخل القبة التشريعية لمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في اجتماع لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج.
وشددت البرلمانية اليسارية المعارضة، خلال مناقشتها للمشروع الذي قدمه الوزير التوفيق، على أن “القضية الفلسطينية هي قضيتنا وحماية مقدساتنا يجب أن تعتبر أولية من الأوليات”، وبشكل غير مباشر اتهمت الوزارة بمنع خطباء الجمعة من الدعوة إلى الجهاد في فلسطين بإشارتها إلى عدم قدرتهم على ذلك.
واستشهدت نبيلة منيب بما يتوفر عليه المغرب من “حفظة للقرآن الكريم وعلماء، وحركة عميقة تستمد جذورها من التاريخ، تدافع عن الدين الإسلامي”، لتستطرد قائلة: “لكن اليوم نحن نحاصر في المناهج المدرسية وحتى داخل مساجدنا”، إلى درجة أنه “ولا إمام يستطيع أن يتكلم عن القضية الفلسطينية”، مشيرة إلى أنهم “بالأمس كانوا يدعون إلى الجهاد في فلسطين حين طالبت هيلاري كلينتون به، واليوم لا أحد يطالب بالجهاد مع إخواننا في فلسطين”.
وحسب البرلمانية اليسارية، فإنه “يجب أن ننتبه اليوم، لأننا مستهدفون ولا يجب أن نخاف، نحن أمة لا تخاف، نحن أمة غزت الأندلس، وكيف يعقل اليوم أن يتم تخويفنا؟”.
وفي سياق ما وصفته بـ”تسونامي الصهينة” الذي يخترق كل شيء، قالت منيب إنه يجب الحذر من المحاولات التي تقوم بإسرائيل لاختراق الشأن الديني، مشيرة إلى تدريب أئمة وفقهاء ليسوا بمسلمين في أكبر جامعة للدراسات الإسلامية في تل أبيب. وأضافت البرلمانية المعارضة، أن هؤلاء “الأئمة والفقهاء” جرى نشرهم في الدول العربية بأسماء عربية مستعارة.
الوزير أحمد التوفيق، في رده على تدخل منيب، دفع بـ”تضرر السياسة” إذا قام خطباء الجمعة بالدعوة إلى الجهاد في فلسطين، وأضاف أنه “من بعد ما حدث في غزة، ظهر أن العالم دخل إلى شيء آخر”، وأضاف موضحا أن الخطباء يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما نهى عن الدخول في تفاصيل الأمور، وأمر بنشر المبادئ الأساسية، مضيفا: “أما أن يستنكر الخطباء الهمجية التي تقع في غزة، فذلك مرحب به، ولا مشكل في الحديث عن غزة وعن فلسطين”.
وزاد الوزير موضحا أنه “لا يمكن أن يدعو الخطيب من فوق المنبر إلى الجهاد في فلسطين”، لأن “أول من سيتضرر من ذلك هي السياسة التي تقتضي ألا تكون هناك فوضى”، كما أن “الجهاد يجب أن يأمر به الإمام”، وهو “أنواع وأنواع وأنواع”. وشدد على أن “الدعوة للجهاد ليس لها أي تبعات فعلية، والمصلون ليسوا المعنيين بهذا الأمر، كما أن هذه الدعوة تدخل ضمن الأمور السياسية، وإذا تصور الإمام أنه ملزم بالدعوة إليه، فإن أول من سيتأثر سلبا هو الجانب السياسي، لأن الهدف من الخطبة ألا تكون فوضى”.
وما إن أدلت البرلمانية بتلك التصريحات في مجلس النواب، حتى انهالت عليها التعليقات من كل حدب وصوب عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث كتب أحدهم: “أخبروا الرفيقة، عفوا الأخت نبيلة منيب، أن التذكرة إلى لبنان بخمسة ألف درهم فقط (500 دولار)، والجبهة مفتوحة إلى إسرائيل.. كما أن هناك طرقا عبر تركيا والعراق وسوريا والأردن، وكلها تؤدي إلى الجبهة مع إسرائيل”.
وكتب مدون آخر: “من اليسار المتطرف إلى الإرهاب الداعشي والقاعدي… نبيلة منيب فجأة (تدعششت) وأصبحت تطالب الأئمة المغاربة بالدعوة إلى (الجهاد) في فلسطين”.
ووجهت مدونة كلامها إلى البرلمانية بالقول: “السيدة نبيلة منيب، ممكن تكوني قدوة لنا وتتقدمي للجهاد أنت وعائلتك كمثال حي للشعب المغربي ولإثبات مصداقية كلامك ومساندتك للقضية الفلسطينية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس