أفريقيا برس – المغرب. نظم نشطاء مناهضون للتطبيع، مساء الأحد، وقفة احتجاجية أمام بناية «مسرح محمد الخامس» في الرباط، رفضاً لمشاركة شخصيات إسرائيلية في أعمال «المنتدى الدولي الخامس للجمعية الدولية للسوسيولوجيا»، ما أدى إلى تدخل أمني ومحاولة لتفريق المحتجين بالقوة، أسفر عن نقل بعض المشاركين للمستشفى، وفق ما علم لدى المنظمين والمشاركين.
وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية تنديدا ورفضا لمشاركة عدد من «علماء الاجتماع»، بالمنتدى الدولي المقام في الرباط إلى غاية 11 تموز/يوليو، واعتبارها «خطوة تطبيعية مرفوضة وتطبيعا أكاديميا خطيرا» وهو ما يتعارض مع الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطينية.
وقبل أيام، أعلن أكاديميون مغاربة وأجانب مقاطعتهم للمنتدى المقرر عقده من طرف جامعة محمد الخامس بالرباط، احتجاجا على احتمال مشاركة أكاديميين من الاحتلال الإسرائيلي في فعالياته.
من جهته، قال سيدون أسيدون، منسق «الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع»: «علمنا باستضافة المنتدى لأشخاص ينتمون لجامعات الإبادة التي نعتبرها مثل جيش الإبادة»، موضحا أنهما معا «يقومان بالتصويب على الأشخاص قصد قتلهم، سواء تعلق الأمر بالرصاص أم بالأفكار. وكما أن البعض منهم يخطط للإبادة والقمع فالبعض الآخر يقوم بتنفيذها» وفق تعبيره.
وشدّد أسيدون، الذي كان مشاركا ضمن الوقفة الاحتجاجية، على رفضه حضور ممثلين للجامعات الصهيونية رفضا باتا، مؤكدا أن الكيان الصهيوني لا مكان فيه للمدنيين، بمن فيهم علماء اجتماع، لأن «الجميع ينتمي للجيش الصهيوني أو لجيش الاحتياط، ونحن نرفض وجودهم على أراضينا لأن أيديهم ملطخة بالدماء»، وفق قوله.
بدوره، ندد محمد غفري، المنسق الوطني لـ «الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع»، بحضور الصهاينة في منتدى السوسيولوجيا، وتابع: «هؤلاء مجرمون صهاينة، والعالم ما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر أصبح منقسما لقسمين لا ثالث لهما، الصهاينة والمقاومة. هذه المقاومة التي يدافع عنها الأحرار في الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا والمغرب والأردن واليمن، تضامناً مع الشعب الفلسطيني».
إلى ذلك، رفع المحتجون، شخصيات حقوقية ومدنية معروفة، شعارات رافضة ومنددة بوجود باحثين إسرائيليين في المغرب، واعتبروا أن هؤلاء المشاركين في المنتدى «يضعون لباسهم العسكري ويلبسون جُبة العالِم ويبدأون في رواية سردياتهم الصهيونية»، واعتبروا الأمر «عملاً تطبيعياً مرفوضاً». وتزامناً مع الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا، أعلن الباحث في علم الاجتماع، وواحد من أكثر المناهضين للتطبيع في المغرب، أحمد ويحمان، أنه «مُنع من ولوج مسرح محمد الخامس بالرباط، لحضور الفعاليات، رغم كونه باحثا أكاديميا في المجال، وسبق له أن ناقش أطروحة دكتوراه في علم الاجتماع ونشر عدة مؤلفات وأبحاث ميدانية».
وأوضح ويحمان، ضمن بلاغ له، أن عناصر الأمن المكلفة بحراسة المسرح «منعته من الدخول»، وأضاف الباحث أن المنع تزامن مع «تركيز رجال الأمن أنظارهم على الكوفية الفلسطينية التي كان يرتديها، في وقت كان فيه أشخاص بالزي المدني يوثقون المشهد بكاميراتهم، بحضور مدير مسرح محمد الخامس»، حسب تعبيره.
وختم أحمد ويحمان بلاغه بتأكيد صفته الأكاديمية كباحث في علم الاجتماع، معبرا عن «استغرابه من منعه من حضور تظاهرة علمية تتقاطع مع مجال اشتغاله الأكاديمي».
من جانبها، قالت «مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين»، إن تحويل «المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا» إلى «منصة تطبيعية لتبييض جرائم الاحتلال»، في وقت تُرتكب فيه أفظع المجازر بحق شعبنا الفلسطيني، يمثل «خيانة لقيم الشعب المغربي ومساهمة في شرعنة الإبادة والفصل العنصري».
وأكدت «مجموعة العمل» رفضها القاطع لكل أشكال التطبيع الأكاديمي والثقافي، ودعت الجميع للتعبئة رفضاً للاختراق الصهيوني وتأكيداً على مركزية القضية الفلسطينية.
وعلّق الباحث المغربي في علم الاجتماع عصام الرجواني، قائلاً إن «الجمعية الدولية لعلم الاجتماع» و»المنتدى المغربي للسوسيولوجيا» وجامعة محمد الخامس، إلى جانب عدد من الباحثين العرب والمغاربة، يتحملون مسؤولية أخلاقية وفكرية في الإساءة إلى المغرب وإلى علم الاجتماع من خلال مشاركتهم في فعاليات منتدى الرباط للسوسيولوجيا بمشاركة باحثين إسرائيليين متورطين في تبرير التطهير العرقي والإبادة الجماعية، والتهجير، والتجويع الممنهج لسكان غزة وأطفالهم. وتابع ضمن تدوينة على «فيسبوك»: «إن قبول هذه المشاركة يُعدّ شرعنة معرفية لجرائم الاستعمار الاستيطاني وتطبيعاً علمياً خطيراً مع الجريمة».
ونشر الباحث المغربي في علم الاجتماع، عبد الرحيم العطري، تدوينات وصوراً عن مشاركته في اليوم الأول من المنتدى، ما عرضه لعدد من الانتقادات، حيث رد على أحد المنتقدين في التعليقات بالقول: «هل جنابكم الكريم متأكد من حضور أي ممثل عن العدو الغاشم. الرجاء تحري الدقة وعدم ترويج المغالطات، لقد قامت الهيئة المغربية للسوسيولوجيا بعمل ترافعي رائد أفضى إلى طرد ممثلي قوات الاحتلال من هذا المؤتمر العلمي الذي ينتصر للإنسان ويدين العدوان على غزة».
وكتب في تدوينة أخرى: «فلسطين الأبية حاضرة بقوة في كلمة رئيس الجمعية الدولية لعلم الاجتماع».
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس