بقلم : مصطفى واعراب
أفريقيا برس – المغرب. من أجل توضيح مواقفها من عديد القضايا الراهنة والملفات الحساسة، نشرت جماعة العدل والإحسان الإسلامية المغربية أمس الثلاثاء حوارا معمقا شاملا، أجراه موقعها (الجماعة.نت) مع فتح الله أرسلان نائب الأمين العام للجماعة والناطق الرسمي باسمها. ويبدو واضحا أن مبرر إجرائه هو حاجة الجماعة إلى الكشف فيه عن مواقفها بخصوص التطورات المغربية الداخلية والإقليمية، حيث شمل وضع الجماعة الداخلي ومواقفها من الانتخابات الأخيرة و”التطبيع” مع إسرائيل، وأداء الإسلاميين، والربيع العربي، وقضية الصحراء المغربية، والعلاقات الجزائرية المغربية.
فبالنسبة للانتخابات الأخيرة التي قاطعتها الجماعة وما تلاها من تشكيل للحكومة، يرى أرسلان بأن هذه الانتخابات “شكّلت محطة جديدة ووسيلة إيضاح أخرى، تؤكد أن الانتخابات بشكلها الذي يجري في المغرب فاقدة لكل معنى وجدوى، وغايتها الإلهاء وتسويق الوهم، ودورها بلورة مؤسسات شكلية على المقاس، ومهمتها إفراز نخبة خادمة للنظام ونواته الأساسية الحاكمة الفعلية للبلاد”.
وحول التوتر المتفاقم بين الجزائر والمغرب، يعتبر الناطق الرسمي باسم الجماعة بأن “الخلاف وحتى النزاع بين الدول قائم في العلاقات الدولية، ولكنه لا يمنع من إقامة العلاقات وتكثيف العمل الديبلوماسي، خصوصا ونحن بإزاء بلدين جارين ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما”.
ويضيف قائلا: “ولأن ملف الصحراء يعد أحد نقاط الخلاف الرئيسة، فإنه يهمنا في جماعة العدل والإحسان أن نؤكد، أولا وقبل كل شيء، موقفنا الواضح من مسألة عدالة قضية الوحدة الترابية باعتبارها خطا أحمر لا نقبل المساس به، بذات القدر الذي تهمنا وحدة الشقيقة الجزائر أيضا”.
كما عبر عن معارضة جماعته لـ “استفراد الدولة المغربية بتدبير ملف الصحراء”، داعيا إلى “حوار مباشر بين الدولتين، يتدارس الملفات العالقة والمشكلات الأساسية، ويبحث حلولها الممكنة، ويطرح التدبير الديبلوماسي والسياسي العاقل للخلافات الموجودة”.
وبخصوص العلاقات المغربية الإسرائيلية، يعتبر أرسلان بأن “التطبيع خيانة وجريمة”. وأما بصدد “الربيع العربي” الذي حمل إسلاميين في تونس والمغرب واليمن ومصر إلى السلطة، فتعتبر العدل والإحسان أن “هؤلاء الإسلاميين الذين انخرطوا في تحمل مسؤولية السلطة السياسية في تلك البلدان، لهم نصيبهم المعتبر من المسؤولية عن مآل ومسار الربيع العربي، حيث ارتكبوا أخطاء جساما وأساؤوا التقدير وانخدعوا بالوعود بدرجات متفاوتة”.
للتذكير، تعتبر جماعة “العدل والإحسان” أكبر تنظيم إسلامي بالمغرب، وواحدة من كبريات تنظيمات الإسلام السياسي بالعالم الإسلامي. ولها منهاج فريد يقوم على الخلط بين التعاطي السياسي والتعبد الصوفي. لكن بسبب مواقفها الرافضة خصوصا للاعتراف بـ “إمارة المؤمنين” للملك المغربي، ترفض السلطات المغربية الاعتراف بها كجمعية قانونية. ورغم ذلك لا يتم التضييق على أنشطتها إلا عندما تتجاوز “الخطوط الحمراء”.