مسيرات شعبية في المغرب تضامنًا مع غزة

1
مسيرات شعبية في المغرب تضامنًا مع غزة
مسيرات شعبية في المغرب تضامنًا مع غزة

أفريقيا برس – المغرب. تواصلت في مجموعة من المدن المغربية، مساء أمس السبت، الوقفات والمسيرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة، حيث جدد المواطنون مساندتهم لأهالي القطاع في وجه حرب الإبادة الصهيونية. كما طالبوا الحكومة المغربية بإسقاط كافة أشكال التطبيع دفاعًا عن سيادة البلاد وانسجامًا مع الشعور القومي والإنساني إزاء محنة الفلسطينيين جراء سياسة التقتيل والتجويع الممارسة عليهم من لدن قوات الاحتلال الإسرائيلي.

واستجاب سكان مدينة الدار البيضاء للنداء الذي أطلقته “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، فحضروا بكثافة المسيرة الحاشدة التي جابت عددا من الشوارع قبل أن تصل إلى قلب “الحي المحمدي”. وحمل المشاركون الذين كان الكثير منهم متشحين بالكوفية، العلم الفلسطيني وكذا صور الأسيرين مروان البرغوثي وأحمد سعدات والشهيد الصحافي أنس الشريف.

وبنزولهم إلى الاحتجاج مجددا عبر مسيرة شعبية قوية، أكد أبناء العاصمة الاقتصادية للمغرب أنهم مع الحق الفلسطيني ومع حق المقاومة في الدفاع عن نفسها وشعبها، كما شددوا على رفضهم الإبادة الجماعية المتواصلة، محملين المسؤولية لدول العالم الصامتة وللبلدان العربية المتخاذلة والساكتة.

وصدحت حناجر المتظاهرين بعدة شعارات تردد صداها في فضاءات مدينة الدار البيضاء وعبر منصات التواصل الاجتماعي، من بينها “قالوا تازة قبل غزة. لا تازة نمّيتوها (نمّيتمونها).. ولا غزة دعمتوها (دعمتمونها)… والسفينة الصهيونية استقبلتوها”، “السفينة صهيونية والموانئ مغربية”، “المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين”، “المريكان يا صهيون، فلسطين في العيون”، “قولوا لتجار السلام فلسطين عربية، لا تفاوض لا استسلام لا حلول انهزامية”، وفق ما رصدت “القدس العربي” ذلك من خلال النقل المباشر في منصات التواصل الاجتماعي.

وتميزت الوقفة التضامنية التي أقيمت قبالة مبنى البرلمان المغربي في الرباط، استجابة لنداء “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، بحضور الدكتور أحمد الريسوني، الأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي ألقى كلمة وهو جالس على كرسي وقدماه فوق علم الكيان الصهيوني، فذكّر بمستويات التضامن الواجب على المسلمين تجاه إخوانهم في غزة، من أجل رفع الظلم والطغيان وتحقيق النصر.

واستطرد قائلا إن “القضية الفلسطينية لم تعد تحتاج لتعريف ولا إلى شرح ولا إقناع، فنحن نرى ليل نهار الجرائم والوحشية والنزعة الاستيطانية والاستئصالية التي تتطلع إلى أراضي عدد من الدول العربية، كما صرح بذلك رئيس حكومة الاحتلال علانية؛ زاعما أن مشروع عصابته يشمل عدة دول عربية في إطار ما يسمى إسرائيل الكبرى”.

وأشار أحمد الريسوني إلى أن الأمة الإسلامية تواجه زحفا استئصاليا واحتلاليا، كنا نقرأ عنه في كتب الصهاينة وبرتوكولاتهم ومخططاتهم. وأكد أن الحجة قائمة على الأمة الإسلامية اليوم، لافتا إلى أن اليهود الأوفياء ليهوديتهم المتبرئين من الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية العنصرية، يحتجون في أمريكا وأوروبا وغيرها، ويعتصمون أمام السفارات العربية والأمريكية رفضا للعدوان على الشعب الفلسطيني، واستنكارا لإبادة غزة، التي تحرك من أجلها الناس من كل الملل والنحل، وفق ما نقل عنه موقع “لكم”.

وشدد الداعية الإسلامي على أن ما يجري اليوم في غزة أقنع العالم بكيفية لا جدال فيها بهمجية الاحتلال وبلا محدودية طموحاته ومطامعه، وأنه مشروع استعماري وحشي، مجددا التأكيد على أن كل مسلم كيف ما كان موقعه ووظيفيته يجب أن يطرح السؤال هل قدم للقضية ما يمكنه تقديمه لدعم القضية ونصرتها، لأن إخواننا في فلسطين محتاجون لكل شيء. وسجل أن وجوه مناصرة القضية الفلسطينية عديدة؛ منها الدعم بالكلمة والموقف والمشاركة في الوقفات والاحتجاجات، وتوعية الأمة وإيقاظها، لأننا ـ كما قال ـ أمام قضية تحتاج لعمل كبير وعلى أمد بعيد.

مدينة طنجة، جددت بدورها الموعد مع الاعتصام من أجل غزة، حيث حضر آلاف الرجال والنساء، صغارا وكبارا، الوقفة التي دعت إليها “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، وردد الجميع هتافات من قبيل: “صامدون صامدون صامدون.. درب الشهيد نحن عليه سائرون”، “لا سلام لا استسلام المعركة الطوفانية هي الأمان”، “الكيان الصهيوني إلى زوال والمقاومة الى الأمام”، كما رددوا جملة “هذا الليل طال علينا، جارت علينا الظروف، وهزّينا (حملنا) الكوفية وجينا (جئنا)، تعاهدنا اشتبكت أيدينا، على إخوتنا ما تخلّينا”.

وكما برزت صورة الناشط اليهودي المغربي سيون أسيدون في عدد من الوقفات التضامنية، تردّد اسمه أيضا في البيان الصادر عن “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، عقب التوضيحات التي قدّمها المدعي العام في محكمة الاستئناف بخصوص الحادث الغامض الذي تعرض له في منزله. ويخضع أسيدون، المعروف بمواقفه المناهضة للتطبيع، للعلاج حاليًا في إحدى مصحات مدينة الدار البيضاء.

وأكدت “الجبهة” في بيانها أن “ما يجب أن يتصدر كل الأولويات في هذه المرحلة، بعد مرور 15 يوما على هذا الحادث المأساوي، هو إنقاذ حياة سيون أسيدون”، وبعدما وجهت الشكر للطاقم الطبي على الجهود التي يقوم بها، سجلت “تقصير السلطات الطبية في توفير كل ما يلزم من إمكانيات نظراً لوضعيته الحرجة”.

كما دعت السلطات الأمنية والقضائية لتعميق البحث في الحادث الذي تعرض له أسيدون، مشددة على ضرورة أن ينفتح هذا البحث على كل الاحتمالات والاستعانة بالطب الشرعي، وألاّ يتم توقيفه أو عرقلته لأي سبب من الأسباب من أجل الوصول إلى الحقيقة الكاملة حول الحادث.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس