أفريقيا برس – المغرب. دعت «الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة»، إلى صيغة جديدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني ونصرة القضية، في «جمعة الغضب» رقم 16، وذلك بجعل الـ 26 من كانون الثاني/ يناير الحالي، يوما وطنيا تضامنيا مع فلسطين وغزة، تحت شعار «المغرب فلسطين شعب واحد».
وقالت الهيئة المغربية التي تواصل، بشكل يومي، نشر مستجدات الوقفات التضامنية مع فلسطين في مختلف المدن المغربية، إن «الآلة الجهنمية الصهيونية ما زالت تقترف مجازرها في غزة والضفة، وما زالت أمريكا وحلفاؤها مدعمين لحرب الإبادة، والمنتظم الدولي عاجز عن إيقاف الحرب، والأنظمة العربية المطبّعة مساهمة في حصار غزة وفي دعم الاحتلال الغاشم، وتكسير حصار الشعب اليمني على سفنه بفتح طريق بري. وقد بلغ عدد الشهداء 25700 شهيد، 70٪ من الأطفال والنساء، و63740 جريحا ومليوني نازح، ناهيك عن المجاعة وانتشار الأوبئة».
ووجهت خطابها إلى الشعب المغربي «انطلاقا من واجب النصرة والتضامن لأهلنا في فلسطين الحبيبة وغزة الجريحة، وشجبا لحرب الإبادة ومحاولات التهجير القسري في حق سكان غزة العزة، واستنكارا للصمت والتخاذل الدولي والعربي الرسمي»، داعية إلى يوم وطني تضامني.
الهيئة ذاتها احتفت في صفحتها على فيسبوك، بطفل فلسطيني رغم حاجته للطعام تقاسم حليبه مع قطة، ونددت في الوقت نفسه بما أسمته «كسر الحصار عن الكيان الصهيوني الذي ضربه الشعب اليمني على سفنه، عبر ممر بري ينطلق من الإمارات والسعودية والأردن ومصر أحيانا»، كما نشرت جديد يوميات التضامن مع فلسطين في عدد من المدن المغربية، ومنها مدينة مكناس (وسط البلاد) قائلة: «مستمرون في الدعم حتى النصر».
وكانت الوقفة المذكورة «مسجدية» أي أمام أحد المساجد في حي «وسلان»، وذلك بعد صلاة المغرب، الأربعاء. وقالت الهيئة في إخبارها المعزز بالصور، إن المشاركين فيها عبّروا عن رفضهم للتطبيع ونددوا «بتواطؤ الأنظمة العربية في دعم جرائم الكيان القاتل».
وتحت عنوان «مائة يوم غيرتْ وجه العالم»، كتب الأديب والشاعر وأحد الوجوه الحقوقية البارزة في المغرب، صلاح الوديع، مقالا عن «ما لا يمكن للغةٍ أن تعبر عنه»، وذلك «على مرأى ومسمع من البشرية المشدوهة من هول ما تراه كل يوم في كل شبر من غزة».
وبالنسبة للوديع، فـ «ها هو شعب فلسطين يقفل مائة يوم من المقاومة المستميتة، مائة يوم أخرى من اليقين بشرعية الكفاح من أجل استرداد الحق المغتصب، مائة يوم من التذكير بأن البشرية، رغم تعدد تمظهراتها، هي أساسا منظومة قيم وألواحُ اختيارات أخلاقية».
وفي مقابل ذلك «ها نحن نرى رأي العين كيف ينتصر الدم على السيف وكيف أن عدالة قضايا الشعوب المقهورة، على الرغم من اختلال موازين القوى، تستطيع الانتصار على المعتدي المتغطرس»، ويضيف جازما «سوف يذكر التاريخ أن شعبا أعزل استطاع أن يقف في وجه امبراطورية تمتلك كل أسلحة الفتك والدمار، تتصدرها آلة الحرب الصهيونية المنفلتة».
ومر صلاح الوديع في مقاله الذي احتفت به عدد من المنابر الإعلامية المغربية، إلى ما سيذكره التاريخ من «اصطفاف دول الغرب بعدتها وعددها بلا خجل وراء كيان مغتصب مستهتر بكل القوانين والأعراف»، وأيضا من «الصمودَ الأسطوري لجماعة بشرية لا يتجاوز تعدادها مليونين ونصف المليون، تحت سماء رصاصية ملتهبة، يطاردها جيشٌ مسلح بأعتى الأسلحة جوا وبحرا وبرا».
كما أن التاريخ سوف يذكر، يضيف الوديع، أن كل الجماعة البشرية «ظلت محتجزة خلال مائة يوم وما تزال، تحت وابل القنابل ومجنزرات الاعتداء، محرومة من أبسط شروط البقاء على قيد الحياة»، كما أن ذاكرة البشرية سوف تحتفظ «بأشلاء الرضع واليافعين التائهين وسط الدمار المطل من كل سماء»، وأن البشرية لن تنسى «جثامين الأطفال الملفوفة على عجل في بياض الأكفان الموشومة بدمائهم الطرية».
ويعود الأديب والحقوقي المغربي إلى التاريخ مؤكدا أنه «سوف يذكر أن آلة الحرب الجهنمية لا تستطيع شيئا أمام إرادة شعب يريد استرداد أرضه المغتصبة»، وأن ذاكرته سوف تحتفظ «بصور مئات الآلاف من المتظاهرين شرقا وغربا في كل أرجاء الدنيا، تضامنا مع شعب فلسطين»، وأيضا سوف يذكر «السقطة الأخلاقية للإمبراطورية الغربية بجبن منقطع النظير، أمام حرب إبادة ضد شعب شرد من أرضه وتوزع بين المنافي منذ ما يزيد عن ثلاثة أرباع قرن».
ويواصل الوديع تركيزه على التاريخ الذي سيذكر «بأن هذا الغرب نفسه، وقد ترهلت أوداجه، داس على القيم النبيلة الذي تأسس عليها هو نفسه»، و»أن ضحية الأمس يمكن أن تتحول إلى جلاد اليوم»، و»أن مائة يوم يمكن أن تعلم البشرية ما لا تدركه طيلة أجيال»، كما «أن الاقتراب من كيان من هذه الطبيعة لا يمكن أن ينتج عنه إلا المساس بقيم العيش المشترك بين أبناء البشرية».
«هكذا نتأكد مجددا أن كفاح شعب فلسطين اليوم وقبل اليوم، هو قضية حياة أو موت، تماما كما هو الأمر بالنسبة لكل شعب يسعى لاسترداد أرض مغتصبة أو الدفاع عن وحدته، أكان بمشرق الأرض أو مغربها»، يقول الوديع خاتما مقاله الذي كتبه بالحزن والألم، بأننا نحن سوف نتذكر «ما دمنا على قيد الحياة، أن إنسانيتنا لا تتحقق إلا بالجهر بهذه الحقيقة البسيطة: لا يمكن لكيان غاصب أن يقف إلى جانب قضية عادلة أبدا».
وكتب الأديب والباحث إدريس الكنبوري مقالا وضع فيه الأصبع على مكمن هزائم إسرائيل رغم تظاهرها بالنصر، وحلل وقائع حرب الإبادة في غزة، وفضح الكثير من الزيف المروج له من قبل الآلة الإعلامية الغربية الموالية للكيان الصهيوني.
ولاحظ أن «من معالم هذا العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني أن الله حرم الصهاينة من لذة الشعور بالتفوق رغم قتل ما يزيد على 34 ألف فلسطيني، لأن أعداد قتلاهم تجعلهم يشعرون بالمرارة والهزيمة».
وفي المقال المنشور في صفحته على «الفيسبوك»، أنه قبل أيام قليلة فقط «قتلت المقاومة 24 ضابطا وجنديا منهم في ساعات؛ مما شكل لهم صدمة كبرى وجعلهم يقولون بأن أمس من أقسى الأيام عليهم»، وبذلك يؤكد الكنبوري: «حرمهم الله من حلاوة قتل الفلسطينيين، وأنزل عليهم مرارة قتل جنودهم، وتلك من بركات هذه الحرب، لأن التأييد الرباني لا يكون فقط بالنصر بل أيضا بحرمان العدو من الشعور بنشوة القتل». ويتابع الباحث المغربي تحليله بالقول: «فمنذ أربعة أشهر وهم يقتلون الفلسطينيين؛ وقد قتلوا الآلاف، ولكن بضع عشرات من الأسرى بيد فصائل المقاومة خلقت لهم الرعب والفتنة والصراع والهم والغم وخلقت لهم أزمة سياسية غير مسبوقة وجعلتهم يحركون أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة؛ بينما يدفن الفلسطينيون شهداءهم مطمئنين إلى قدر الله من الحامدين الشاكرين».
وبالنسبة للباحث المغربي، «فقد يقيس الإنسان المأساة بالحجم ويهول من خسارة كبيرة جعل الله في طيها نعمة؛ ويقلل من قيمة مصيبة صغيرة جعل الله في طيها أعظم نقمة. وما يزيد الصهاينة شعورا بالذل والمرارة صمود الشعب الفلسطيني الذي يفترش الأرض ويلتحف السماء راضيا بقدر الله مطمئنا إلى وعده، فيزيدهم ذلك ألما وغيظا وهم يتقلبون على فراشهم الوثير لكن تحته الجمر».
ويختم الكنبوري مستشهدا بالكيفية التي صور الله سبحانه هذا الأمر أبلغ صورة في قوله (فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار)، فجعل إعجاب الزراع مصدر غيظ للكفار؛ وجعل الغيظ عقوبة لهم؛ ولذلك جعل صمود الفلسطينيين ورضاهم بقدرهم مصدر غيظ للصهاينة؛ وجعل كل صوت ينادي بنصرة المقاومة رصاصة في صدورهم».
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس