أول متحف للفخار في قرية تونس المصرية… يضم أهم أعمال “إيفيلين بوريه”

14
أول متحف للفخار في قرية تونس المصرية... يضم أهم أعمال
أول متحف للفخار في قرية تونس المصرية... يضم أهم أعمال "إيفيلين بوريه"

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. تعد قرية تونس المصرية من أشهر الأماكن التي عرفت بصناعة الفخار منذ سنوات طويلة، والتي تحافظ على التوسع في عدد الورش وتعليم الأطفال حتى الآن. مؤسسة صناعة الفخار في القرية هي السويسرية الراحلة، إيفيلين بوريه، والتي أسست مدرسة لتعليم أطفال القرية واستقرت فيها حتى فارقت الحياة في يونيو/ حزيران الماضي. بعد وفاة إيفيلين حافظ نجلها الوحيد أنجلو باستوري على عمل المدرسة كما هي، كما أنه يسعى حاليا لتحقيق حلم والدته بإنشاء متحف الفخار في قرية تونس.

أول متحف للفخار

وقال أنجلو في حديثه لـ”سبوتنيك”، إن والدته كانت تسعى لإنشاء “متحف الفخار” في القرية، وأنه يعمل حاليا مع جمعية “خزافي تونس” على وضع الخطة اللازمة لإنشاء المتحف الذي يقام على قطعة أرض مملوكة له.

وبحسب أنجلو يضم المتحف نماذج من أعمال والدته وكذلك العديد من خزافي القرية، بحيث يمكن للزائر زيارة المتحف والتعرف على نماذج هامة من الأعمال الخزفية في القرية. كما يؤرخ المتحف لبداية صناعة الفخار في القرية بداية من تأسيس المدرسة، والمراحل التالية التي تأسست فيها عشرات الورش.

وخلال الأيام المقبلة يقام داخل مدرسة الفخار ركن خاص للسيدة إيفيلين، يضم أبرز أعمالها بجانب صورة لها ونبذة عنها، تمهيدا لتخصيص ركن بمساحة أكبر في المتحف المرتقب تأسيسه بجانب المدرسة.

رغم عدم إقامة مهرجان الفخار العام الماضي 2020، لم يقرر حتى الأن إقامته من عدمه. وبحسب أصحاب الورش اقترحت المحافظة إقامة المهرجان لمدة أسبوع ولم يتقرر حتى الأن إقامته من عدمه.

من ناحيته قال إبراهيم سمير مدير إحدى الورش في قرية تونس، إن حركة البيع تأثرت بدرجة كبيرة خلال الفترة الماضية، خاصة في ظل توقف العديد من المعارض. رغم تأثر حركة البيع وتوقف العديد من المعارض يشير سمير في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن أعداد الورش زادت في القرية خلال الفترة الماضية، حيث وصل عدد الورش إلى نحو 35 ورشة.

مهرجان الخزف

وبشأن مهرجان الفخار المقرر عقده في نوفمبر/ تشرين الثاني، أوضح أن الترتيبات لم تتخذ حتى الآن، ومن المحتمل عدم إجراء المهرجان العام الجاري، خاصة أن الفترة قصيرة من أجل الترتيبات الخاصة اللازمة التي كانت تحتاج لفترة أطول.

وفي تصريحات سابقة قال محمود الشريف رئيس جمعية خزافين تونس لـ”سبوتنيك”، إن المهرجان يعود بالفائدة العامة للتشجيع على السياحة الريفية وسياحة السفاري، وأن هناك دعوات ستوجه إلى عدد من صناع الخزف والفخار في العالم.

وتابع أنه خلال المهرجان تقام ورش العمل للصناعات اليدوية والصناعات الخزفية، وكذلك الرسم على الورق، كما أنه سيعرض أحد الأفلام المجمعة عن الأعمال الفنية التي صورت في الفيوم.

مدرسة الفخار

تشتهر القرية بمدرسة الفخار التي أسستها إيفلين بوريه السويسرية الأصل والتي قضت معظم سنوات عمرها في القرية، داخل بيتها الريفي بقرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق في محافظة الفيوم المصرية، بعد أن تركت بلدها سويسرا.

وقررت إيفلين الاستقرار في ريف مصر لتعيش فلاحة مصرية ترتدى ملابسها وتسير حافية القدمين وتنير منزلها بلمبة الجاز، وتحول القرية فيما بعد إلى واحة من الجمال، يقصدها معظم جنسيات العالم للمكوث فيها. وتخرج من مدرستها الكثير من صناع الخزف والفخار اللذين شاركوا في معارض عالمية فيما بعد، ومثلوا مصر في المهرجانات الكبرى داخل وخارج الأراضي المصرية.

من هي إيفيلين بوريه

توفيت إيفيلين عن عمر ناهز 82 عاما بقرية تونس بمحافظة الفيوم، في يونيو/ حزيران 2021، بعد أكثر من 50 عاما قضتها في مصر، حيث أسست أول مدرسة لتعليم وتصنيع الخزف والفخار في المنطقة. تزوجت الخزافة السويسرية من الشاعر المصري سيد حجاب، حيث زارت قرية تونس بالفيوم لأول مرة معه، وقررت بعدها إنشاء مدرسة هناك بعد انفصالها فيما بعد.

وعلى يدها، تحولت القرية إلى مزار سياحي، كما نظمت أول مهرجان للخزف في عام 2011 والذي ساهم بقدر كبير في شهرة القرية. اشتهر فخار تونس في جميع أنحاء العالم، وصدرت القرية منتجاتها لبلجيكا وفرنسا وسويسرا والبرازيل والعديد من الدول الأجنبية والعربية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس