“ترك”.. هل يشعل الحرب في شرق السودان؟

297
"ترك".. هل يشعل الحرب في شرق السودان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار تهديد رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين “ترك” بإعلانه الحرب في شرق السودان، تساؤلات كثيرة أهمها، هل يشعل الحرب في الشرق؟ وكيف يمكن حل أزمة الشرق؟ وكيف ينظر الخبراء لخطاب “ترك” الذي لوح فيه بالحرب؟

تهديدات “ترك”

هدد رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك ، بإعلان الحرب في شرق السودان اذا رفضت السلطات السودانية منح المنطقة منبراً تفاوضياً منفصلاً لتقرير المصير. وقال ترك لدى مُخاطبته حشداً جماهيرياً في منطقة “مويتا” بكسلا” نطالب بمنبر تفاوضي منفصل إذا استجابت الحكومة، أما إذا رفضت فسنعلن الحرب، وسنصمد كما صمد مقاتلينا السابقين. وظهر ترك على المنصة وهو يحمل مدفعا غير متفجر، وذخائر أسلحة ثقيلة قائلاً “سنعود مُجدداً لحالات القصف الجوي والمدفعي، وأحيي مواطني هذه المناطق الحدودية الذين صمدوا إبان سنوات الحرب.

إبتزاز سياسي

يقول الكاتب الصحفي والمهتم بشأن شرق السودان ، عامر محمد صالح لموقع “افريقيا برس” إن ترك الآن أضعف مما سبق ، ولولا دعم العسكر السابق له لما إستطاع أن يغلق الميناء وطريق العقبة. ويرى صالح أن تهديده لايعدو أن يكون أكثر من إبتزاز سياسي للحصول على بعض المكاسب والمزايا وإرسال رسائل محددة للمركز. وأضاف، إن الحل يكمن في قيام الحكومة بدورها بتفعيل القانون لحسم مثل هكذا ظواهر وتهديدات، وليس لشخص بذاته أو جهة بعينها وإنما لكل من ينتهك القوانين سوى من ترك أو جهة أخرى. وشدد صالح على ضرورة إلزام الحكومة لرجالات الإدارات الأهلية بالإلتزام بطبيعة عملهم وعدم إلباس أطماعهم وتوجهاتهم السياسية بلبس القبيلة.كما شدد عامر، على ضرورة أن تحل الحكومة مشكلات الشرق التاريخية والراهنة بعيداً عن المزايدات والمكاسب السياسية والانحياز لطرف بدلا من طرف آخر. وطالب عامر الدولة بضرورة الإهتمام بقضايا الشرق الملحة كالمياه في بورتسودان والقضارف، والكهرباء وقضايا التنمية.

سياسة خشنة

أما المحلل السياسي الفاتح محجوب يقول لموقع “أفريقيا برس” إن حديث محمد الأمين ترك عن اللجوء للعنف والحرب في حالة مواصلة الحكومة تجاهل مطالب وحقوق أهل شرق السودان ليس جديدا، فالرجل بحسب الفاتح سبق ان قال إنهم مجرد حاجز يحول دون اندفاع الشباب لاشعال الحرب وان على الحكومة التعامل معه هو وحكماء مجلس نظارات وعموديات البجا المستقلة بدلا من الاضطرار لمواجهة حرب أهلية مع شباب شرق السودان. وأضاف إن تهديدات ترك هي نوع من ممارسة السياسة الخشنة في مواجهة اصرار بعض قيادات الحرية والتغيير “المجلس المركزي” لتجاهله هو ومجلس نظارات وعموديات البجا المستقلة، وهي أيضا ردا على منافسيه في مجلس عموديات البجا المستقلة الذين اتهموه بأنه غير مهتم بمشاكل شرق السودان.

وكان مقرر مجلس البجا عبد الله أوبشار قد قال في تصريحات صحفية إنّ الناظر ترك ليس حريصًا على الشرق أو المجلس الأعلى لنظارات البجا.

واعتبر الفاتح محجوب أن الناظر محمد الامين “ترك” يعد من حكماء السودان ولن يقبل خراب شرق السودان بسبب الحرب الأهلية حتى وإن لم يجد اي فرصة لنيل مطالب أهل شرق السودان سلميا. وشدد قائلا ، لذلك على كل من العسكر وقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” ايجاد طريقة للتعامل معه ومع بقية أطراف شرق السودان لحل أزمة شرق السودان حتى لو اضطروا للتعامل مع قيادات من النظام السابق مثل د.محمد طاهر ايلا ، منوها إلى إنه ومن غير الحكمة عدم التواصل مع قيادات شرق السودان في ظل أزمة سياسية تكاد تتسبب في تقطيع أوصال السودان.

مواقف مضطربة

ويقول عضو المكتب التنفيذي لحركة بلدنا جعفر خضر، لموقع “أفريقيا برس” إن مواقف ترك المضطربة والمتذبذبة والتي تزايد بمصطلحات “إعلان الحرب” و”تقرير المصير” و”الانفصال” هي أكثر ضررا بشرق السودان، ويهدف من ورائها لتحقيق مكاسب شخصية. وقد وظف ترك، بحسب جعفر، قضايا الشرق وأغلق الطريق القومي من قبل تمهيدا لانقلاب 25 أكتوبر 2021، ويضيف ، تأتي تهديدات ترك لتزيد الاضطرابات في الاقليم مما يمهد لمزيد من نهب ثروات البلاد.

ويرى جعفر ان قيادات الانقلاب عبارة عن عملاء لدول أجنبية، كما قال ان هنالك الكثير من القيادات بشرق السودان تأتمر بأمر مخابرات أجنبية تعمل على استغلال الإقليم وتفتعل المشاكل في الشرق لتمرير مخطط ميناء أبو عمامة الإماراتي، الذي سيستخدم لنهب ثروات الشرق ، متسائلا ، كيف يدين ترك وصندوق تنمية شرق السودان الذي شيد مباني خاوية، وهو منسوب المؤتمر الوطني والشريك في كل جرائمه بشرق السودان؟ وبشأن حديثه عن تحالف يجمع وسط وشمال وشرق السودان وكُردفان ، فهذا يقول عنه جعفر ، مخطط “كيزاني” عنصري يسمونه دولة البحر والنهر. وأضاف إن ترك يقصد من دعوته لعقد مائدة مستديرة بمُشاركة كل أهل السودان إشراك المؤتمر الوطني المنحل.

ورفض “ترك” الاتفاق الإطاري واعتبره مجرد اتفاق أجنبي، داعياً إلى ضرورة عقد مؤتمر بمُشاركة كل أهل السودان.

وتوصل جعفر خضر إلى إن شرق السودان الآن في أمس الحاجة إلى الصادقين الذين يتوجب عليهم أن يتصدوا للمؤامرات التي تحاك ضد الإقليم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here