أفريقيا برس – السودان. رجّح معهد دراسة الحرب الأميركي تعزيز قوات الدعم السريع خطوط إمدادها على عدة مناطق في أقصى شمال غرب السودان بالقرب من منطقة الحدود الثلاثية مع ليبيا ومصر، في وقت وجّه قائد هذه القوات محمد حمدان حميدتي، رسائل طمأنة إلى البلدين بعدم التوجس من هذا التصعيد العسكري.
وعاد المعهد الأميركي في تقرير له، إلى سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة حدودية رئيسية بين مصر وليبيا والسودان في 10 يونيو، موضحا أن الهدف من العملية تعزيز طريق لوجستي موجود بالفعل إلى غرب السودان عبر ليبيا. وقد استخدمته كمنطقة لتهريب الوقود والذخيرة والمركبات إلى قواتها في السودان.
وزعم المصدر إرسال الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر قوافل وطائرة واحدة على الأقل لتزويد قوات الدعم السريع بالإمدادات العسكرية منذ بدء الحرب الأهلية في أبريل 2023.
توقعات بتقدم قوات الدعم السريع جنوبا
وحسب التوقعات الأميركية، قد تحاول قوات الدعم السريع التقدم جنوبا نحو موقع للقوات المسلحة السودانية في الأطرون، شمال دارفور، والذي يُشكل نقطة ضغط يمكن للقوات المسلحة السودانية استخدامه ضد طرق التهريب التي تستخدمها قوات الدعم السريع. وتحاول الآن ربط خط إمداد من الحدود الليبية بمعاقلها الرئيسية في غرب السودان.
وتسعى قوات الدعم السريع لفرض سيطرة أكبر على طريق الإمداد اللوجستي الليبي بسبب القيود المتزايدة على مراكز الإمداد الأخرى المدعومة في تشاد.
– نزوح 950 سودانيا إلى ليبيا جراء الاشتباكات في منطقة المثلث الحدودي
ووافق النظام التشادي على استخدام مطار أم جراس في شرق تشاد لدعم قوات الدعم السريع مقابل مساعدة مالية من الإمارات. ومع ذلك، واجه الرئيس التشادي محمد ديبي ضغوطًا داخلية متزايدة لاتخاذ هذا القرار، حيث أن العديد من النخب العسكرية والسياسية في تشاد ينظرون إلى قوات الدعم السريع على أنها تهديد بسبب العنف عبر الحدود طويل الأمد.
يأتي ذلك في وقت بثت منصات قوات الدعم السريع خطابًا جماهيريا لقائدها دقلو، هو الأول من نوعه بعد عامين من الغياب، وأقر بالهزائم التي تلقتها قواته أخيرًا، وقال: «أخرجونا من مناطق غالية جدًا وفقدنا فيها أغلى ما نملك، ولكن سنعود بعزة وبكرامة»، على حد قوله. لافتًا إلى سيطرتهم أخيرًا على منطقة المثلث في أقصى غرب شمال السودان، في إشارة إلى المثلث الحدودي مع ليبيا ومصر.
حميدتي يطمئن ليبيا ومصر
وحرص قائد الدعم السريع على إرسال رسائل تطمين إلى دول الجوار، خصوصًا ليبيا ومصر، مؤكدًا أن وجود قواته في المثلث «يخدم مصالح الجيران»، نظرًا لأن المنطقة تحولت إلى بؤرة للتهريب والإرهاب والهجرة غير النظامية. كما نفى وجود خلافات جوهرية مع مصر، واصفًا التوترات معها بأنها «مفتعلة»، مؤكدًا حرصه على حلها عبر الحوار.
وأكد دقلو بأن قواته تخوض الحرب دفاعًا عن النفس، وقال: «نحن لا نريد الحرب، ولكن فُرضت علينا»، متهمًا خصومه بشيطنة الدعم السريع أمام الرأي العام المحلي والإقليمي.
وسيطرت قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم ومناطق في دارفور وكردفان، قبل أن تتراجع أمام حملة عسكرية مضادة قادها الجيش السوداني منذ العام الماضي، نجح خلالها في استعادة الخرطوم ومدن استراتيجية في وسط البلاد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس