أربعة أشهر على حكومة كامل إدريس وسط انتقادات وتقييمات

13
أربعة أشهر على حكومة كامل إدريس وسط انتقادات وتقييمات
أربعة أشهر على حكومة كامل إدريس وسط انتقادات وتقييمات

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. منذ تعيين كامل إدريس في منصب رئيس الوزراء، يواجه الرجل انتقادات حادة، إذ يرى المواطن السوداني أن الحكومة عجزت عن تحسين الوضع المعيشي والصحي والأمني. كما يعتبر البعض أن حكومة إدريس فشلت دبلوماسياً بعد عجزها عن تقديم نفسها للخارج. وفي هذا الإطار، سعت “أفريقيا برس” إلى الاطلاع على نظرة الشارع السوداني لفترة الحكومة التي مرّت عليها أربعة أشهر من خلال آراء عدد من الخبراء والمختصين.

ظروف قاسية

المحلل السياسي د. الفاتح محجوب دافع عن حكومة كامل إدريس، إذ قال لموقع “أفريقيا برس” إن تقييم فترة رئاسته ليس بالأمر السهل، لأنه تم تعيينه في ظروف صعبة وقاسية جداً. وأكد أن إدريس احتاج لقرابة شهرين ليكمل تعيين الوزراء، ولم تعقد حكومته سوى اجتماع يتيم وبروتوكولي في الخرطوم.

وبشأن زيارة إدريس إلى مصر والسعودية، قال الفاتح إن الزيارتين مختلفتان، حيث كانت زيارته إلى مصر ذات غرض سياسي وحققت أهدافها، بينما زيارته للسعودية كانت ذات طابع مزدوج سياسي وتنموي. وأضاف أن جهات دولية ذات نفوذ تدخلت لتأجيل إكمال الزيارة، وتم استغلال مرض رئيس الوزراء لإفشال الهدف السياسي منها رغم أنها كانت مرتبة مسبقاً مع السلطات السعودية.

أما على الصعيد الداخلي، فقد قال الفاتح إن حكومة إدريس تواجه مشكلات معقدة في ما يتعلق بالخطط التنموية وتسيير دولاب الحكم. وأوضح أن بعض الوزراء مثل وزراء المالية والصحة والخارجية والداخلية والدفاع والإعلام يعملون بسلاسة، إما لاستمرارهم في مناصبهم أو لأن وزاراتهم تجاوزت ظروف الحرب. في المقابل، لا تزال وزارات أخرى تبحث عن مقرات أو تسعى إلى هيكلة جديدة أو تنتظر التمويل مثل وزارات الإنتاج الحيواني والزراعة والمغتربين.

وشدد الفاتح على ضرورة منح كامل إدريس مهلة زمنية لا تقل عن ستة أشهر حتى تتضح معالم خطته في إدارة الدولة السودانية.

خطوات عملية

بالنسبة للأمين العام لحزب المسار الوطني د. لؤي عبد المنعم، فإن رئيس الوزراء كامل إدريس واجه ضغوطاً عديدة، كما أنه يعمل بدون راتب لإعادة ترتيب البيت من الداخل على أسس سليمة، فاختار أفضل الكفاءات بكل شفافية، مفسحاً المجال للتنافس المفتوح على الوظائف العامة.

وتابع لؤي أن كامل إدريس استطاع إنقاذ الموسم الزراعي وإزالة العقبات التي واجهت المشاريع الاستراتيجية الناجية من الحرب في المناطق الآمنة، مشيراً إلى أنه بدأ خطوات عملية لضبط موارد الدولة وترشيد الإنفاق، وتعرف على نقاط الضعف وشرع في معالجتها.

ولفت إلى أنه في عهد حكومة كامل إدريس عاد المواطنون إلى العاصمة مع عودة الخدمات في معظم مناطقها، فضلاً عن استئناف المدارس وانتظام المعلمين، وعودة معظم الجامعات إلى مقراتها، والوزارات إلى العاصمة، وفتح جميع مراكز الشرطة، ليصبح حفظ الأمن في العاصمة بيد قوات الشرطة.

وأضاف لؤي لموقع “أفريقيا برس” أن معظم المستشفيات عادت للعمل في العاصمة والولايات المتضررة، وكذلك مكاتب خدمات الجمهور ومكتب الأراضي والمحاكم. وأكد أن السودان يتعافى بشكل أدهش الخصوم والأعداء، معتبراً أن الحديث عن فشل رئيس الوزراء غير صحيح ويقف خلفه صراع مستعر على السلطة من فئة فقدت الرؤية. وأشار إلى أن هذه الفئة تهاجم أحياناً رئيس مجلس السيادة البرهان وأحياناً رئيس حكومته في سعيها للعودة إلى السلطة، كاشفاً عن جهات – لم يسمها – قال إنها تخطف القرار وتعيق الاستقرار وتقصي مكونات فاعلة في المشهد السوداني.

حكومة حائرة

في المقابل، يرى الكاتب الصحفي طارق عثمان أن حكومة كامل إدريس تعيش حالة من التوهان، قائلاً لموقع “أفريقيا برس”: إن رئيس الوزراء وجهازه التنفيذي لم يعودوا قادرين على إحداث اختراقات، لا على المستوى الداخلي ولا على المستوى الخارجي.

وأضاف أن حكومته تقف حائرة أمام مواجهة أوبئة مثل حمى الضنك والملاريا، وفي الوقت ذاته عاجزة عن فتح قنوات دبلوماسية تخرج البلاد من عزلتها.

وأرجع عثمان هذا الوضع إلى ما أسماه “عوائق تمنع قطار الأمل من التحرك”، موضحاً أن هذه العوائق تتمثل في غياب خطة محكمة للتعامل مع واقع معقد، أو في تداخل وتعارض الصلاحيات بين حكومة كامل إدريس ومجلس السيادة، ما يجعلها – بحسب تعبيره – مشلولة بلا حول ولا قوة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here