أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. كشف عضو اللجنة الإعلامية للقوة المشتركة السودانية، جمال عيساوي جوليوس، في حوار مع “أفريقيا برس”، عن أوضاع مأساوية يعيشها المواطنون في مدينة الفاشر، مشيرًا إلى وجود ندرة كبيرة في المواد الغذائية وارتفاع حاد في أسعار المحروقات والمياه.
وقال جوليوس إن المليشيات تواصل استهدافها الممنهج للأحياء السكنية ومعسكرات النزوح، عبر القصف المتعمد، مما أدى إلى تزايد معاناة السكان وانعدام الخدمات الأساسية. وأضاف أن الاستهداف الممنهج يهدف إلى التهجير القسري ونهب ممتلكات المدنيين، واستغلال النزوح كغطاء لتمرير أجندات دولية تحت ستار المساعدات الإنسانية.
وفي سياق آخر، أكد جوليوس جاهزية القوات المشتركة والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية للتصدي لأي هجوم جديد من قوات الدعم السريع على الفاشر، قائلًا: “كلنا تواثقنا وتعاهدنا أن لا يدخل العدوان الفاشر إلا على جثثنا.”
وأوضح أن القوات، بالتعاون مع أبناء المدينة وكافة تشكيلات الإسناد، موحدة ومستعدة للدفاع والهجوم بنفس القدر من الجاهزية.
كما أشار جوليوس إلى أن الانتصارات العسكرية الأخيرة في الخرطوم وبحري وأجزاء من أم درمان، تفتح الطريق أمام القوات المسلحة للتوجه نحو دارفور وكردفان، مؤكّدًا وجود ترتيبات جارية في هذا الشأن.
ورداً على دعوات بعض الحركات المسلحة لمغادرة الفاشر، قال جوليوس إن هذه الدعوات تهدف إلى تسهيل الاعتداء على المواطنين ونهبهم، كما تسعى لتجنيدهم إجباريًا في صفوف الدعم السريع، مؤكدًا أن كل من يدعو إلى خروج المدنيين إنما يتحالف مع المليشيات.
كيف تصف الأوضاع الآن في مدينة الفاشر من حيث معيشة الناس وخدماتهم؟
تزداد الأوضاع المعيشية والخدمية في الفاشر سوءًا مع كل مطلع فجر جديد، بسبب ندرة الكثير من المواد الغذائية وانعدام سلة أخرى منها، بالإضافة إلى ارتفاع حاد في أسعار المحروقات والمياه.
مع قرب تحرير ولاية الخرطوم، هل اقترب الجيش السوداني من الزحف والتوجه إلى دارفور؟
نعم، بعد التقدمات والانتصارات العسكرية التي تحققت في الخرطوم وبحري وأجزاء واسعة من أم درمان، ستتوجه القوات المسلحة والقوة المشتركة وكافة كتائب الإسناد بلا شك نحو دارفور وكردفان، وهناك ترتيبات جارية في هذا الشأن.
آلاف المواطنين نزحوا من الفاشر وفقًا للإحصائيات، في وقت صاحبت فيه عملية النزوح موت ومآسي… لماذا النزوح؟
نزح الكثير من الفاشر، ثم عاد إليها مرة أخرى عدد كبير. وتعود أسباب النزوح بلا شك إلى الاستهداف الممنهج من قبل مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها، من خلال القصف المتعمد للأحياء السكنية والأسواق ومراكز الإيواء والمستشفيات وحتى معسكرات النازحين، إضافة إلى الحصار الذي تفرضه المليشيا ومنعها دخول المنظمات والمساعدات الإنسانية.
ويعود هذا الاستهداف إلى هدف التهجير القسري ونقل هؤلاء المدنيين إلى مناطق تحت سيطرتهم لاستعبادهم ونهب ممتلكاتهم، ولا شك أن هناك سعيًا لاستغلال مسمى النزوح لشرعنة الحراك الدولي بحجة الحاجة الإنسانية، يتبعه استغلال الوضع لإدخال عتاد عسكري تحت غطاء المساعدات الإغاثية.
بعض الحركات المسلحة طالبت المواطنين في الفاشر بضرورة الخروج بسبب قسوة وصعوبة الأوضاع… كيف ترد على هذه الدعوات؟
هذه الدعوات هدفها إخراج المواطنين حتى يتم نهبهم والاعتداء عليهم، وكل من يدعو لخروج المواطنين من الفاشر هو حليف لمليشيا الدعم السريع. كما أن الهدف من هذه الدعوات هو تجنيد المواطنين إجباريًا في صفوف الدعم السريع.
إلى أي مدى القوى المشتركة والجيش جاهزون لصد أي هجمات لقوات الدعم السريع على الفاشر؟
أبطال “شنب الأسد” من القوات المشتركة والقوات المسلحة والمستنفرين وكافة تشكيلات الإسناد والمقاومة الشعبية وأبناء الفاشر وميارمها والكنداكات تواثقوا وتعاهدوا فيما بينهم على أن الفاشر لن يدخلها العدوان إلا على جثثهم. وهم جميعًا على العهد والوعد متوحدون. لذلك، فإن الفاشر في أتم الاستعداد الدائم للتصدي لأي هجوم قد تشنه المليشيات، بل إن استعدادها للهجوم يوازي استعدادها للدفاع.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس