تنسيقية القوى المدنية تطلق نداءً مشتركاً لمواجهة الأزمة الإنسانية في البلاد

1
تنسيقية القوى المدنية تطلق نداءً مشتركاً لمواجهة الأزمة الإنسانية في البلاد
تنسيقية القوى المدنية تطلق نداءً مشتركاً لمواجهة الأزمة الإنسانية في البلاد

أفريقيا برس – السودان. توافقت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) على إطلاق نداء مشترك من أجل التصدي للأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد، منذ اندلاع الحرب السودانية منتصف أبريل/ نيسان العام الماضي.

وحذر القيادي في التنسيقية، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر، في بيان أمس الأحد من أن الأوضاع الإنسانية الكارثية ونُذر المجاعة ستفتك بالسودانيين حال استمرار الحرب.

ونوه إلى أن الأزمة الإنسانية الراهنة لا تحتمل الانقسامات في وقت اتسعت فيه الشقة بين السودانيين على نحو غير مسبوق، مضيفا: « يجب ان نرفع جميعاً صوتنا عالياً لدق ناقوس الخطر حول آثار هذه الحرب وكوارثها غير المتناهية».

ولفت إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها اللاجئون والنازحون السودانيون في ظل انهيار النظام الصحي والتعليمي وإعاقة وصول المساعدات الانسانية، وضعف الاستجابة الدولية.

ودعا إلى مضاعفة الجهود من أجل تخفيف حدة المعاناة، لافتا إلى أن ملايين الضحايا يدفعون ثمن حرب «لا ناقة لهم فيها ولا جمل» ولا مبرر لاستمرارها.

والسبت انعقد اجتماع تنسيقي بين رئيس الهيئة القيادية لـ (تقدم) عبد الله حمدوك ومجموعة من الفاعلين في مجال العمل الإنساني في السودان.

وشارك في الإجتماع عدد من أصحاب الأعمال والشخصيات الدينية والأهلية، والعاملين في المنظمات الدولية.

ولفت «حمدوك» الذي شغل منصب رئيس الوزراء في عهد الحكومة الانتقالية، إلى أهمية قضية العون الانساني وأثر الحرب على السودانيين داخل وخارج البلاد.

واستعرضت لجنة العمل الإنساني في «تقدم» تقريراً حول الكارثة الإنسانية في البلاد والتحديات التي تواجه إيصال المعونات، ورؤى التنسيقية بالخصوص.

وناقش الاجتماع جهود حشد الدعم الخارجي وتسهيل وصول العون الإنساني،

وضرورة تشكيل منصة مشتركة لتنسيق جهود الاستجابة للوضع الإنساني».

وحسب « التنسيقية» تهدف المنصة إلى لفت انتباه العالم إلى الكارثة الإنسانية في السودان واستقطاب الدعم الخارجي بالإضافة إلى الضغط على الأطراف المتحاربة لضمان توصيل المساعدات.

وتوافق المشاركون على أهمية إصدار نداء مشترك يحدد الخطوات العملية للتصدي للأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد بالإضافة إلى تعزيز جهود الاستجابة الدولية لدعم الشعب السوداني.

وأعلن الاجتماع عن إنشاء فريق عمل واسع من أجل تنسيق الجهود وحث المجتمع الدولي على توفير العون الانساني،والعمل على إزالة العوائق أمام انسياب المساعدات فضلا عن دعم جهود الفاعلين المحليين على الأرض وزيادة فعالية التنسيق بين جميع الأطراف ذات الصلة.

وتشهد عمليات إيصال المساعدات الإنسانية تعقيدات واسعة، في وقت يتمسك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بفرض مسارات محددة يرفضها الطرف الآخر.

والخميس، أعلنت قوات الدعم السريع رفضها السماح بمرور المساعدات القادمة من العاصمة الإدارية بورتسودان شرق البلاد عبر طريق الدبة وصولا إلى إقليم دارفور الواقع غربا.

واعتبرت ذلك محاولة لاستخدام المساعدات الإنسانية لإمداد مجموعات مسلحة قالت أنها تابعة للنظام السابق، تتلقى إمداد السلاح والذخائر لخدمةً أجندة حربية ومخططات عسكرية.

في المقابل منع الجيش دخول المساعدات عبر الحدود مع دولة تشاد، حيث يتهم الدعم السريع باستخدام الحدود المشتركة مع الجارة الغربية للبلاد للحصول على إمدادات السلاح والمؤن الغذائية. معتبرا أن الحدود السودانية التشادية هي خط الأمداد الأول لقوات الدعم السريع.

وحدد الجيش مسارات دخول الإغاثة إلى السودان عبر مناطق (بورتسودان- عطبرة- مليط والفاشر) والمسار من جمهورية مصر عبر طريق البحر الأحمر وصولا إلى العاصمة الإدارية بورتسودان فضلا عن (معبر وادي حلفا – دنقلا) ومسار من جمهورية جنوب السودان بواسطة النقل النهري والطريق البري من مدينة الرنك إلى كوستي.

يأتي ذلك في وقت وصل عدد النازحين واللاجئين الذين شردتهم الحرب السودانية إلى 11 مليون شخص، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة أكبر أزمة نزوح في العالم.

و يواجه 18 مليون شخص في السودان مخاطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويوجد في دارفور أعلى نسبة من الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء، في أربع من أصل خمس ولايات، بنسبة تتجاوز 40 ٪ من سكان الإقليم الواقع غرب السودان.

وحذر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في السودان، من أن 4.9 مليون شخص هم في مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وبينما تتصاعد التحذيرات من أن الأوضاع في السودان تنزلق على نحو غير مسبوق، لم يتجاوز تمويل برنامج التغذية الطارئة في السودان 5.5٪ من إجمالي الاحتياجات.

وحسب تقرير للأمم المتحدة في شباط/ فبراير الماضي لم يتجاوز تمويل نداء خطة الاستجابة والاحتياجات الإنسانية للسودان للعام الجاري 3.3 في المائة.

وحذرت منظمة الهجرة الدولية الأربعاء الماضي من العواقب الوخيمة التي يواجهها المدنيون في ظل استمرار الحرب المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، مطالبة الأطراف المتصارعة في البلاد بضمان الوصول السريع للمساعدات الإنسانية دون عوائق.

ولفتت إلى أن أزمة النزوح في السودان هي الأكبر على مستوى العالم، مبينة أن كل واحد من أصل 8 نازحين داخليا هو سوداني.

ويستضيف السودان حوالي 13 ٪ من النازحين داخليا حول العالم، في وقت يحتاج نصف السكان إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here