حزب البعث لـ”أفريقيا برس”: تعديل قانون جهاز الأمن غطاء لاستمرار الحرب والتنكيل بالخصوم

57
عادل خلف الله، الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي السوداني

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في حواره مع “أفريقيا برس” تحدث الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي السوداني عادل خلف الله، عن جملة من قضايا الساعة في السودان من بينها الانتقادات التي توجه للحزب حول موقفه من الحرب، والتدخلات الخارجية في السودان، وتعديل قانون جهاز الأمن، وغيرها من القضايا التي ناقشناها،  في الحوار التالي:

حزب البعث العربي الاشتراكي لم يسمع له صوت في هذه الحرب، وظل في حالة إنطواء.. لماذا لم تساهموا في حل أزمة البلاد؟

هذا تقدير غير دقيق وغير سليم. نعتقد أن بيان البعث الأول من الحرب شكل الإطار العام للموقف الوطني العام من رفض الحرب، كما دعونا لتشكيل أوسع جبهة لإيقافها. وبحكم المسؤولية الوطنية، باشر الحزب إتصالاته وحواراته مع قوى الانتفاضة الثورية والقوى السياسية والاجتماعية والديمقراطية بالداخل والخارج وصدرت بيانات مشتركة وثنائية، آخرها مع حركة تحرير السودان بقيادة الاستاذ عبد الواحد محمد نور وهي أمثلة تدحض فرضية (الانطواء) التي وردت فى السؤال.

لا يتوهم البعث بحل الأزمة منفردا، ولا يعتقد أن يحلها حزب او مجموعة محدودة. هي أزمة تاريخية فجرتها القوى المسيطرة على أدوات العنف، ولذلك نرى أن المعادل الشعبي لها حشد الإرادة الشعبية عبر مكوناتها في أوسع جبهة للديمقراطية والتغيير، وأولوية مهامها وقف الحرب بلا شروط وعبر التفاوض.

موقفكم من حرب السودان.. هل أنتم في حزب البعث مع السلام والمفاوضات، ام مع حسم الجيش للتمرد؟

موقف حزب البعث من الحرب ينطلق من فكره واستراتيجية نضاله المستندة على إرادة الجماهير والحلول السلمية الديمقراطية لقضايا النضال الوطني، ومحورها استكمال مهام ما بعد الاستقلال السياسي. ولذلك عبّر البيان الاول للبعث والذي صدر بعد يوم من الانفجار العسكري، بإدانة الحرب ورفض استمرارها وتوسيع نطاقها، مؤكدا في ذات الوقت رفضه وعدم إقراره بأي نتائج سياسية أو اقتصادية تنجم عنها، سواء يتواقف عليها الطرفان، قيادة الجيش وقيادة قوات الدعم السريع، أو أي منهما حسب موازين قواها ومواقع الانتشار والسيطرة، داعيا وما يزال إلى وقفها الفوري، ودون شروط عبر التفاوض.

كيف تنظرون للتدخل الخارجي في حرب السودان.. وما هو هدف التدخل الخارجي في حرب السودان؟

هدف التدخلات متنوعة المشارب والأطراف، مزيدا من أضعاف السودان وتفتيته وهي أهداف معلنة منذ مطلع السبعينات، إضافة إلى أهدافها الاقتصادية والأمنية في نهب ثرواته وموارده والسيطرة على أراضيه الغنية، زراعية كانت أو معدنية، ومنها الطامع فى شواطئه ومياهه ومنها من ظل يسعى لإقامة قواعد عسكرية، ويتخلل كل ذلك العدو الصهيوني، الذي أقام طرفا الحرب علاقة معه، وبموجبها أبرما تفاهمات أمنية واستخباراتية، وسمحا له بموجب ذلك بزيادة التصنيع الحربي، وألغى مجلس وزراء حكومة حمدوك دون مشروعية،قانون مقاطعة “اسرائيل” المجاز من برلمان منتخب. لقد أسهمت التدخلات في إطالة أمد الحرب وتوسيع نطاقها الجغرافي، وهي تمول الحرب وفق قاعدة (لا غالب ولا مغلوب).

كيف ترى عودة صلاحيات جهاز الأمن؟ وهل هذه الخطوة تكرّس لحكم تسلطي من الجيش؟

ما تم باسم ما عرف بتعديلات قانون جهاز الأمن والمخابرات ما هو إلا تقنين للمزيد من القمع والتنكيل بالمختلفين في الرأي وإمعان في مصادرة الحريات العامة بإعطاء مدير عام الجهاز سلطات واسعة في الاعتقال والتحقيق والمصادرة، وفي الأنشطة المالية والاستثمارات، دون سلطة رقابية، وتحصين لأفعال أعضاء الجهاز وعناصره سواء من الرقابة او المساءلة.

كما قاد فشل انقلاب قوى الردة إلى إحتدام الصراع حول التفرد بالسلطة بين مكوناته، نقول قاد فشل مشروع التفرد بالسلطة من خلال الحرب، إلى ابتداع ما سمي بالتعديلات لمواجهة التيار الشعبي الرافض للحرب ولاستمرارها ومكوناتها وتنظيماتها. فمن عدلوا القانون لا يستندون إلى دستور، ولا لمؤسسات منذ انقلابهم المشؤوم لأنهم لا يستندون على مشروعية إصدار أو تعديل أي قانون.

نعم، الإعلان عما سمي بالتعديلات،غطاء لاستمرار الحرب، وتقنين لهيمنة فلول النظام المباد على أجهزة الدولة وميليشياتها، ودون اعتبار لأي من نتائج تجربة حكمهم البائسة منذ 1989، ولا بتداعيات الانقلاب الذي حرضوا على تنفيذه ولا بمخاطر استمرار الحرب التي أوقدوا نيرانها على وحدة وسيادة السودان واستقلاله.

ما هو موقفكم من منبر جدة.. وهل المنبر ممثل في قيادة السعودية وأمريكا قادر على وقف الحرب في السودان؟

موقف البعث الداعي لوقف الحرب وبلا شروط وعبر التفاوض يجعله ينظر بإيجاب لمباحثات جدة والتطورات التي رافقت جولاته وأطرافه، وأهمية استيعاب أسباب عدم التزام طرفي الحرب بما يتم الاتفاق عليه عبر المباحثات السابقة. ومنها عدم توفر الاستعداد والإرادة لوقف الحرب.

أخيرا مع أهمية استئناف المباحثات في جدة، فالأهم أيضا تكوين آلية للرصد والتحقق والالزام والمشاركة في الإشراف على إيصال المساعدات من القوى الوطنية السياسية والاجتماعية والديمقراطية والمنظمات الحقوقية الرافضة للحرب ولاستمرارها.

هل حزب البعث مع تواصل مع أطراف النزاع لحل الأزمة؟ وهل هناك تواصل مع القوى السياسية؟

لا تواصل مباشر للبعث مع أي من أطراف الحرب. ونعتقد أنها على علم بموقفنا وبالجهود التي نبذلها والاتصالات، باعتباره نشاط علني ومنشور عبر صحيفة “الهدف”، لسان حال حزب البعث العربي الاشتراكي وسائل التواصل ونشاط قياداته وكوادره. لم ينقطع تواصل البعث مع القوى السياسية والاجتماعية والديمقراطية الحية الداعية لوقف الحرب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here