خبير سوداني: الإمارات وصمود والدعم السريع تهدد السلام والسيادة

369
خبير سوداني: الإمارات وصمود والدعم السريع تهدد السلام والسيادة
خبير سوداني: الإمارات وصمود والدعم السريع تهدد السلام والسيادة

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في هذا الحوار مع “أفريقيا برس”، ينتقد المحلل السياسي جعفر خضر القوى المدنية الديمقراطية “صمود”، إذ يقول إنها تريد العودة إلى ما قبل انقلاب رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان والحرب، منوهًا إلى أن ذلك أصبح في عداد المستحيلات، لجهة أنهم متحالفون مع الدعم السريع والإمارات التي قتلت السودانيين.

وقال جعفر إن أي مفاوضات مع الدعم السريع يجب أن تنتهي بحل المليشيا، باعتبار أنه لا توجد جيوش متعددة في دولة واحدة، وأن الثورة طالبت بحل الدعم السريع.

محمد الفكي الذي يتحدث باسم القوى المدنية الديمقراطية “صمود” يريد العودة لما قبل انقلاب البرهان… هل هذا الأمر في نظرك سيتحقق؟

صمود تريد العودة إلى السلطة بدفع من المجتمع الدولي، ولن يضيرها شيئًا أن تعود الأمور إلى ما قبل حرب أبريل، في شراكة مع قيادة الجيش ومليشيا الجنجويد، ولكن هذا قد أصبح في عداد المستحيلات، إذ إن مياهًا كثيرة قد جرت تحت الجسر بعد حرب العدوان الإماراتي الجنجويدي على الشعب والدولة السودانية، الذي أدى إلى نقصان عدد سكان السودان إلى مئات الآلاف جراء القتل، والذين لا يزالون على قيد الحياة فهم مفقرون، وقد نُهبت مكتنزاتهم جراء النهب المنهجي من قبل المليشيا، كما تم تدمير البنية التحتية للبلاد بدرجة كبيرة، فكيف يمكن العودة إلى الوراء؟

كما ذكرت فإن صمود تريد التحالف مع الجيش – ممثل في البرهان – والدعم السريع بمساعدة دول الرباعية للقضاء على الإسلاميين في السودان.. كيف تعلق؟ وهل هذا السيناريو سيتحقق؟

إسلاميو الإنقاذ قد أسقطهم الشعب السوداني في ثورة ديسمبر المجيدة، والتي تسنمت قيادتها قوى الحرية والتغيير، والتي تحولت إلى “تقدم” ثم “صمود”. وقد تسببت في فشل الانتقال بتحالفها مع المجلس العسكري، المكوّن من قيادة الجيش وقيادة الجنجويد، الذين لم يصلوا إلى مواقعهم إلا لتمكين نظام الإنقاذ لهم. كما أن “صمود” ليس لها مشكلة جذرية مع الإسلاميين، بدليل أنها تتحالف الآن مع المؤتمر الشعبي جناح علي الحاج.

استثمرت “صمود” في كراهية الشعب السوداني لإسلاميي نظام الإنقاذ، وعملت على تبييض وجه مليشيا الدعم السريع التي تحالفت معها في هذه الحرب، وقد وصفت الجيش بأنه جيش “كيزان” في اللحظة التي كان يدافع فيها عن الوطن، مما أدى إلى نتائج عكسية في “تبييض” وجه الكيزان. أي أن “صمود” خدمت الكيزان بصورة كبيرة جدًا.

إن “صمود” تريد الاستفادة من الرباعية للعودة إلى السلطة بتحالف مع قيادة الجيش ومليشيا الجنجويد، ولكن في حقيقة الأمر أن الرباعية، خصوصًا دولة الإمارات، هي التي توظف “صمود” لخدمة مشروعها في السيطرة على السودان وامتصاص موارده، بإسناد مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية.

الإمارات نفسها ليس لديها أي مشكلة في التحالف مع الإسلاميين، شريطة تحقيق مصالحها غير المشروعة في السودان بالسيطرة عليه، ولقد كانت علاقتها مع نظام الإنقاذ في أحسن حالاتها، والذي صدر لها – للأسف الشديد – المرتزقة من الجيش السوداني للقتال في اليمن.

إن مليشيا الجنجويد الإماراتية غير قابلة للتسويق في السودان، بعد كل الجرائم ضد الإنسانية والإبادات الجماعية التي ارتكبتها بحق الشعب.

كيف ترى عملية السلام بين الجيش والدعم السريع؟ وإن كان هنالك اتفاق بين الجيش والدعم السريع، ما هي رؤيتك له؟ وحقوق ضحايا الحرب هل يمكن أن تُسترد؟ وما هي الضمانات التي تجعل الدعم السريع يلتزم بالاتفاق إن حدث اتفاق؟

أي مفاوضات بين الدولة السودانية – وليست الجيش – مع مليشيا الجنجويد الإماراتية يجب أن تنتهي بحل المليشيا، بسبب الجرائم النكراء التي ارتكبتها، ولأنه لا يمكن أن يوجد جيشان في دولة واحدة، ولأن ثورة ديسمبر قد قالت: “الجنجويد ينحل”.

أي اتفاق يُبقي على مليشيا الجنجويد فهو خطوة في اتجاه ابتلاع الدولة السودانية، ولن يقبل بها الشعب، ولا أتصور أن يجرؤ قائد في الدولة أو الجيش على القيام بهذه الخطوة التي تُبقي على المليشيا.

ماذا عن تعويض ضحايا الحرب؟

لا بد من محاسبة كل الذين أجرموا في حق الشعب السوداني، وتعويضه من دولة الإمارات، والأموال التي ستُسترد من المليشيا.

البعض يقول إن استمرار الحرب يفتح الباب لمزيد من الانتهاكات.. فلماذا الدعوة لاستمرار الحرب؟

لا أحد يريد استمرار الحرب، فكلنا نريد إيقافها اليوم قبل الغد، وإنهاء الحرب يتطلب حل مليشيا الجنجويد الإماراتية، ويمكن أن يحدث هذا عبر التفاوض، وإذا تعذر، فلا خيار سوى رد العدوان عن الدولة.

هل ثمة تحالف بين البرهان وجهات خارجية؟ وإن كان هنالك، ما هو شكله؟ وما هو السيناريو في هذا الأمر؟

بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، تم توقيع عقد بين حكومة البرهان، ممثلة في وزير المالية جبريل إبراهيم، وشركة أبو ظبي وأسامة داوود، لتشييد ميناء أبو عمامة بتكلفة تصل إلى 6 مليارات دولار. كما كانت للإمارات أطماع في الاستيلاء على أراضي الفشقة في شرق السودان، عبر مشروع شراكة بين الإمارات وإثيوبيا والسودان، رغم أن الأراضي سودانية بحتة.

من المتوقع أن تكون دولة الإمارات، والدول التي وراءها، قد قدمت بعض المغريات للبرهان أو غيره من القيادات، للمقايضة بتمكينها من السيطرة على موارد السودان، في مقابل تثبيته في السلطة. ولكن واقع الحال الآن يقول إن أي اتجاه للانحناء وقبول الإمارات ومليشيا جنجويدها، هو سباحة ضد تيار الشعب السوداني الجارف، الذي لن يُبقي على من يجرؤ على فعل ذلك.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here