خلف الله: حكومة الدعم السريع تهدد وحدة السودان

2
خلف الله: حكومة الدعم السريع تهدد وحدة السودان
خلف الله: حكومة الدعم السريع تهدد وحدة السودان

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أكد عادل خلف الله، الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، في حواره مع “أفريقيا برس”، أن تشكيل حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع يُعدّ تهديدًا لوحدة السودان وتفريطًا في سيادته، مشددًا على أن هذا النهج يكرّس لتبادل سلطوي يُطيل أمد الحرب. وقال إن حكومة الدعم السريع لا تملك شرعية شعبية، واعتبر أن الإعلان عنها جاء بالتزامن مع ترتيبات سلطة الأمر الواقع، ما يعقّد الأزمة الوطنية. وأضاف أن زيارتي القاهرة والمثلث الحدودي تؤكدان الاتجاه نحو تصعيد عسكري، منتقدًا محاولات فرض حكومة أمر واقع بمباركة خارجية.

ما موقف حزب البعث من تشكيل حكومة الدعم السريع في نيالا؟

موقفنا في حزب البعث بشأن تشكيل حكومة أخرى كان واضحًا، إذ حذرنا من مغبة تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع، منذ إرهاصات هذا التوجه في نيروبي في مايو الماضي. ونراه تبادلًا للأدوار مع قيادة الجيش والفلول لإطالة أمد الحرب، بدلًا من التوجه إلى التفاوض لوقفها، والتمهيد لذلك بإعلان وقف إطلاق النار بلا شروط. كما اعتبر حزب البعث تشكيل حكومة – بأي اسم – ضربًا من التهديد لوحدة البلاد وسيادتها، وتفريطًا في سلامة حدودها وأراضيها، ومزيدًا من استدعاء التدخلات الخارجية والدولية في شؤونها. الإعلان عن تشكيل حكومة الدعم السريع وحلفائه، بالتزامن مع تشكيل سلطة الأمر الواقع لحكومتها، بعد تعثّر، وبعد تعيين رئيس وزرائها، وقبيل اللقاء المعلن للرباعية بواشنطن، لن يمنح الحكومتين شرعية، أولها الشرعية الشعبية. وفوق ذلك، هو توجّه لتعقيد الأزمة الوطنية التي عقّدتها حربهم العبثية، وتأكيد على النزوع السلطوي المتبادل بين أطراف الحرب، الذي كان العامل الحاسم في تفجّرها.

طالبت “صمود” المجتمع الدولي بتصنيف الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني جماعات إرهابية.. على ماذا استندت في هذا الطلب؟

حزب البعث ليس جزءًا من “صمود”، ولا ينوب عنها في تفسير مواقفها وأساليب التعبير عنها.

هل سيجد طلب “صمود” استجابة ويتم تصنيف الحركة الإسلامية جماعة إرهابية؟

الأولوية التي يعمل حزب البعث في سبيلها هي وقف الحرب بلا شروط، كأولوية وطنية أخلاقية، بإرادة الشعب وتقاليد نضاله السلمية الديمقراطية، عبر أوسع جبهة شعبية للديمقراطية والتغيير، من القوى الحيّة السياسية والاجتماعية ومكونات الحركة الجماهيرية، التي تستوعب السواد الأعظم من السودانيين الرافضين للحرب، المكتوين بويلاتها، داخل السودان وأينما تواجدوا.

رئيس الحكومة كامل إدريس يعتزم زيارة القاهرة.. ما أجندة الزيارة في رأيك؟

منذ تعيينه، تبنّى رئيس الوزراء نهجًا خاصًا، تمثل في التأكيد على الحسم العسكري والحلول العسكرية، وهو ما أثبت دخول الحرب عامها الثالث فشله. زيارته إلى مصر لن تخرج عن هذا الإطار، خاصة في ظل سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي الذي مهد به الإعلان عن حكومته، مما يعني إطالة أمد الحرب إلى أقصى مدى، دون اكتراث بعواقبها وتداعياتها الداخلية والإقليمية. ومن المتوقع أن يكون وجود الدعم السريع في المثلث الحدودي في صدارة جدول أعمال الزيارة.

حكومة التأسيس.. هل ستلقى قبولًا من المجتمع الدولي؟

المواقف المعلنة من العديد من المنظمات، مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، لم تكتف بعدم الاعتراف بالحكومة، حسب مواثيقها، بل انتقدت الإعلان عنها واعتبرته تهديدًا لوحدة السودان وسلامة حدوده وأراضيه، وهي مواقف مهمة نظرًا لانتماء السودان إليهما، ويمكن اعتبارها مؤشرًا على المواقف الدولية الراهنة. ويعزز ذلك صدور عقوبات أمريكية وغربية على قيادات بارزة في الدعم السريع، وعلى شركات، إلى جانب تقارير تتحدث عن انتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.

بالمقابل، لجأت بعض دول الجوار السوداني إلى الصمت، وغضّت الطرف عن نوايا الإعلان عن حكومة ثانية في هذا التوقيت. ومن المرجح أن يكون خلف هذا الإعلان توجّه نحو فرض حكومة أمر واقع بمرور الزمن، مستندة في ذلك إلى نماذج من دول الجوار العربي والأفريقي، ومراهنة على استمرار الحرب لتحقيق مصالح بعض الدول واستراتيجياتها تجاه السودان، بهدف إضعافه وتفتيته لمزيد من النهب والتبعية، وتعطيل دوره الإيجابي في دعم قضايا التحرر العربي والأفريقي، والتغلغل في أفريقيا ووسطها، وعلى شواطئ البحر الأحمر والقرن الأفريقي، دون تجاهل العلاقة بين قيادات الدعم السريع وبعض حلفائهم بالعدو الصهيوني ودوره في تقسيم السودان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here