أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. وصف رئيس تجمع شباب السودان أيوب محمد عباس مفاوضات جنيف بالمهمة والضرورية، داعيا الجيش السوداني لعدم تفويتها لاعتبارها عاملا من شأنه أن يساهم في وضع حد للعنف والاقتتال في السودان.
وقال أيوب في حوار مع “أفريقيا برس” إن “الجيش السوداني لديه مسؤولية وطنية وأخلاقية تجاه شعبه والمحافظة على سيادة البلاد، لذلك يتوجب عليه إنهاء معاناة السودانيين”، واردف “ليس من الحكمة أن يغيب أو يرفض الجيش مفاوضات جنيف على اعتبار أن ذلك يشكل ضربة قاضية للحكومة السودانية نحو مصداقية رغبتها في السلام”، كما قال أيوب إن “مشاركة الحكومة أو الجيش في مفاوضات جنيف ستضع مليشيات الدعم السريع تحت المجهر الدولي وإلزامها بتنفيذ بنود اتفاق جدة.
هنالك أحاديث تقول إن قوات الدعم السريع على وشك التلاشي بسبب قصف طيران الجيش للجنود والقيادات، فضلا عن الخلافات داخل قوات الدعم السريع.. ماهي أوضاع الدعم السريع في الوقت الراهن
الدعم السريع هزمت هزيمة نكراء في كل محاور القتال، والجيش السوداني مؤسسة عسكرية عمرها أكثر من مائة عام، ويملك مقدرات عسكرية كبيرة وخبرات وتجارب قتالية، وهو يعمل بخطة وتكتيك أستطاع من خلال هذه الخطة القضاء على الكتلة الصلبة للدعم السريع وعلى الآليات والمعدات العسكرية، ودمر مقرات ومعسكرات الدعم السريع، وقتل اكثر من مائة ألف من المتمردين، كما قتل أغلبية القيادات الميدانية للدعم السريع، كما أن الدعم السريع أصبحت مهددا أمنيا على اعتبار أن عناصرها عبارة عصابة “9 طويلة” بمعنى لصوص وحرامية ومجرمين وقطاع طرق، هدفهم السرقة والنهب والسلب. كم أنوه إلى حدوث إستنزاف عسكري وبشري للدعم السريع، وهي الآن من جون قيادة وهدف، والجيش احتفظ بقواته وقدراته العسكرية. هنالك خلافات عميقة داخل قيادات الدعم السريع والتي فقدت القيادة والتحكم والسيطرة وتعمل بدون مرجعية عسكرية ويغذي هذا الخلاف تكوينات الدعم السريع، إذا تقوم على تكوينات عشائرية وقبلية. أتوقع انسحاب معظم قوات الدعم السريع من الخرطوم والجزيرة وذلك بسبب غياب الهدف والرؤية، وتوصل أفراد الدعم السريع إلى قناعات مفادها، “بأن هذه الحرب تهلكة ومخطط لضرب السودان وتدميره”.
الشاهد أن الجيش السوداني أصبح يستهدف قيادات الدعم السريع الميدانية، إذ قتل قائد إقليم دارفور وسنار.. فهل استهداف القيادات يعجل من إنهيار قوات الدعم السريع؟
بالطبع، فإن إستهداف وقتل القيادات الميدانية لقوات الدعم السريع، أحدثت صدمة وشللا فى صفوف مليشيات الدعم السريع، والآن أصبحت الدعم السريع تعمل بدون قيادات عسكرية مؤثرة، وكذلك أستطاع الطيران الحربي للقوات المسلحة أن يضرب وينسف ويدمر مخازن الاسلحة والآليات والمركبات العسكرية الخاصة بالتمرد.
من المقرر أن تنطلق في الشهر القادم، مباحثات في جنيف بين الجيش والدعم السريع لوقف إطلاق النار برعاية أمريكية.. هل تعتقد أن الأطراف السودانية جادة لوقف الحرب؟
تجمع شباب السودان يرحب بمفاوضات جنيف، وهناك إرادة محلية وإقليمية ودولية وفرصة تاريخية لإيقاف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار في السودان وإيجاد معالجات لإفرازات الحرب من تشريد ونزوح ولجوء وفقر وتكريس السلام الاجتماعي، وتضميد الجراحات وتخفيف المرارات الناجمة عن الحرب ورتق النسيج الاجتماعي السوداني والتوصل إلى رؤية سياسية شاملة لإيجاد مخرج سلمي وقومي للأزمة السياسية الراهنة والحرب اللعينة. على قوات الدعم السريع أن تخرج من المدن والقرى والأرياف وأن تلتزم بمنبر جدة، كما ندعو القوى السياسية والمجتمعية والمدنية لتظافر الجهود وإخلاص النوايا والسمو فوق المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والتوحد حول القضايا الوطنية الكبرى والمصلحة العليا للبلاد.
البعض يتخوف من رفض الجيش المشاركة في مفاوضات جنيف، ماذا يترتب على هذا الرفض؟
ليس من الحكمة أن يغيب أو يرفض الجيش السوداني مفاوضات جنيف، فهي مهمة وضرورية، لوضع حد للعنف والاقتتال وتحقيق السلام والاستقرار في السودان، فالحكومة السودانية لديها مسؤولية وطنية وأخلاقية نحو شعبها وهي تمثل كل أهل السودان بمختلف انتماءاتهم السياسية والعرقية والجهوية، ومن واجبات الحكومة المحافظة على وحدة وسيادة السودان، وإدارة شؤون الدولة ورعاية المواطنين السودانيين وانهاء معاناة الشعب السوداني جراء هذه الحرب الخبيثة. كذلك المفاوضات فرصة للحكومة والجيش السوداني بأن يوصلوا رؤية الحكومة السودانية، والشعب السوداني إلى المجتمع الدولي والعالم ووضعه تحت مسؤولية بشأن جرائم الدعم السريع، ووضع حد لها.
كما يمكن الاستفادة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية والدول مصر والامارات والادارة الامريكية وغيرها من الدول فى إنهاء الحرب وتحقيق السلام. وغياب الحكومة عن مفاوضات جنيف سوف يشكل ضربة قاضية وستكون خصما من مصداقية الحكومة السودانية في رغبتها بالسلام، ولا شك أن مليشيات الدعم السريع ستستفيد من هذا الغياب في إظهار كذبها بشأن رغبتها في السلام. ومشاركة الجيش السوداني وحكومته ستضع مليشيات الدعم السريع تحت المجهر الدولي والزامها بتنفيذ بنود اتفاق جدة. عموما غياب الحكومة عن المفاوضات سوف يدخل الحكومة في عزلة خارجية، وله عواقب وخيمة ومآلات كارثية على مستقبل ووجود الدولة السودانية برمتها.
هناك تخوف من انتقال حرب السودان لدول عديدة أبرزها إثيوبيا وتشاد..ما رأيك؟
إتضح ما لا يدع مجالا للشك، أن حرب السودان حرب كونية وإقليمية ولها أبعاد خارجية، وهناك دول متورطة في هذا الصراع بل هي طرف أصيل فيه خاصة دول الجوار مثل إثيوبيا وتشاد وليبيا، ومؤكد انتقال هذا الصراع والحرب إلى دول الجوار خاصة تشاد واثيوبيا وليبيا، وهذا يشكل تهديدا مباشرا لدول الجوار بل يهدد الأمن والسلم الدوليين. وقد يتطور الصراع في المنطقة إلى صراع دولي خاصة دخول أطراف دولية مثل روسيا والصين وايران وتركيا ومصر في النزاع العسكري وحرب السودان. هناك احتمال أن تتطور إلى حرب عالمية جديدة بين المعسكر الغربي والمعسكر الآخر بقيادة روسيا، ويتحول السودان إلى ساحة قتال عالمي وينتشر العنف والفوضى، وهذا يفتح شهية المجموعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش لتتدخل تدخلا سافرا في السودان تحت دعاوي الجهاد المقدس.
يبدو أن السودان إتجه شرقا.. حيث عودة العلاقات السودانية الإيرانية عبر تمثيل دبلوماسي وعودة سفارة إيران في السودان.. ما تأثير هذا التحول على حرب السودان؟
السودان أعاد علاقاته مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية وبقوة، ومعلوم أن علاقات السودان وايران كانت راسخة قبل قطع العلاقات في فترة حكومة البشير. دخول إيران إلى ملعب السودان سوف تستفيد منه الحكومة السودانية كثيرا في كل مجالات الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية. أما الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية؛ إن أرادت الحفاظ على مصالحها وعلاقاتها مع السودان أن تعمل بجدية ومصداقية وتحرص على إنهاء الحرب وتحقيق السلام والاستقرار في السودان، ومساعدة الشعب السوداني انسانيا واقتصاديا وسياسيا ودمجه في المجتمع الدولي والاقليمي، وعليه تكون كسبت السودان حكومة وشعبا، واذا حدث العكس ستكون خسرت السودان شعبا وحكومة ومنحت هدية إلى روسيا بوضع السودان تحت نفوذ الروسي فى صحن من الذهب، لا سيما أن للسودان موقعا إستراتيجيا وموارد طبيعية واقتصادية هائلة. ونحن نأمل أن تضع نهاية للحرب ويتحقق السلام العادل ويصل السودان إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس