ضابط بالجيش يكشف عن عمليات إسقاط جوي للغذاء والدعم العسكري للفاشر

2
ضابط بالجيش يكشف عن عمليات إسقاط جوي للغذاء والدعم العسكري للفاشر
ضابط بالجيش يكشف عن عمليات إسقاط جوي للغذاء والدعم العسكري للفاشر

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. كشف الخبير العسكري والضابط بالجيش السوداني، اللواء عبد الهادي عبد الباسط، في حوار مع “أفريقيا برس”، عن عمليات إسقاط غذائي ودعم عسكري للفرقة في الفاشر، مؤكدًا أن الجيش لن يترك الجنود والمواطنين في العراء دون غذاء أو دعم عسكري.

وجزم بأن الفاشر لن تسقط في يد الدعم السريع، باعتبار أن الجيش السوداني يملك عقيدة الدفاع، وأن أي مدينة يتمسك بها لم تسقط، مستشهدًا بالمدرعات والمهندسين والقيادة العامة التي دافع عنها الجيش باستماتة.

وقال عبد الباسط إن حصار الفاشر سيفك قريبًا، منوهًا إلى أن المتحركات الآن جاهزة لاقتحام الفاشر.

اللواء عبد الهادي عبدالباسط، هو خبير عسكري وضابط مخضرم في الجيش السوداني. تولى مناصب أمنية في مناطق مثل جنوب دارفور وجنوب السودان ودارفور (مدير أمن جنوب دارفور ورئيس قطاع الأمن لولايات دارفور الخمس).

شارك بتحليلات عسكرية عبر برامج وكُتب مقالات رأي حول الوضع السياسي والأمني في السودان، مع مواقف حادة تجاه بعض الأطراف، كقوات الدعم السريع.

انعدام السلع في مدينة الفاشر.. الموت جوعًا.. في وقت يطالب فيه الشعب السوداني الجيش بالزحف نحو الفاشر، برأيك لماذا تأخر الجيش عن فك حصار الفاشر؟

الفاشر صامدة ولم تسقط رغم المحاولات المتكررة للمتمردين، إذ وصلت الهجمات إلى ما يقارب مئتين وسبعة وعشرين هجومًا ولم تسقط. ما يحدث في الفاشر هو صورة مكررة لما حدث في المدرعات والقيادة والمهندسين، ومعروف بالنسبة للجيش أن أي منطقة يتمسك بها، مهما حاول المتمردون إسقاطها، فلن يستطيعوا. وهذه تجربة منذ حرب الجنوب وحصار الناصر وحصار توريت وحصار كبويتا؛ إذ كانت أعداد قليلة جدًا من القوات السودانية متمركزة في المدن آنذاك، واجتهدت الحركة الشعبية لإسقاطها ولم تستطع إسقاط أي مدينة. فصيلتان فقط كانتا تصدان كتائب مدججة بالسلاح، باعتبار أن الجيش السوداني أصلًا عقيدته دفاعية، وعندما نشأ كان اسمه “قوة دفاع السودان”، والعقيدة القتالية في الجيش هي الدفاع، ومعلوم أن أي منطقة يتمسك بها لن تسقط.

ولكن سقطت الجنينة ونيالا والضعين في يد الدعم السريع؟

هذه المدن لم تسقط بعمل عسكري، فالجيش، وفقًا لتقديرات سياسية، انسحب منها وتمسك بالفاشر لأن البيئة والحاضنة في تلك المدن كانت كلها تتعاون مع المتمردين. الجيش قام بتقديراته وانسحب منها، ولم تسقط الجنينة ولا نيالا ولا الضعين، بل انسحب لأنه شعر أن الحواضن الاجتماعية في هذه المدن تقف مع الدعم السريع.

وبالرغم من الهجمات المتكررة على الفاشر، ورغم أنها مزعجة، فإن الفاشر صامدة صمودًا شديدًا. ورغم الحصار، فإن الجيش بين الحين والآخر يعمل على إسقاط السلاح والغذاء من الجو، وذلك من غير إعلان، وهو ما لا يعلمه المواطن، وقد أدى ذلك إلى صمود الفاشر طوال هذه المدة. الجيش، رغم الحصار، لم يترك المحاصرين، سواء كانوا جنودًا أو مواطنين، في العراء.

ألا ترى أن تأخير فك الحصار عن الفاشر، وفي ظل الهجوم المتكرر، يمكن أن يمكّن الدعم السريع من إسقاطها؟

هنالك ترتيبات كثيرة تتم لفك الحصار، وصحيح أن الهجمات مزعجة، لكن الجيش قادر على صدها. دخول الكولومبيين كمرتزقة في القتال يعكس أن الحواضن في دارفور لم تعد متحمسة وتزج بأبنائها في المعارك.

ولكن رغم إسقاط الغذاء في الفاشر.. هل الوضع الإنساني صعب؟

الوضع الإنساني سيئ، وهذا طبيعي باعتبار أن هناك تآمرًا دوليًا الآن. المجتمع الدولي “يجعج” ولكنه لا يملك خطوات عملية لفك الحصار، ولا هو جاد. لو كان الجيش السوداني يحاصر الفاشر لتم تطبيق الفصل السابع، وأُحضرت قوات دولية، وفُك الحصار. لكن المجتمع الدولي الآن قلبًا وعقلًا متعاطف مع الدعم السريع، ويتمنى سقوط الفاشر، وكل البيانات التي تصدر عنه ما هي إلا “جعجعة” فارغة، لأن هذه الحرب عندما قامت كانت بدعم من المجتمع الدولي. وكلنا يعلم أن فولكر أجّج الصراع بين مكونات الفترة الانتقالية، وبالتالي فإن المجتمع الدولي يصدر بيانات بلا عمل ولا يملك عزيمة لدعم الفاشر غذائيًا. لكن الآن المتحركات تتجهز، وغالبًا في غضون أسابيع سيسمع الناس أخبارًا عن فك الحصار سواء في كردفان أو الفاشر.

اعتقال قائد فيلق البراء من قبل السلطات المصرية.. والحديث عن منح البرهان شلاتين وحلايب لمصر.. الواضح من خلال هذه الأحداث أن هناك من يريد الوقيعة بين الجيش والشعب.. برأيك من هذه الجهة؟ وماذا يمكن أن تستفيد؟

هذه الأحداث عمل مقصود، ومن رتب لعملية اعتقال قائد فيلق البراء هم عناصر الطابور الخامس القديم في بعض الوزارات، وتقريبًا هدف الخطة هو استفزاز المجاهدين حتى يتفلتوا، وذلك لإعطاء أنفسهم مبرر لاتخاذ إجراء ضدهم أو ضد قائد الفيلق نفسه. لكن أعتقد أن المجاهدين على وعي تام بمثل هذه المخططات، وإن شاء الله ترتد سهامهم في نحورهم.

كما ذكرت لك، هذه الأحداث كلها فبركة إعلامية، والمقصود منها أمران: التغطية على الزخم الإعلامي لاعتقال المصباح، وربما تكون التسريبات صحيحة بشأن المفاوضات السرية التي تجري في سويسرا، حيث هناك جهات داخل الدولة حريصة على إجرائها، وحديث الاعتقال جاء للتغطية على حدثَي المفاوضات السرية واعتقال البراء.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here