ماهي دلالات زيارة مدير المخابرات السوداني إلى أمريكا؟

146
ماهي دلالات زيارة مدير المخابرات السوداني إلى أمريكا؟
ماهي دلالات زيارة مدير المخابرات السوداني إلى أمريكا؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. حملت وسائل الاعلام في السودان، خبرا يفيد بأن المخابرات الأمريكية أرسلت دعوة رسمية للفريق مُفضل حسن المدير العام لجهاز المخابرات السودانية لمقابلة مراكز صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت يتسائل الكثيرون حول الهدف من الزيارة وتوقيتها ودلالاتها؟

علاقات وثيقة

يقول الخبير في الشأن الدولي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس” إن جهاز المخابرات السوداني يمتلك علاقات وثيقة جدا مع أجهزة الأمن والمخابرات في أمريكا تعود لاكثر من عقدين من الزمان. ويرى الفاتح إن دعوة مدير المخابرات السوداني لامريكا تعكس رؤية أمريكا للسودان بأنه دولة مستقرة خاصة بعد توقيع الاتفاق الاطاري الذي أعطى استقلالية معقولة للأجهزة النظامية بما في ذلك جهاز المخابرات وبالتالي يمكن التعاون مع قيادة جهاز المخابرات الحالية من دون خوف من حدوث تغييرات متطرفة قد تغير سياسات جهاز المخابرات تغييرا جذريا. وتابع، بالتأكيد ستستغل أجهزة الامن والسلطة التنفيذية في أمريكا زيارة مدير المخابرات السوداني لأمريكا لتوصيل رسائل سياسية للقيادة العسكرية في السودان وأيضا للتشاور معه حول مستقبل التسوية السياسية في السودان، وأستدرك، لكن النقطة الأهم هي تحذير العسكر من التنسيق مع روسيا في أفريقيا لازاحة النفوذ الأمريكي والفرنسي من أفريقيا وضرورة مراعاة هموم أمريكا وأوروبا الأساسية أي قضايا الارهاب وغسيل الأموال والهجرة غير الشرعية. وتوصل الفاتح إلى أن “زيارة مدير المخابرات السوداني لامريكا تعتبر بمثابة تأييد للاتفاق الاطاري ومشروع التسوية السياسية الجارية الآن لتكوين حكومة توافق سياسي سوداني بقيادة مدنية”.

لماذا الزيارة؟

بالنسبة للباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح فإن زيارة السيد مفضل مدير المخابرات العامة للولايات المتحدة الأمريكية تأتي في اطار تكملة التنسيق المشترك بين البلدين فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب في أفريقيا والتعاون في قضايا الأمن والاستقرار في السودان ومنطقة القرن الأفريقي، مستدلا باللقاءات السابقة التي أجراها الفريق قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق مع دوائر أجهزة الاستخبارات الأمريكية في ذات القضايا، وكانت تلك اللقاءات بحسب محمود بمثابة التمهيد لإسقاط حكومة الإخوان المسلمين في السودان. ويرى عبدالقادر في حديثه لموقع”أفريقيا برس” أن زيارة مفضل لا يمكن فصلها من ذات السياق السابق الذي عمد على خلو السودان من خلايا تنظيم القاعدة ومعاونوهم من النظام السابق، وأضاف ، أيضا الولايات المتحدة تخشى من عودة الإسلاميين إلى الحكم مجددا خاصة في ظل عدم التوافق بين المكونات المدنية وسيطرة المكون العسكري ذو التوجه الأقرب إلى حضن دولة الإسلام والمشروع الحضاري، فمن خلال هذه الزيارة يقول صالح ستعمل الولايات المتحدة مع السودان على رسم خريطة استقرار سياسي محكمة حتى لو أتى ذلك بحكم استبدادي على حساب تطلعات الشعب وثورته والتي لا ترغب الولايات المتحدة الأمريكية في قوى الثورة الجذرية المتسيدة على المشهد الثوري المتصاعد.

ويرى صالح أن أهم أسباب زيارة مفضل هي أن الولايات المتحدة الأمريكية قد وصلت إلى نقطة مفادها أنه لن يكون توافق بين مكونات القوى الثورية والمدنية وأن قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ليست بالقوى التي يعتمد عليها في استتباب السلم والأمن في السودان والمحافظة على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في ظل تجاذب الصراع غير المعلن بين أقطاب دولية عديدة من بينها واقواها روسيا والصين، والمواجهة مع هذه الدول يقول صالح لن تتم إلا إذا ضمنت الولايات المتحدة الأمريكية حليفا قويا في مشهد الحكم، لذلك يقول عبدالقادر تتطلع الولايات المتحدة إلى التعاون الأمني مع السودان لتشكيل حكومة انتقالية تقوم على القهر والقمع والاستبداد على عكس القيم التي تعتنقها وتروج لها في الإعلام ، ويقول صالح إن امريكا لعبت دورا كبيرا في إخراج الإسلام السياسي من مشهد الحكم في السودان واستمرت تدعم كل الجهود والمساعي للوصول إلى التوافق السياسي بين المكونات المدنية، وكانت آخر تلك الجهود مبادرة الرباعية الدولية والتي استندت على مشروع التسوية والاتفاق الاطاري، مستدركا ، لكن يبدو أنها وصلت إلى طريق مغلق لا يمكن فتحه إلا من خلال التنسيق الأمني مع حكومة الانقلاب للوصول إلى صيغة حكم تتجاوز كل الأطراف المتصارعة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here