محمد عصمت لـ”أفريقيا برس”: نملك إرادة لإيقاف الحرب ونعمل على مداواة ما ترتب عليها

69
محمد عصمت لـ
محمد عصمت لـ"أفريقيا برس": نملك إرادة لإيقاف الحرب ونعمل على مداواة ما ترتب عليها

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في هذا الحوار الإستثنائي، يبدو أن رئيس الحزب الاتحادي الموحد والقيادي بالقوى المدنية الديمقراطية “تقدم” محمد عصمت يحيى، يبدو متفائلا بقرب وقف الحرب في السودان، فالرجل أكد عزمه على مواصلة الجهود لإنهاء حرب السودان التي قضت على الأخضر واليابس، وقال عصمت “نملك إرادة لإيقاف الحرب ونسعى لوقفها ومداواة ما ترتب عليها”.

وأضاف رئيس الحزب الاتحادي الموحد في حوار مع “أفريقيا برس”، لم نفشل ولن فشل في وقف الحرب، فزناد بندقتيتي الجيش والدعم السريع بحسب عصمت ليس بأيديهم، مستدركا، و”لكن سنضغط في كل الاتجاهات لإيقافها”… كل هذه الإفادات وإفادات أخرى ستجدونها داخل هذا الحوار، فإلى مضابطه:

ما هي مساعي “تقدم” المطروحة الآن لوقف الحرب في السودان؟ وما هي العقبات التي تواجهكم كقوة سياسية في وقف الحرب؟

تبذل تنسيقية “تقدم” جهودا مضنية منذ انعقاد اجتماعها التحضيري في أكتوبر من العام الماضي بأديس أبابا والذي تضمنت مقرراته خارطة طريق وإعلان مبادئ لإنهاء الحرب ويؤسس لحكم مدني ديموقراطي مستدام وذلك عبر حل سياسي يتم التفاوض عليه ومن ثم يتم التوقيع عليه من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوى الديمقراطية والمدنية كافة عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية وواجهاتهما ليكون أساس مُلزم للعملية السياسية المرتقبة في البلاد، في هذا الخصوص قامت تنسيقية تقدم بجهود دبلوماسية مُقدرة في محيط السودان الاقليمي والدولي إضافة إلى دول الجوار لشرح خارطة الطريق وإعلان المبادىء وحسب تقييمي الخاص أن هذه الجهود لقيت ترحيباً يُبشر بقرب التوصل إلى حلول تفضي إلى وقف الحرب الدائرة الآن ومن ثم بداية عملية سياسية تُحقق الأمن والاستقرار، على صعيد آخر بذلت تنسيقية تقدم مُستطاعها من أجل تفادي الآثار الإنسانية الكارثية التي أَلَمّت بالشعب السوداني جراء إندلاع هذه الحرب وإستمرارها وذلك من خلال التواصل مع المنظمات الدولية الإقليمية بجانب الدول الشقيقة والصديقة وهذا ما بدا واضحاً في مؤتمر باريس الأخير برعاية فرنسا وألمانيا والإتحاد الأوروبي وعدة دول شقيقة وصديقة دفعت أكثر من ملياري دولار كمساعدات إنسانية ويتزامن ذلك كله مع جهود تقدم في بناء أكبر جبهة مدنية تشمل غالب أهل السودان عدا المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية وواجهاتهما.

ألا تتفق أنكم كقوة سياسية فشلتم في إيقاف الحرب، سيما إنه كانت لكم محاولات عديدة، وذلك عندما قابلتم قائد قوات الدعم السريع والاتصال بالبرهان فضلا عن التحركات الخارجية التي قمتم بها؟

لم نفشل ولن نفشل فزناد بندقيتي الجيش والدعم السريع ليست بأيدينا ولكننا نضغط ومن كل الإتجاهات لإيقاف الحرب فعمليات تحشيد شعبنا ضد الحرب وما أفرزته من تداعيات عنصرية وخطاب كراهية مستمرة وستستمر حتى ننجو لبلادنا من شرور الإنقسام ومهاوي الضياع رغم استماتة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتهما في إطالة أمَدها وإفشال كل مساعي السلام المبذولة، ولعل أهم محطات تلك المساعي هو توقيعنا لإتفاق أديس أبابا مع قائد قوات الدعم السريع وهو إتفاق أكد على استعداده التام لتوقيع إتفاق سلام مع الجيش، ونحن في انتظار قائد الجيش وهو أول من إتصلت به تقدم بغرض لقائه والتفاكر معه حول إنهاء هذه الحرب التي أكلت كل أخضر ويابس في بلادنا وحولت كل شعب السودان إلى نازحين ولاجئين وقريباً جداً إلى جائعين.

الواضح أن البرهان يرفض مقابلة “تقدم” وهذا يقرأ من خلال المحاولات المتكررة منكم لمقابلته، بيد إنه حتى الآن لم يتم اللقاء وهو الأمر الذي يفرز تساؤلا مفاده، لماذا يرفض البرهان مقابلتكم؟

ما نعلمه أنه لم يرفض لقاء تقدم برئاسة د.حمدوك حتى الآن لكننا نقدر الظروف المحيطة بالفريق البرهان.

بعد عام على حرب السودان، هل هنالك ثمة أمل لإيقافها قريبا؟

يظل الأمل موجودا طالما ربنا موجود، نحن كقوى سياسية ومدنية نملك الإرادة لإيقاف هذه الحرب فلقد حذرنا منها قبل أن تشتعل وعندما اشتعلت كان موقفنا هو رفضها ولكننا لم نكتفِ بالرفض فقط بل سعينا وسنسعى إلى أن نتوسد مراقدنا لإيقافها ومداواة ما ترتب عليها لأننا نعلم جيداً مآلاتها.

ثمة مخاوف من تشكيل قوات الدعم السريع لحكومة في إقليم دارفور التي يسيطر عليها.. هل يمكن لهذه الفرضية أن تحدث؟

في ظل حروب كهذه كل شيء وارد، لكن هناك ميثاق موثق في اتفاق أديس أبابا بين تقدم والدعم السريع ينص في الفقرة “أولاً/5” على تشـــكیل إدارات مدنیة بتوافق أھل المناطق المتأثرة بالحرب، تتولى مھمة ضـــمان عودة الحیاة لطبیعتھا وتوفیر الإحتیاجات الأساسیة للمدنیین، وهذا بالضرورة يعني أن تشكيل هذه الإدارات المدنية ليست من شأن الدعم السريع بل تتم بتراضي المدنيين من سكان تلك المناطق، أيضاً نص إتفاق أديس أبابا الموقع بين تقدم والدعم السريع صراحة في الفقرة “ثانیاً/1” وهي فقرة خاصة بقضابا إنهاء الحرب وتأسیس الدولة السودانیة نصت على وحدة السودان شعباً وأرضاً وسیادته على أرضه وموارده.

أنتم متهمون بأنكم حاضنة لقوات الدعم السريع.. كيف ترد على هذا الاتهام؟ ومن يقف وراء هذا الاتهام؟

لو كنا حاضنة للدعم السريع لما كتبنا الاتفاق الإطاري الذي نص على دمج الدعم السريع في الجيش، ولو كنا حاضنة سياسية للدعم السريع كان يمكن أن ندعم فكرة أن يكون جيشاً موازياً للقوات المسلحة، ولو كنا حاضنة سياسية للدعم السريع لما نص إتفاق أديس أبابا الذي وقعناه مع الدعم السريع بداية العام على تنفیـذ برامج شاملة لإعـادة بنـاء وتـأسیس القطاع الأمني وفقـًا للمعاییر المتوافق علیھـا دولیاً كيفما تُفضِـي إلى جیش واحد وموحد مھني وقومي حتى بعد هذه الحرب الضروس. والأحاديث عن أننا حاضنة سياسية للدعم السريع هي أحاديث أكاذيب وتَخرُصات وترهات الإعلام الضال والمُضلِل للمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية وواجهاتهما لكنها ما عادت تنطلي على بنات وأبناء شعبنا الواعي والمُدرِك لما يُحاك حوله من قبل تلك الجماعة التي أذاقت شعبنا الويل لأكثر من ثلاثين عاماً بئيساً.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here