هل تعود مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع؟

2
هل تعود مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع؟
هل تعود مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار حديث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن التزام المملكة بحل الأزمة السودانية العديد من الاستفهامات، أبرزها: هل سيعود التفاوض في منبر جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؟ وهل ستنجح السعودية والولايات المتحدة هذه المرة في وقف حرب السودان؟

وخلال كلمته في القمة الخليجية – الأمريكية التي انعقدت في العاصمة الرياض، أعلن بن سلمان التزام السعودية بمواصلة دورها في حل الأزمة السودانية عبر منبر جدة، الذي يحظى برعاية سعودية – أمريكية مشتركة. وأوضح أن المملكة، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، تسعى من خلال هذا المنبر إلى الوصول إلى وقف إطلاق نار كامل وشامل في السودان، بما يضمن استعادة الأمن والاستقرار، والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.

وشدد ولي العهد على أن حل الأزمة السودانية يمثل أولوية إقليمية نظراً لتداعياتها الإنسانية والأمنية، مشيراً إلى أن الجهود الجارية ترتكز على الحوار بين الأطراف السودانية وتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف العملية السياسية.

موافقة أمريكية

توقع المحلل السياسي الفاتح محجوب أن يكون ولي العهد السعودي قد حصل على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تتجاهل الأزمة السودانية في الفترة السابقة. وأوضح أن قادة السعودية ومصر بذلوا جهودًا دولية مكثفة لإعادة إحياء منبر جدة، إلا أن العقبة الرئيسية كانت رفض الولايات المتحدة العودة إلى هذا المنبر والتراجع عن جميع الاتفاقيات المرتبطة به.

ويرى الفاتح أن إعلان ولي العهد السعودي التزامه بحل الأزمة السودانية قد يشير إلى أنه حصل ليس فقط على موافقة أمريكية لاستئناف دورها في الإشراف على منبر جدة، بل ربما نجح أيضًا في إقناع الإمارات بعدم عرقلة هذه الجهود. كما يشير ذلك إلى احتمال موافقة كل من الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع على العودة إلى طاولة المفاوضات عبر منبر جدة للتوصل إلى هدنة وإنهاء الحرب في السودان.

وقال محجوب لموقع “أفريقيا برس” إن الخلاف بين الإمارات من جهة، والسعودية ومصر من جهة أخرى، بشأن الأزمة السودانية أصبح واضحًا ومعلنًا بعد قمة لندن الأخيرة، حيث أعلنت الإمارات رسميًا عدم اعترافها بشرعية نظام الفريق أول عبدالفتاح البرهان، مؤكدة أنها لا تعترف بحكومة الجيش السوداني، بينما تعترف كل من السعودية ومصر بشرعية حكومة البرهان.

مقاربة مطروحة

يرى القيادي بحزب الأمة القومي، عروة الصادق، أن منبر جدة لا يزال يشكل الإطار الواقعي والأكثر احتمالًا لاستئناف المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خاصة في ظل التأكيدات التي صدرت عن ولي العهد السعودي خلال القمة الخليجية – الأمريكية، والتي جددت التزام المملكة، بالشراكة مع الولايات المتحدة، بدعم الحل السلمي واستعادة الاستقرار في السودان.

وأضاف الصادق، في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، أن التنظيم المحلول والحركة الإسلامية المرتبطة به يتحملان مسؤولية رئيسية في إجهاض فرص التسوية خلال الجولات السابقة، من خلال محاولاتهم المستمرة لاختطاف القرار السياسي والعسكري، ومضاعفة تعقيدات المشهد السوداني.

وتابع الصادق موضحًا أنه في ظل تطور الوضع الأمني في السودان وامتداد تأثيراته إلى البحر الأحمر والمنطقة، تبدو المقاربة المطروحة اليوم أكثر تركيزًا على الجوانب الأمنية – لا السياسية – وهو ما قد يأتي على حساب أي عملية انتقال ديمقراطي حقيقية، ما لم تبادر القوى المدنية والكيانات الوطنية إلى استباق هذا المسار وقيادة مبادرة جادة لإطلاق عملية سياسية شاملة تحظى بتأييد داخلي وإقليمي، وتضمن وحدة البلاد واستدامة السلام.

وأشار الصادق إلى أن نجاح منبر جدة هذه المرة سيتوقف على ثلاثة عوامل رئيسية: أولًا، وجود إرادة إقليمية صلبة تضبط التدخلات السلبية؛ ثانيًا، تحييد التنظيمات المعطلة لأي تقدم؛ وثالثًا، انخراط فعّال من الفاعلين المدنيين في قيادة الحل، دون تركه رهينة للأجندة الأمنية وحدها.

موقف قوي

يستبعد المحلل السياسي محمد عبدالجبار عودة منبر جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن الجيش يمضي نحو حسم المعركة لصالحه، وهو ما يجعله يرفض أي مفاوضات في الوقت الراهن.

وقال عبدالجبار، في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، إن الجيش السوداني استعاد السيطرة على الخرطوم والجزيرة وسنجة، وهو في طريقه لاقتحام دارفور وكردفان، مؤكدًا أن هذه الانتصارات الميدانية تمنحه موقفًا قويًا يجعله يرفض أي حلول سلمية في هذه المرحلة.

ويرى عبدالجبار أن قوات الدعم السريع الآن تسعى إلى المفاوضات لأنها باتت في موقف ضعف بعد فشلها في السيطرة على السودان، مضيفًا أن الدعم السريع كان يعتقد سابقًا أنه قادر على حسم المعركة والسيطرة على البلاد، لكنه فشل في ذلك، وهو ما يدفعه الآن للبحث عن مخرج آمن لقواته.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here