حوار أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. ربما يكون أول حوار تجريه منصة اعلامية مع أحد الفاعلين ميدانيا في الحرب الدائرة في السودان، ولعل أهمية الحوار تكمن في معرفة الحقائق على الأرض سيما معرفة من المنتصر في المعركة، ومن المتقدم، والوقوف أكثر على مشهد الحرب في السودان.. “أفريقيا برس” تحدثت لعضو المقاومة الشعبية د. لؤي عبد المنعم حيث قلبت معه كواليس نشأة المقاومة الشعبية والأدوار التي تلعبها، كما فند الرجل اتهامات كثيرة تطال المقاومة الشعبية.
إلى أي مدى يمكن أن تنجح المقاومة الشعبية في تحقيق أهدافها؟
المقاومة الشعبية ليست بدعة بل تراث شعبي عالمي و الثورة المهدية في السودان كانت مقاومة شعبية، و سبق لحزب الامة القومي ابان توليه الحكم أن سلح قبائل دارفور للتصدي لتمرد الحركة الشعبية في جنوب السودان و لحماية مناطقهم.. المقاومة الشعبية نجحت منذ اليوم الاول للاعلان عنها لانها جاءت استجابة فورية تلقائية للتهديد المتمثل في استهداف اموال و مركبات و اعراض المواطنين و احتلال بيوتهم من قبل مرتزقة الدعم السريع فضلا عن تدمير البنية التحتية و الجامعات و نهب و حرق البنوك و المؤسسات العامة و الاسواق.. ونجاحها يتمثل في ارتفاع نبرة العويل و الصياح في المعسكر المضاد المدعوم من دولة الامارات و الذي جيش وورط بعض ابناء القبائل العربية في دارفور باسم دولة العطاوة مستعينا ببعض النظار والعمد الذين تم شرائهم بالمال و المركبات.
لكن المقاومة الشعبية وجدت رفضا واسعا من القوى السياسية، سيما قوى الحرية والتغيير.. لماذا هذا الرفض؟
غير صحيح بل وجدت تجاوبا كبيرا من الشعب بجميع فئاته من القوى السياسية و المجتمعية حتى لجان المقاومة التي انسحبت احتجاجا من ” قحت” لصمتهم على جرائم الدعم السريع و تورطهم في انقلاب المليشيات.
ألا ترى أن المقاومة الشعبية تقود إلى حرب أهلية باعتبار أن السلاح سينتشر في كل مكان في السودان؟
توزيع السلاح على المستنفرين في المقاومة الشعبية تم بشكل مدروس و محسوب و موثق في سجلات عسكرية، و تعتبر عهد شخصية سيتم استرجاعها عقب انتصار الجيش و ليس كما فعل حزب الامة في السابق، وقد تم تدريبهم و توزيعهم في كتائب و ترتيب صفوفهم تحت قيادة ضباط في الخدمة ولا توجد كتيبة من المقاومة الشعبية تخلوا من قدامى المحاربين وفصيلة من الجيش والشرطة والاستخبارات والأمن.
ثمة من يقول إن فكرة المقاومة الشعبية تنطلق من أساس جهوي وإثني حيث أن كل المناطق التي شهدت الاستجابة لدعوات المقاومة الشعبية قامت على أساس جهوي وإثني باعتبار ان قادة القبائل والعشائر هم يقودون هذا الحراك، وهنالك دعوات لطرد أبناء دارفور من المناطق الشمالية، باعتبار أن قوات الدعم السريع من إقليم دارفور”… كيف ترد؟
المقاومة الشعبية جاءت منزهة من الجهوية والمناطقية فقد ضمت في صفوفها كل قبائل السودان ومناطقه بدون استثناء، شاركت شخصيا في العمليات كمستنفر وأشهد بما رأيت فقد كانت كتائب المستنفرين تضم كل مناطق السودان وفيهم من ينتسبون لقبائل شارك بعض أفرادها في صفوف التمرد، الجميع استنفر بدوافع وطنية وحرصا على السيادة و استقلال القرار ورفضا لتفكيك الجيش واستبداله بمليشيات قبلية والاستيلاء على ثروات السودان من الطامعين فيه.
ماهي العقبات التي تواجها المقاومة الشعبية في تحقيق أهدافها؟
المقاومة الشعبية تعمل بالتنسيق وتحت إشراف القوات المسلحة السودانية ولا تواجه اي عقبات و في أتم الجاهزية لدك معاقل التمرد ومساندة القوات المسلحة في تحرير الارض وحماية العرض وتأمين عودة المواطنين إلى بيوتهم.
لكن ألا تعتقدون أن جمع السلاح بعد الحرب سيكون مسألة صعبة ومعقدة الأمر الذي يقود إلى حرب أهلية؟
عندما حصلت على اذن من كتيبتي لزيارة أسرتي سلمت عهدتي حسب الاصول المتعارف عليها، وهذا ينطبق على جميع المستنفرين في صفوف المقاومة الشعبية، وبمجرد انتهاء الحرب سيتم سحب أسلحتهم بشكل منظم عبر نقاط عسكرية موزعة جغرافيا في كل المحليات، و القانون يطبق على الجميع حفظا للامن و الاستقرار، و لا توجد استثناءات في اعتبار القوات النظامية هي الوحيدة المخول لها حمل السلاح في الظروف الطبيعية، و ذلك سيطبق كذلك على الحركات المسلحة عند الدمج والتسريح وفق ضوابط و رؤية القوات المسلحة وما تم التوافق عليه في اتفاقيات السلام.
كيف تقيم المعركة الآن في الخرطوم من حيث التفوق العسكري؟
ميدان المعركة في حوزة القوات المسلحة بنسبة 90% في أمدرمان و 75% في عموم ولاية الخرطوم، و على صعيد الروح المعنوية فهي عالية جدا لدى القوات المسلحة و منخفضة جدا لدى التمرد، و على صعيد الآليات و الامدادات التمرد انتقل في كثير من مناطق تواجده في العاصمة من الهجوم الى الاختباء و ليس الدفاع لتعذر انسحابه من العاصمة بسبب قطع الطرق و تكثيف الغارات الجوية من قبل الجيش السوداني. أتوقع في أي وقت بالتزامن مع عمليات القصف للاليات و التجمعات أن يبدأ الهجوم الشامل من كل الوحدات العسكرية في الولايات على معاقل التمرد كلها، بمعنى على وشك الإنقضاض عليهم، و ساعة الصفر تعلمها القيادة وحدها وهي تحسن التخطيط والتدبير، و تمكنت من افشال أكبر مخطط دولي استعماري في القرن الواحد والعشرين في السودان شاركت فيه العديد من الأنظمة المرتشية.
وماذا عن ولاية الجزيرة وعاصمتها مدني؟
بالنسبة الى مدينة ود مدني فقد أصبحت سجن كبير للمليشيات لدرجة انهم أغلقوا جسر “حنتوب” بالحاويات لحصر المعركة في مناطق محددة و هم يواجهون القصف المتواصل من طيران الجيش وفرق العمل الخاص التي تنشط ليلا والمزودين بكاتم الصوت و الرؤية الليلية و كل لوازم تصفية ارتكازات المليشيات بهدوء، مما جعلهم مرعوبين و يخشون النوم ليلا، و من شأن ذلك أن يسهل تحرير المدينة التي أصبحت شبه فارغة من ارتكازات المليشيات التي تختبئ في منازل المواطنين لتجنب القصف..
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس