شارع (الستين).. المدنية تبدأُ من هنا..

39
شارع (الستين).. المدنية تبدأُ من هنا..
شارع (الستين).. المدنية تبدأُ من هنا..

ماجد القوني

أفريقيا برس – السودان. حماية الدولة المدنية.. وقطع الطريق أمام الانقلابات العسكرية، شكل الحد الأدنى من التوافق الذي هدرت به جموع من انتظم شوارع الخرطوم جنوب وشرق والمدن الثلاث لولاية الخرطوم، تسمية الطرق كان علامة بارزة في ضمان العبور نحو بر آمن لسلامة الجماهير السودانية، في فصلها الدراسي عن الديموقراطية وقبول الآخر، شعارات ال نال منها رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع نصيب الأسد، الإشارة ذهبت في أتجاه رفض سيطرة الجيش على السلطة، وقطع الطريق أمام أي محاولة انقلابية قد تلوح في الأفق.. (الجيش جيش السودان.. الجيش ما جيش برهان) شكّل علامة فارقة في مواكب ال، ووجد توافقاً من الجميع.. مما يعني أن (المدنية) لم تعد مجرد حلم يترائى في أفق السياسة السودانية بقدر ما أصبح حاجة وطريقة حياة..

هجير الأسفلت

لم تشفع بشائر الشتاء باعتدال طقس مُحتمل، (زحف) الأقدام زاد من سخونة الأجواء، ومواكب تهدر جنوباً من المركز إلى نقطة تجمع المواكب (شارع الستين) الغارق وقتها في صمته، وهدوء جغرافيته التي لم تثيرها سوى مواكب ديسمبر العظيمة، لم يتوقع أن يتبدّد سكونه بعد إنجاز مرحلة الثورة، ليستقبل مواكب لم تستهدف لسخونة الأجواء السياسية مجلس الوزراء، القصر الجمهوري، أو القيادة العامة التي استعصمت منذ الصباح الباكر، وصعدت إلى جبل ليعصمها من المواكب، بالرغم من أن الجداول حُددت مسبقاً، مع الوضع في الاعتبار أن الذاكرة الثورة عافت الأرض التي ارتوت بدماء أبناءها.. الإطارات المُلتهبة أضافت بريقاً ثورياً أخاذاً على المشهد، العشرات يحملون إطاراتهم أكباشاً لنحرها على جادة (الستين).. لم يك مجرد موكب انتظم الشارع أو كما كانت الهُتافات تدوي.. (…… يا كضاب الثورة بدت يا داب)..

الموية بي جاي..

لم يكن البحث عن الماء عسيرا على امتداد شارع الصحافات مروراً لشارع (الستين)، قارورات المياه كانت تُوزع على طول الطريق وحافظات المياه تطفو من فوقها كتل الثلج تطفئ ظمأ وحرارة الالتهاب السياسي والثوري، لم يخلو الموكب من (عزومات) القهوة والشاي التي تمتد على طول الشارع شمالاً وجنوباً، الترحيل لم يعد هاجساً والسيارات تحمل على ظهرها وباطنها ما لا تطيق من الأفراد، لكن الكل يمضي نحو (المدنية) ويحتاجها بشدة.. أن تأتي على الأقدام من أقصى أطراف محلية شرق النيل (التعويضات) حتى شارع (الستين).. من أجل أن تقول (مدنياااااااااا) يبدو أن الأمر يستحق بالرغم من أن ذاكرتنا السياسية لا تحفظ من سنوات الحكم المدني سوى بضع سنوات.

البحث عن التأييد

مواكب ال لم تخلو من قيادات الحرية والتغيير، أو الجانب المدني في حكومة الفترة الانتقالية، وبالرغم من أن (الحصة وطن) إلا أن وجودهم شكلّ دعماً ربما يتمخض عنه الكثير من التحول في الأيام القادمة، عضو مجلس السيادة محمد الفكي كان حضورا اضافة لعضو لجنة إزالة التمكين وجدي صالح، والكمرد ياسر عرمان، ووزير مجلس الوزراء خالد عمر، وإبراهيم الشيخ وزير الصناعة، وعدد من القيادات السياسية وقيادات الأحزاب السياسية..

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here