عبد الواحد محمد نور. . لماذا يرفض الإنضمام لسلام السودان؟

86
رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور

بقلم : خالد الفكى

حالة من الحيرة والقلق تسيطر ومازالت على المراقبون للمشهد السياسي السوداني في مايتعلق بامتناع رئيس حركة تحرير السودان محمد نور من الانضمام إلى قافلة السلام خاصة بعد أن دخل رئيس الحركة الشعبية – شمال، عبد العزيز الحلو إلى الغرف المغلقة مع الوفد الحكومي لمناقشة مسودة الاتفاق الإطاري والذي ربما يُعلن رَسْمِيًّا التوقيع عليه خلال الأيام المقبل، حيث حملت تصريحات رئيس فريق الوساطة الجنوبية لمفاوضات السلام السودانية؛ المستشار توت قلواك، أنباء بأن عملية السلام في جوبا، ستضم رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، بيد أن المخاوف ما زالت ماثلة بشأن رفض نور من الحاق حركته بالعملية السلمية في السودان.

ارتباط بالمعسكرات

أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية محمد خليفة، يرى بأن عبدالواحد النور يُعاني من اشكالات مختلفة، على رأسها ارتباط الحركة بمعسكرات النازحين حيث إن هناك علاقة طردية بين الطرفين كلما زادت المعسكرات وقويت كانت قوة حركة عبدالواحد النور، لذا أعتقد أنه حريص على بقاء المعسكرات وتوسعها وتمددها وعملها ضد الحكومة المركزية.

وطرحت حركة عبدالواحد نور رؤية لتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام بالسودان الذى يخاطب جذور الأزمة التأريخية ومبادرة الحوار السوداني السوداني داخل الوطن التي تعمل لإعلانها قريباً وفقا ما قالت.

ويقول محمد محمدو القيادي في حركة تحرير السودان بقيادة مناوي أن رهان عبدالواحد على المعسكرات خاسر، مشيراً الى أنه لا تستطيع أي حركة الادعاء بأن لها الغلبة على النازحين واللاجئين في المعسكرات بدارفور أو شرق تشاد، مضيفاً أن نظام البشير ذهب والآن نحن نعيش أجواء مابعد الثورة وتأسيس الدولة المدنية الديمقراطية.

وأوضح محمدو لـ “أفريقيا برس”، بان رئيس حركة تحرير السودان اركو مناوي قد زار نحو 13 معسكر للاجئين في شرق تشاد وتحدث معهم حول قضاياهم والاولويات خلال المرحلة المقبلة.

وحركة تحرير السودان المسلحة في دارفور، تمتلك بجانب الحركة الشعبية قيادة الحلو، الثقل الأكبر في المقاومة المسلحة، خارج اتفاق السلام الذي تم إبرامه مع الجبهة الثورية في أكتوبر الماضي.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية محمد خليفة لـ “’أفريقيا برس” كلما تمددت المعسكرات هذا يعني أن حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد موجودة، مشيراً الى أن النور يبحث عن حل للبقاء على معسكرات النازحين أو شئ من أذرع القوة التي لدي الحركة. وأوضح أن ارتباط حركة النور بفرنسا ربما يكون من المسببات التي تقف دون أن يكون مرن ويٌقبل على طاولات التفاوض حيث إن الرجل اتخذ باريس ومنذ زمن طويلا مقراً لسكنه لهذا من الطبيعي أن ترفض باريس من لا يرضيها وهي التي وفرت لقائد الحركة الملاذ الآمن والدعم في كافة المستويات وفقاً للتقارير الصحفية والاعلامية.

المحطة القديمة

محمد محمدو القيادى في حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، يقطع بأن ليس هناك أية اسباب موضوعية تمنع نور ورفاقه من اللحاق بركب التفاوض والانضمام لسلام السودان الشامل، منوهاً الى أن الرجل مازال يقف في ذات المحطة القديمة بشأن نزع سلاح الجنجويد وطرد المستوطنين الجدد حيث إن هذه المطالب كانت قبل الثورة، بعد الثورة فالأوضاع تغيرت وهناك مياه كثيرة عبرت من تحت الجسر، لافتاً إلى اتفاق سلام جوبا وضع ثمانية بروتوكولات تتعلق بملف دارفور ناقشت كل المطالب التي يدعو إليها نور.

وظل عبد الواحد نور رافضا لكل الاتفاقات التي تمت في السابق سواء على صعيد مسار دارفور (الدوحة)، أو المسارات الوطنية الأخرى (أديس أبابا)، لدرجة أنه تم وصفه، في وقت سابق، في الأوساط السياسية ب مستر وهو يحظى بدعم قوى من نازحي ولاجئي دارفور كما أن تحصن مقاتليه بجبل مرة أكسبه ميزة إضافية وعزز من قوته.

ولفت محمد خليفة خلال حديثه لـ “أفريقيا برس” بأن كثير من الأفكار والمبادرات التي تتمسك بها الحركة تنطلق من مرتكزات غريبة حيث إن الرجل في السابق كان يتوارى من أن يطرح العلمانية كمشروع لدولة السودان الجديد، ولكن بعد أن طرحت الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو رؤيتها بهذا الشأن فقد أصبح الطريق ممهداً للنور أن يطرح ما يريد رغم أن أغلب منسوبي الحركة منتمين للدين الإسلامي والذي يحظى بالانتشار والقبول في دارفور خلافاً لإقليم جبال النوبة.

بالمقابل أعرب عضو قوى الحرية والتغيير عزت الشريف عن تفاؤله بدخول عبد الواحد في مفاوضات سلام مع الحكومة السودانية، بعد أن ظل رافضا لسنوات طويلة، وأضاف نعتقد أن التقدم في تنفيذ اتفاق جوبا، شجع الحلو، والتقدم في التفاوض مع الحلو سيشجع عبد الواحد.

مزايدات سياسية

ويرى خليفة أن من مسببات عدم إقبال حركة نور على الدخول في مفاوضات سلام السودان مع الحكومة ما يتعلق بالتمثيل السياسي. والبحث عن إجابة بشأن هل عبد الواحد يمثل دارفور أم يناقش كافة القضايا السودانية، حيث إن هذه ربما تكون إشكالية ومعضلة تحتاج إلى حل.

ويشير محمد محمد، بان اشتراطات حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد هي استباقية وغير مفيدة لم توضع على طاولة التفاوض للنقاش حولها وصولاً لما تريده الحركة، جازماً بأن نور ليس دارفور وحده ولا يحق له فرض الوصاية الكاملة ولا المزايدة بالنضال ضد حكم عمر البشير، مضيفاً حركة العدل والمساواة فقدت رئيسها خلال المعارك مع نظام البشير وحركة مناوي قدمت نحو 7 آلاف شهيد، هذا بجانب الآخرين.

رئيس الوزراء عبد الله حمدوك التقى عبد الواحد محمد نور مرتين وناقش الرجلان قضايا تتعلق بالأزمة السودانية وإيجاد الحلول الجذرية لكافة المشكلات التاريخية، لكن الحركة لا تعترف بالحكومة الانتقالية في السودان، وتقول إنها لا تلبي تطلعات الشعب ولا تملك القدرة على تحقيق السلام.

وطرح نور، في 28 ديسمبر 2019، مبادرة لنقل المفاوضات من جوبا إلى الخرطوم، وقال وقتها إن مبادرته ستطرح أزمة السودان في حزمة واحدة عبر مؤتمر جامع.

قضية الحواكير والأراضي التي يشدد عليه نور، جاءت ضمن اتفاق سلام جوبا بين الجبهة الثورية والحكومة في مايتعلق بملف دارفور، وهذا وفقاً للقيادي في حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، محمد محمد، والذي يشدد على أن أي اشتراطات في التفاوض تواجه بعقبات في الواقع ولكن يكون الحل إلا من خلال الممارسة العملية وإثراء الحوار وتوفر الإرادة السياسية من كافة الأطراف لاستكمال السلام الشامل.

وتقاتل حركة تحرير السودان، القوات الحكومية في دارفور منذ عام 2003، وتواصل رفض كل الدعوات لإجراء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الخرطوم. وأسفر صراع دارفور عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص، كما شرد ملايين آخرين بحسب الأمم المتحدة.

حاليا يقود السودان سلطة انتقالية مكونة من العسكر، والمدنيين (قوى الحرية والتغيير)، والجبهة الثورية، بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل 2019، وتمتد الفترة الانتقالية لـ 39 شهرا وفقا لوثيقة دستورية موقعة في أغسطس 2019 تم تعديلها بعد اتفاق 3 أكتوبر للسلام في جوبا.

 

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here