أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. دفعت تصريحات للقوى السياسية، تتحدث عن هيكلة الجيش وعن وجود خلافات بينه وبين قوات الدعم السريع، دفعت رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان للخروج للعلن وإطلاق تصريحات نارية تحذر السياسيين بعدم المساس بالمؤسسة العسكرية ومحاولة زرع الفتن بين أطيافها المختلفة.
تحذيرات البرهان
وخلال مخاطبته حشدا عسكرياً بمناسبة ذكرى معركة كرري بأمدرمان، أخرج البرهان تصريحات ساخنة قائلا “نقول لمن يحاولون إشعال الفتنة بين الجيش والدعم السريع إن القوات لن توجه سلاحها ضد بعضها البعض و أن لا شأن لهم بها وغير مسموح لأحد بالتدخل في الشأن العسكري”. وتابع ”عليهم أن ينخرطوا في التوافق وتشكيل هياكل الحكم بعيدا عن محاولة إشعال الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية” وأضاف “نريد أن نفسح المجال للسودانيين الوطنيين لتشكيل حكومة”، وتحدث البرهان عن جهات قال إنها تريد القضاء على الدولة السودانية من خلال القتال القبلي والحروب الجهوية والتشكيك في القيادة والجيش، وأضاف بقوله “لن يستطيع أحد أن يفكك المؤسسة العسكرية وستظل متماسكة وقوية بوحدتها”، مشيرا الى أن خروج الجيش من السياسة لا يعني السماح للآخرين أن يفعلوا فيه ما يشاؤون.
إتهام عرمان
تباينت الأراء واختلفت التحليلات بشأن من يقف وراء الوقيعة بين الجيش والدعم السريع، ففي الوقت الذي أتهم فيه البعض قوى اليسار لجهة إنها تسعى لتفكيك الجيش، قال البعض الآخر؛ إن من يحاول زرع الفتنة بين الجيش والدعم السريع هم بقايا النظام السابق باعتبارهم يسعون للإنقضاض على السلطة، بجانب جر البلاد إلى مستنقع الحرب.
هذا واتّهم رئيس الحركة الشعبية “التيار الثوري” ياسر عرمان، في تصريحات سابقة، عناصر المؤتمر الوطني بحدوث خلاف بين الجيش والدعم السريع قائلا “إنها لا تزال في دهاليز السلطة، بالعمل على إحداث فتنة بين الجيش والدعم السريع لتصعد من جديد”، وتابع “من الواضح هذه الأيام أن جماعة المؤتمر الوطني التي لا تزال في دهاليز مؤسسات السلطة تسعى للوقيعة بين القوات المسلحة والدعم السريع، وهي قضية تمس كل سودانية وسوداني مهتم بمستقبل السودان، وعلينا جميعاً أن نعمل لكي لا يحدث ذلك”.
تذويب الدعم السريع
لكن الخبير العسكري والناطق بإسم قوات السلام العميد ياسر أحمد محمد الخزين اتهم جهات أجنبية للوقيعة بين الجيش والدعم السريع لجهة أنها تسعى لتفكيك الجيش السوداني وإعادة هيكلته وفق مايخدم مصالحهم. واعتبر في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ أن التفكيك سيتم بالتعاون مع قيادات بالداخل، ولفت إلى أن الشائعات أشد فتكا بأي قوة من العتاد الحربي للعدو، داعيا إلى ضرورة تذويب قوات الدعم السريع بالجيش وذلك دحضا للشائعات ونهاية للخداع الذي قال عنه “ربما انطلى على البعض بأن الجيش والدعم السريع علي طرفي نقيض”، كما طالب بضرورة إعادة هيكلة الجيش بحيث يكون في قوات واحدة وذلك لإنهاء كل المسميات الأخرى سواء كانت الحركات المسلحة او الدعم السريع مع ضرورة الابقاء على المهام الموكلة لكل جهة سواء حراسة الحدود أو حفظ الأمن الداخلي وإستتبابه أو جمع المعلومات وتحليلها مع منح كل جهة الصلاحيات الكاملة التي تساعدها في تنفيذ المهام الموكلة إليها وفق القانون والدستور.
رؤية الأحزاب
بدوره، أتفق الخبير العسكري، الصوارمي خالد سعد، والذي عمل من قبل متحدثا باسم الجيش، مع ما ذهب إليه الخزين، إذ يرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ أن هنالك جهات نادت بإزالة العسكر سواء دعم سريع أو جيش من الحياة السياسية، معتبرا إياها من تريد الوقعية بين الجيش والدعم السريع، وعزا الامر إلى أنها تريد أن تكون الدولة مدنية بالكامل وذلك حسب طريقتها، مؤكدا أنها لاتسعى إلى مدنية الدولة عبر الانتخابات وإنما ببث مثل هذه الشائعات وذلك لحدوث وقيعة بين الدعم السريع والجيش، منوها إلى أن الشائعات لن تتوقف، كما إنها ستستمر حتى يتم إزالة الجيش، وقال الصوارمي “إن الاحزاب السياسية تتهتم القوات المسلحة بأنها تريد الاستيلاء على السلطة في وقت لا تعد نفسها للانتخابات” وتابع “كأنما الديمقراطية أصبحت حديث يقال في وجه العسكر” داعيا إلى ضرورة محاربة هذه الشائعات والقبض على من يروج لها.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس
أم درمان