يونيتامس.. هل ترسم مرحلة ما بعد الانتقالية في السودان؟

246

بقلم / خالد الفكى

أفريقيا برسالسودان. الطلب الذي دفع به رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك إلى الأمين العام لمجلس الأمن الدولي لتشيكل بعثة دولية لبلاده سميت لاحقا بـ يونيتامس ، وجد الاستهجان والانتقادات الحادة من القوى السياسية، بل وجه البعض للرجل اتهامات ببيع السيادة الوطنية لإستعمار جديد، ولكن حمدوك أرسل جملة مبررات بشأن الطلب الذي أصبح واقعاً بدخول “يونيتامس” السودان.

نواة التكوين

قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2559 والخاص بالانسحاب السلس لبعثة دارفور “يوناميد”؛ كان هو الباب الرئيس الذي من خلاله بدأت فعلياً بعثة يونيتامس المتكاملة ترتيبات الدخول للسودان. يُشير المختص في التاريخ السياسي وخبير التخطيط استراتيجي، أمية يوسف حسن أبو فداية، لـ “أفريقيا برس”، أن طلب التأسيس جاء من قبل رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك. ونوه أن المهام ترتكز على المساعدة بإجراء التحول الديمقراطي ومراقبة حقوق الانسان وحماية المدنيين والنظر فى دفع ملف السلام، والإسهام في تطوير المقدرات الاقتصادية للسودان. وتابع “مهام البعثة متعددة وواسعة وربما تقاطعت بعضها البعض”.

جعفر خضر، محامي وخبير قانوني

المحامي والخبير القانونى جعفر خضر يؤكد أن التخوف مشروع قد يكون التدخل بما يخل بالسيادة الوطنية أو يخدم أجندة خارجية أكثر من الأجندة الوطنية. وقال لـ’’ أفريقيا برس”، ربما يكون بسبب ضعف فهمهم لطبيعة الصراع السوداني.

بالمقابل يوضح القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض، عبدالله مكين لـ “أفريقيا برس” بأن بعثة يونيتامس لم تطلبها حكومة الانتقال بشكلها الكامل من مجلس سيادة ومجلس الوزراء بل طلبها حمدوك وهذا يُخالف اختصاصته الدستورية، علما بأن بعثة يونيتامس تضعف السيادة الوطنية وتسيطر على شكل القرارات”.

وتشمل أهداف يونيتامس الاستراتيجية الاشراف على عملية الانتقال السياسي في السودان، وصياغة الدستور؛ وتنفيذ أحكام حقوق الإنسان وسيادة القانون؛ وتنفيذ اتفاق جوبا للسلام.

وعاد المختص فى التاريخ السياسي وخبير التخطيط استراتيجى، أمية يوسف حسن أبوفداية ليقول أن الوضع السياسي الهش يبعث المخاوف بشأن قدرة يونيتامس على تأدية مهامها. ولفت الى وجود تدخلات خارجية تؤكد على سياسة الإملاء، وشدد بأن إجماع القوى السودانية على قضية الوطن مع قوة الجيش يقطع الطريق أمام تلك الإملاءات.

دور الرسام

التحركات التي يقوم بها رئيس يونيتامس ربما لا تعجب الكثيرين من السودانيين، ويرى بعضهم بأن الرجل يرسم خارطة للسودان الجديد، وهذا مايذهب نحوه أبوفداية والذي يقول “دور يونيتامس أكبر من مراقبة المرحلة الانتقالة، وكلما تفاقمت الاوضاع يسهم هذا في توليها مهام ترسيم وبناء مرحلة ما بعد الانتقالية، وربما هذا يخدم أجندات خارجية”. وأشار لإنقسامات الحاضنة السياسية والمعارضة الموجودة بالشارع لحكومة الانتقال التي تعزز من هشاشة الاوضاع الامنية والسياسة.

عبدالله رزق كاتب ومحلل سياسي

الكاتب والمحلل السياسي عبدالله رزق يشير أن دور، يونتامس، هو أمتداد لدور (يوناميد)، وإن كان بتفويض مختلف ضمن ظروف مختلفة، لكنه يعكس إستمرار تدخل المجتمع الدولي تجاه السودان. وأفاد رزق “أفريقيا برس” بأن هذا التدخل بدأ يتجدد بعد الثورة ويتخذ أبعاداً، تحت عنوان الشراكة وعودة السودان للمجتمع الدولي.

كما يرى المحامي والخبير القانوني جعفر خضر، أنه رغم أن المعلن أنهم مع التحول المدني، لكن ليس هنالك ضمان بإن لا تكون هنالك أجندة خارجية لصياغة مستقبل البلاد لخدمة بلدان خارجية.

ودخل السودان المرحلة الانتقالية بعد الاطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل عام 2019 عقب انتفاضة شعبية استمرت لأشهر، وفي 21 أغسطس عام 2019، بدأت فترة انتقالية تضم مسؤولين عسكريين ومدنيين.

القيادى فى حزب المؤتمر الشعبي المعارض، عبدالله مكين، يشدد علي وجود مخاوف واضحة تتستر عليها الحكومة بإخفاءها لتمرير أجندة خفية لتغيير القوانين والتشريعات لإضعاف دولة القانون.

الإتصال بالسودانيين

أمية يوسف حسن أبو فداية، مختص في التاريخ السياسي وخبير في التخطيط الاستراتيجي

وقال خبير التخطيط الاستراتيجي أبوفداية، حتى اللحظة لم يصل لبعثة يونيتامس ولو 1% من الدعم المنتظر وذلك رداً على سؤال “أفريقيا برس”، حول صلاحياتها وقوتها اللوجستية والميدانية. وبشأن قدرتها على التواصل مع القوى السودانية ومدى تأثيرها في القرار السوداني، قال “حتى الآن تلعب دوراً الى جانب المكون المدني وتغض الطرف عن تجاوزات لجنة التفكيك وكل قضايا حقوق الانسان بعد الثورة”.

المحامي والخبير القانونى جعفر خضر، نوه لقدرة بعثة يونيتامس على التواصل مع القوى السياسية، مُضيفاً .. يستطيعون التأثير على نسبة معتبرة من تلك القوى السودانية.

الإ أن القيادي عبدالله مكين، يقول لـ “أفريقيا برس”، دول المحاور معلومة من بينها أمريكا والاتحاد الاوروبي والأمارات والسعودية. وتابع” يريدون سيطرة اليسار على مفاصل البلد حتى لا تقوم قائمة للإسلاميين من جديد وعودتهم عبر الإنتخاب”.

ويعود أبوفداية ليُبين أن الاطلاع على تقارير يونيتامس للأمين العام توضح بجلاء أن البعثة ترصد كل صغيرة وكبيرة وتتابع القضايا الحساسة في السودان بدقة. ويمضي للقول” يتحدث رئيس بعثة يونيتامس عن ضرورة وجود جيش واحد، لكن لا يتحدث عن دور داعم للامم المتحدة في مسألة الترتيبات الأمنية ودمج القوات”.

وأشار بأن بعثة يونيتامس حاليا تتمدد ببطء وتسعى للعب دور في مسألة الدستور والانتخابات.. وأضاف” تستعد بإمتلاك أكبر قدر من قواعد البيانات والإحاطة بملفات عديدة ومهمة مما يُمكنها من لعب دور أكبر”. والقرار الذي قضى بتشكيل البعثة السياسية الاممية أعدّت مسودته كل من ألمانيا وبريطانيا واعتمده مجلس الأمن بإجماع أعضائه الخمسة عشر.

عبدالله مكين، قيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض

عبدالله مكين، يلفت بأن لبعثة يونيتامس تأثير كبير على الساحة السياسية لما تتمتع به من حركة دون قيود مما جعلها تلتق أحزاب سياسية للتفاكر حول مسار الانتقال والترتيب للانتخابات في نهايته.

الكاتب والمحلل السياسي عبدالله رزق يرى أن المجتمع الدولي، يعمل بمختلف مكوناته لتحقيق الأهداف التي حددها للسودان في المرحلة الانتقالية وقد تبدو إحياناُ كاشتراطات، مثل التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وتسليم مطلوبين، التطبيع مع إسرائيل، إتباع نهج السوق الحر، اعادة هيكلة القوى المسلحة، إشراك الحركات المسلحة في تركيبة النظام ..الخ.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here