استنكار واسع لمداهمة دار المحامين من قبل مسلحين

40

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. لاقت عملية مداهمة دار المحامين السودانيين من قبل مجموعة مسلحة والاعتداء على المشاركين في ورشة الإطار الدستوري، استنكارا واسعا في الأسافير والأوساط السياسية، ففي الوقت الذي أدان فيه البعض الحادثة، اتهم البعض الآخر، بقايا النظام السابق بالضلوع في الأحداث، مؤكدين إنهم يسعون لجر البلاد إلى الفوضى بعد أن تم إسقاطهم بأمر الشعب.

ماذا حدث؟

واتهمت قوى الثورة عناصر النظام السابق اقتحام مقر نقابة المحامين السودانيين بوسط الخرطوم أثناء انعقاد اليوم الختامي لمنتدى قانوني أقيم لمناقشة إعلان دستوري مرتقب لإدارة الفترة الانتقالية، وفوجئ المشاركون في المنتدى بتجمع مجموعة من المسلحين أمام مقر النقابة، وكان بعضهم يحمل العصي والأسلحة البيضاء، ويهددون المشاركين، وهو الأمر الذي نتج عنه بعض الإصابات الطفيفة وسط المشاركين.
وقال القيادي بقوى الحرية والتغيير، المجلس المركزي، خالد عمر يوسف في تغريدة إن “الفلول” -كلمة تطلق على عناصر المؤتمر الوطني – قاموا بالهجوم على ورشة الإطار الدستوري الانتقالي بدار المحامين، واعتبر أن الهجوم “دليل ضعف وإفلاس وقلة حيلة منهم” موضحا أن مشاركتهم في الورشة ستستمر.

فولكر على الخط

من جانبه، أدان رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان، فولكر بيرتس الهجوم على ورشة العمل في دار المحامين، وقال فولكر في تغريدة على تويتر: “الهجوم على ورشة العمل في دار المحامين غير مقبول .. و من يستخدم العنف لمنع اجتماع سلمي لا يسعى إلى إجماع وطني”.

منهج الاخوان

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي بقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” عروة الصادق لموقع “أفريقيا برس”؛ إنه “لم نسء التصرف يوما أو نعتدي بالعنف والعدوان على مبادرات أو فعاليات أو اجتماعات الحركة الإخوانية وجماعات اعتصام القصر، ولم نعر أنشطتهم بالا على اعتبار أنها ظلت على الدوام تحمل بذور فنائها في أحشائها”، مستدركا “لكن هم وجماعات النهب والتهريب واللصوص والمفسدين وتحالف الأضداد يعتقدون أن العنف أقصر الطرق لوأد وإطفاء قنديل الوعي والحرية والديمقراطية”، وأكد الصادق “إن ما حدث اليوم ليس بجديد بل ظلت جماعة الاخوان تمارسه منذ الاعتداء على المؤتمر الصحفي للحرية والتغيير في منبر سونا”، مشيرا إلى أن كل ذلك تم بعلم وإشراف السلطات، وتحت حماية وتوجيه بعدم احتجاز أي من مثيري العنف والشغب، وأضاف “كذلك تواصل العنف منهم في المواكب عبر عصابات معلومة المنشأ”، وجزم بأن “الاعتداء على المحامين لن يكون الأخير على اعتبار إنه يتم برعاية الإنقلاب وتمويل من مكتب رئيس الإنقلاب وبتخطيط وإشراف مستشاريه وتنفيذ عصاباته الأمنية وكتائب ظله الإرهابية”، وقال الصادق “إن العنف لدى جماعة الاخوان صفة لديهم ويعتبرونه اقصر الطرق للحكم، ولكنه أبعدها عن الحق، فالجبان وحده من يتوارى خلف آليات العنف والجماعات الإرهابية”، وقال عروة “إنه وبهذا الفعل قد اوصلوا رسالتهم كاملة للشعب السوداني والمنطقة والإقليم والعالم بأنهم لم يتراجعوا عن نهجهم العنيف المتطرف والرافض للآخر والديمقراطية والمنتهك لحقوق الإنسان”، مؤكدا أن “العنف يعد قناعات مترسخة حتى وسط قطاعاتهم الحقوقية، فمن حرض على إحداث العنف هو أحد عناصر النظام المباد القانونيين” والذي قال عنه عروة “دثر بثوب متطرف إرهابي”.

سلوك مشين

الطيب العباس، قيادي بقوى الحرية والتغيير
الطيب العباس، الأمين العام لنقابة المحامين السودانيين

الأمين العام لنقابة المحامين السودانيين، الطيب العباس، أعرب عن أسفه لما حدث، معتبرا الحادثة ليس بالجديدة على ما أسماهم “عناصر المؤتمر الوطني”، والذي قال إنهم منذ التسعينات كانوا يقومون بأعمالهم التخريبية هذه، سيما في انتخابات النقابة، وقال العباس لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن ما حدث سلوك مشين ولا يشبه مهنة المحامة”، وراى إن الهدف منه هو نسف الورشة والتي قال إنها وجدت إجماعا من كل قوى الثورة، مشيرا إلى أنها تهدف إلى تأسيس وضع انتقالي ديمقراطي حقيقي يقوم على الدستور والمواطنة. وقال إنهم -اي المخربين- لم يصلوا إلى مبتغاهم على اعتبار إن المشاركين واجهوا الأحداث بصدر رحب ولم يتعاملوا معهم بالمثل، وأكد العباس إنهم تمت تعريتهم وكشف أعمالهم التخريبية للشعب السوداني، كما أكد العباس أن سلوك العنف يعطل الحياة الدستورية والمدنية، نافيا أن يكونوا في النقابة وراءهم أجندة سياسية او أحزاب كما يروج البعض، مؤكدا أنهم يعملون في النقابة من صميم دورهم الوطني والعدلي والذي يسعادون به قوى الثورة -صاحبة الحق الأصيل- حتى تحقيق غايتها وأهدافها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here