الحدود السودانية الأثيوبية صراع متصاعد ينذر بحرب لا نهاية لها

44
هجوم إثيوبي بعد كمين للجيش السوداني ومقتل وفقدان 8 مدنيين
هجوم إثيوبي بعد كمين للجيش السوداني ومقتل وفقدان 8 مدنيين

بقلم : بدرالدين خلف الله

افريقيا برسالسودان. قبائل اثيوبية باستغلال منطقة الفشقة للزراعة لصالحهم في المواسم الزراعية، وعلى ضوء التصعيد العسكري شهدت العلاقات السودانية توتراً ، تتهم الخرطوم أثيوبيا بالتعدي على الأراضي السودانية فيما تنفي أثيوبيا ذلك ، وجد تصعيد السودان لاسترداد أرضه مساندة شعبية سودانية كبيرة من كافة القيادات والأحزاب ورموز المجتمع، حيث اعتبروا الخطوة بداية لاسترداد كافة الأراضي المحتلة.

ولم يكن هذا التوتر الأول بين الجارين السودان وأثيوبيا في تاريخ علاقاتهما بل ظلت العلاقات تتأرجح منذ أواخر الستينات من التوتر الحدودي والود المتبادل والقطيعة الدبلوماسية وطوال تلك الأعوام تبادلت الخرطوم واديس ابابا الاتهامات بالتعدي على الحدود وايوا جماعات التمرد المسلحة .

بداية الأزمة
في ال 15 ديسمبر 2020 أعلنت القوات المسلحة السودانية أن قوة تابعة لها تعرضت لكمين داخل الحدود السودانية في منطقة أبو طوير الحدودية شرق ولاية القضارف، وقالت أن أثناء عودة القوات السودانية من تمشيط المنطقة حول جبل ابو طوير داخل ألاراضي السودانية تعرضت لكمين من القوات والمليشيات الإثيوبية ونتيجة لذلك حدثت خسائر في الأرواح والمعدات” دون تحديد هذه الخسائر.

ميليشيات إثيوبية تشعل التوترات على الحدود مع السودان
ميليشيات إثيوبية تشعل التوترات على الحدود مع السودان

نُذر حرب
مخاوف من ارتفاع حده التوترات الحدودية بين السودان وإثيوبيا إلى حرب عسكرية خاصة مع تطور التوترات الحدودية بين الجارتين خلال الأسابيع الماضية، اذ بدأت طبول الحرب تدق بين البلدين، بعد مقتل 4 أفراد من الجيش السوداني في هجوم للمليشيات الإثيوبية.

دعوة لترسيم الحدود
من جانبها دعت الخارجية السودانية إلى تخطيط الحدود مع إثيوبيا، معتبرة أن ذلك يمثل حلا ناجعا لكافة المشاكل، وذلك بعد اتهام أديس أبابا الخرطوم بانتهاك الاتفاق الموقع بين البلدين بشأن القضايا الحدودية.

وبنفس الوتيرة اتهمت وزارة الخارجية الإثيوبية السودان باستغلال انشغال البلاد بالعملية العسكرية في إقليم تيغراي للتوغل داخل الأراضي الإثيوبية، ومواصلة مضايقة المزارعين في المناطق الحدودية لكن الوقائع الماثلة تشير إلى غير ذلك، فكلتا الدولتين تعلن دائما أنه ما من سبيل لحل الأمر إلا بالحوار.

مكسب اقتصادي
وفي الطرف الآخر، لا يريد السودان التنازل عن مكاسبه بعد أن وضع يده على حوالي 3 ملايين فدان من الأراضي الزراعية، يمكن أن يسهم إنتاجها في تخفيف الضائقة.

زيارة دبلوماسية
يُذكر أن التواصل الدبلوماسي بين البلدين لم يتاثر ولم ينقطع بل إنه في ظل الأزمة زارت السودان وزيرة النقل الإثيوبية وتنقلت ما بين العاصمة وميناء بورتسودان على البحر الأحمر وناقشت مع المسؤولين السودانيين إمكانية استفادة بلادها المغلقة من المواني السودانية على البحر الأحمر، كما بحثت إنشاء خط سكة حديد يربط البلدين بطول حوالي 1600 كيلو متر يمتد من البحر الأحمر حتى العاصمة الإثيوبية.

قومية مشتركة
بجانب المواجهة العسكرية في اقليم تيغراي فإن الحكومة المركزية الإثيوبية تعاني من اضطرابات أمنية في إقليم بني شنقول ألذي يجاور ولاية القضارف السودانية والنيل الأزرق، كما أن القومية فيه مشتركة بين البلدين ولديها امتدادات اجتماعية عابرة للحدود، مما يجعل احتمال أن تكون أرضا خصبة للسودان للنشاط داخلها في حال انزلقت الدولتان نحو مواجهة عسكرية.

موافقة السودان بالوساطة
وافق السودان بوساطة دولة جنوب السودان لحل النزاع الحدودي وهي وساطة يقودها رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت لحل الأزمة ووقف الصراع ، موافقة السودان بالوساطة الجنوبية يؤكد عدم رغبة السودان في تصعيد التوترات بعد استرداد أراضي الفشقة بجانب كونه يعاني من أزمة اقتصادية حادة واشتعال الصراعات الداخلية في غربه وشرقه وشماله.

صراع وأطماع موارد
يمكن قراءة التوتر الحدودي بين الخرطوم واديس أبابا ضمن الحالات التي يعيشها القرن الافريقي من نزاعات حدودية بلغت مايقارب 14 نزاع وهي صراعات على الموارد غالبيتها ولها تأثيراتها السالبة على دول المنطقة من حيث تجيش القبائل الحدودية وأنعدام الأمن وتعطل الحياة الحيوية من أستغلال للموارد الطبيعية والحل في أنشاء مشروعات في المناطق الحدودية تربط المجال الحيوي بين الدولتين للحافط على العلاقات الاستراتجية بين الدول.

أيادي خارجية في تأجيج الصراع؟
يرى المحلل السياسى شوقي عبدالعظيم أنه ربما تشير الاتهامات في إشعال الأزمة بين السودان وإثيوبيا إلى جمهورية مصر في مثل هذه الظروف وذلك استنادا على النزاع بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة وأكد شوقى أن ليس هنالك أي تدخلات خارجية للعب دور في اشعال الأزمة وهي فقط اتهامات لاترقى لحقائق مبيناً أن اثيوبيا والسودان أكثر حرصا على عدم الانزلاق في اتون الحرب.

نفي سوداني
وكان الناطق الرسمي باسم مجلس السيادة السوداني محمد الفكي قد نفى في مؤتمر صحفي تدخل مصر في الأزمة بقوله إن السودان لا يحتاج بتوصية احد للدفاع عن أراضيه وهذه قضية سيادة وطنية.

في ذات السياق يصف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد حسن كبوشية التوترات بأنها أطماع قديمة منذ العام 1956م ويقول إن ما يحدث ليس حرباً وإنما مناوشات متقطعة ولاتوجد أجندة خارجية تجاه مايحدث من تصعيد.

ويضيف قبيلة تغراي لها أطماع قديمة تهدف إلى التوسع في الأراضي السودانية مستغلين ضعف النظام السابق نظام الإنقاذ وعدم اهتمامه بالحدود بين الدولتين لكن ما قامت به الإنقاذ في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك أضعف موقف السودان مما أسهم في التغول على أراضيه .

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here