السودان.. هل تنجح المبادرات في حل الأزمات؟

78
السودان.. هل تنجح المبادرات في حل الأزمات؟

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برسالسودان. في الوقت الذي كانت تشهد فيه الساحة السياسية السودانية أزمة حادة، ازدادت الأوضاع أكثر حدة عقب الانقلاب الذي قام به جنرالات الجيش، وبشأن الخروج من هذه الأزمات، طرحت عدة مبادرات أبرزها مبادرة الاتحاد الأفريقي ومبادرات وطنية أخرى قادتها دولة جنوب السودان والأمم المتحدة .. هل تنجح هذه المبادرات في حل الأزمة الراهنة؟

تفاصيل المبادرات

أولى المبادرات التي طرحت كانت من قبل قوى سياسية في السودان؛ قدمت اقتراحا يقضي بمنح رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك سلطات تنفيذية كاملة، وأن يعين حكومة تكنوقراط، وتشير القوى السياسية إلى أن هذا الاقتراح يمثل التسوية الرئيسية التي يجري البحث عنها، كما إنه ومن المتوقع أن يتقدم الاتحاد الأفريقي بمبادرة، حيث التقى ممثله في السودان بقيادات قوى الحرية والتغيير “أ” و”ب”، وبحسب ممثل الاتحاد الأفريقي فإن ولد لبات وموسى فكي مبعوثي الاتحاد الأفريقي سيصلان الخرطوم في غضون الأيام المقبلة.

مني أركو مناوي – حاكم إقليم دارفور

في الصدد، كشف رئيس حركة تحرير السودان والقيادي في قوى الحرية والتغيير- مجموعة الميثاق الوطني – مني أركو مناوي عن اتصالات قال إنها تجري مع مجموعة المجلس المركزي في قوى الحرية والتغيير ، منوها إلى أنه تم الاتفاق معها على 7 نقاط تتصدرها التوسعة والشراكة الموسعة في الفترة الانتقالية، وأضاف مناوي في تصريح صحفي: “كذلك أجريت اتصالات مع المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي لشرح الظروف العصيبة التي يمر بها السودان”.

وأجرى وفد من دولة جنوب السودان محادثات مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، تناول الأزمة الراهنة مع المكون المدني، خاصة بعد عزل حكومة عبد الله حمدوك، والتقى البرهان في الخرطوم الأحد بالمبعوث الجنوبي توت قلواك والذي وصل السودان حاملا رسالة من الرئيس سلفاكير ميارديت تتعلق بضرورة إيجاد وسيلة للحوار بين مختلف الاتجاهات السياسية في السودان، وأعرب قلواك -رئيس الوساطة في اتفاقية جوبا لسلام السودان- عن قلق الرئيس ميارديت بشأن التطورات التي يشهدها السودان.

شروط حمدوك

عبد الله حمدوك - رئيس وزراء الحكومة الانتقالية
عبد الله حمدوك – رئيس وزراء الحكومة الانتقالية

وبحسب مصدر مطلع في تحالف الحرية والتغيير- مجموعة الميثاق الوطني- فإن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، اشترط لعودته إلى منصب رئيس الوزراء بضرورة عودة الأوضاع لما قبل قرارات البرهان في 25 أكتوبر، فضلا عن عودته لعمله بكامل طاقمه الوزاري، وبحسب نفس المصدر، فقد اجتمع حمدوك عقب القرارات بعدد من القادة أبرزهم عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، وأوضح أن كل مسارات الحوار اصطدمت بشروط حمدوك التي تتلخص في العودة للوضع الذي كان قائما في 24 أكتوبر.

وعقب الانقلاب زار مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان فولكر بيريتس رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وبحث معه إمكانات حل الأزمة الراهنة ، وقال بيريتس في تغريدة على تويتر إنه بحث مع حمدوك “خيارات الوساطة وسبل المضي قدما في السودان”. كذلك حملت صحف الخرطوم الصادرة خبرا مفاده، أن سفراء بعض الدول الأجنبية التقوا بحمدوك في مقر إقامته الجبرية لمناقشة مقترحات حل الأزمة الحالية في السودان.

وصفة سحرية

عادل خلف الله، عضو اللجنة الاقتصادية بقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي في قوى الحرية والتغيير، عادل خلف الله في إفادته لـ”افريقيا برس”: “إن نجاح هذه المبادرات مرهون بقدرة مدبري الانقلاب على تقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية، فإن المصالح العامة وفي مقدمتها استقرار السودان وأمنه، وتحوله من الحكم العسكري إلى الانتقال الديمقراطي”، مشيرا إلى أن هذه المصالح أكدتها قوى الحرية والتغيير والقوى الثورية الرافضة للانقلاب والداعمة للتحول الديمقراطي والمدني.

وقال خلف الله: “إن جميع  المبادرات في جانبها يعكس اهتمام أطرافها باستقرار السودان واستكمال مطلوبات الفترة الانتقالية”، وشدد خلف الله على ضرورة إطلاق سراح الوزراء المدنيين على اعتباره مخرج الأزمة السياسية ، مشيراً إلى أن أي حديث حول محاسبتهم ومحاكمتهم سيزيد الأوضاع تعقيداً، وأكد خلف الله إلى إنهم  – الوزراء – لم يرتكبوا جرماً يذكر حتى يحاكموا ويحاسبو، كما شدد خلف الله على ضرورة مباشرة حمدوك لعمله في مجلس الوزراء وكل طاقم الحكومة وذلك وفقا للوثيقة الدستورية.

نظرية الواقعية

حسن علي الساعوري - أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين
حسن علي الساعوري – أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين

أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين حسن علي الساعوري يذهب في حديثه لـ”افريقيا برس”؛ إلى أنه لا توجد فرصة للتوافق بين الأطراف في السودان، على اعتبار أنهم ل ايملكون قناعة للتنازل للآخر، كما أنهم متمترسون بشروطهم، وهذا في نظر الساعوري يسمى في العلوم السياسية بنظرية الواقعية والتي لايتساوى فيها الأطراف، بل هنالك طرف سيكسب وطرف آخر يخسر، ونوه الساعوري إلى أنه وقبل الانقلاب كانت هنالك العديد من المبادرات والتي تحدثت عن ضرورة عودة الأطراف للوثيقة الدستورية، موضحا أن جميع الأطراف لم يشوبها شك في الوثيقة الدستورية بيد أنهم لاينفذونها، مؤكدا أن ذلك هو سبب الأزمة والتي تمثلت في عدم الالتزام بها.

وشدد الساعوري على ضرورة أن يتنازل حمدوك ويكون لديه مرونه على اعتبار أنه قاد عدة مبادرات وحذر سابقاً من خطورة الأوضاع في السودان، واكد الساعوري أن المكون العسكري أبدى مرونه، مستدلا بتأخره حتى الآن في تشكيل الحكومة، وقال الساعوري إن تمترس الأطراف بشروطها لا يعطي فرصة للوساطات بالتدخل وحل الازمة، ولم يستبعد الساعوري أن يمضي البرهان في تشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يقود إلى موجهات مع الشارع، وبالتالي يحدث كر وفر بين الشباب والحكومة والتي يتوقع أن تتدخل بالقوى المفرطة مما يؤدي إلى التدخل الدولي بحجة أن الأوضاع في السودان تنذر بحرب أهلية، مؤكدا أن التدخل الدولي غير بعيد عن السودان حيث يتواجد حالياً في ليبيا وابيي وجنوب السودان، وحذر الساعوري السودانيين سيما أن العالم الآن ينظر للسودان بعينة الربية والشك.

مبادرات حميدة

الواثق البرير - الأمين العام لحزب الأمة القومي
الواثق البرير – الأمين العام لحزب الأمة القومي

الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير، يرى في حديثه لـ”افريقيا برس”؛ أن جميع المبادرات التي قدمت جزء منها كانت حميدة وأخرى خبيثه؛ تريد تنفيذ أجندة محددة لصالح جهات لم يسميها البرير، ولم يستبعد أن تقود ذات المبادرات إلى مخرج للأزمة الراهنة، ورسم البرير صورة قاتمة للأوضاع في السودان، وقال: “إنهم الآن يعيشون في نفق مظلم وعدم استقرار للأوضاع، لذلك جاءت هذه المبادرات الخارجية لكي لا تتصدر هذه الاوضاع لدولهم”. ولفت البرير إلى أن الازمة السياسية واضحة فالمكون العسكري اعترض على صلاحيات المدنيين في الوثيقة الدستورية، منوها إلى أن الحل يكمن في جلوس جميع الأطراف وإعطاء كل ذي حق حقه في الوثيقة الدستورية، واردف: “إن كانت هنالك مطالب أخرى في الفترة الانتقالية يجب التعامل معها بكل بشفافيه”،  محذراً من تمترس العسكر وراء قراراتهم والتي قال إنها ستدمر السودان وتعيده للمربع الأول.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here