“اللجنة السباعية” هل تمنع طوفان 21 أكتوبر؟

97

بقلم : خالد الفكى

أفريقيا برسالسودان. أقل ما يمكن وصفه بشأن أوضاع السودان الراهنة، أنه يجلس فوق فوهة بركان قابل للانفجار في حال عدم التوافق على إيجاد حل لأزمة الشركاء من المكونين العسكري والمدني في ظل التصعيد والتصعيد المضاد وارتفاع وتيرة الدعوات لطوفان 21 أكتوبر كما أسماه مؤيدو الحرية والتغيير والذي يأتي رداً على اعتصام “القصر”، المؤيد للعسكر حسب قولهم، وبين هذا وذاك طرح رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مبادرة لنزع فتيل الأزمة بتشكيل لجنة سباعية عساها تطرح حلاً بما يمنع الطوفان المرتقب.

الكابح الأقوي

اللجنة المكونة من قبل حمدوك تضم عنصرين من قبل الحرية والتغيير وحركات الكفاح المسلح”الجبهة الثورية، والعسكر، ووفقاً لمصادر ’’أفريقيا برس’’، تم تسمية كل من الفريق ياسر العطا والفريق إبراهيم جابر من قبل العسكر. كما قالت المصادر إن الثورية سمَّت كل من جبريل ابراهيم ومني اركو مناوي، وتحفّظ المجلس المركزي للحرية والتغيير على منسوبيه لرؤيته أنه لا توجد أصلاً مشكلة.

وفى السياق أكد الصحفي خالد فتحي لـ’’أفريقيا برس’’، أن اللجنة السباعية لن تستطيع نزع فتيل الأزمة. في المقابل القيادي في الحرية والتغيير، نورالدين صلاح الدين يبلغ ’’أفريقيا برس’’، أن المجلس المركزي عقد اجتماعه وناقش الأوضاع على الميدان والترتيبات لطوفان 21 أكتوبر. ويؤكد صلاح الدين أن الحوار مطلوب، والنقاش يجب أن يكون هو الأساس لإزالة العقبات، مشدداً على ضرورة التعرف على نتائج طوفان 21 أكتوبر.

القيادي في الحرية والتغيير يوضح أنه ثمّة ورطة دستورية تقابل دعاة حل الحكومة وتفويض العسكر، مبيناً أن كل التفاصيل مرتبطة بالمكون المدني. ويقول صالح الدين: “حتى إعلان حالة الطوارئ لن تتم من قبل العسكر فقط، ولكن توصية من مجلس السيادة لمجلس الوزراء ثم مرحلة المجلس التشريعي،، اذاً الأمور مقعدة قانونياً ودستوريا”.

ولم يستبعد صلاح الدين نزع فتيل الأزمة على يد الشركاء الدوليين وهنا تأتي زيارة المبعوث الأمريكي إلى الخرطوم لمناقشة أبعاد الأزمة في السودان. خالد فتحي في حديثه لـ”أفريقيا برس”، وافق نورالدين، ويرى بأن الوساطة الدولية تستطيع قطع الطريق أمامهم إلى حد كبير، وتابع بالقول: “بالإضافة إلى الضغوط الدولية والإقليمية والكابح الأقوى يتمثل في الضغط الجماهيري”، وقال: “رأينا كيف تراجعوا بعد ارتكابهم لمجزرة القيادة بعد مليونيات 30 يونيو 2019”.

تنحية البرهان

عبدالله رزق، كاتب وصحفي

الكاتب الصحفي، عبدالله رزق يوضح لـ” أفريقيا برس”، بأنه ليس للّجنة السباعية ما تقدمه، غير وصفة للحكومة، أو استشارة أو توصية تواجه بها التطورات في الأزمة، خاصة الوساطات التي قد تنشط بين طرفي الأزمة. وأضاف: ” كموقف تكتيكي، الحكومة وهي كطرف في الأزمة، ليس بمقدورها منطقيا أن تطرح حلاً دون مشاركة الطرف الآخر”.

وقال رزق: “منذ انفجار الأزمة وحتى الآن، عقب الكشف عن محاولة انقلابية فاشلة، نشطت تحركات غربية مكثفة، وتدخلات على خط الأزمة، خاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعلنت عن مواقف داعمة للانتقال الديموقراطي”. ولفت رزق لتحذيرها بأن أي عرقلة أو تهديد لهذا الانتقال من شأنه أن يؤثر على علاقة واشنطن بالخرطوم.

ويوضح رزق أن كثافة هذا التعاطي الغربي مع الأزمة السودانية، يجد انعكاسه في تصريح روسي صدر مؤخراً، يرفض التدخل الخارجي في الشأن السوداني، ويؤكد على حق الشعب السوداني في أن يعالج أموره بنفسه. وقد شدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في سياق تعليقه على الوضع في السودان، إنه من المهم منع ظهور بؤرة صراع جديدة في أفريقيا.

ويؤكد الكاتب الصحفي عبدالله رزق بإنه إزاء الضغوط الغربية، المتصاعدة، لم يجد الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الذي يعتقد بأنه مايسترو الأزمة، سوى تأكيد التزامه بالانتقال الديموقراطي، وحمايته. وتابع: ” وهو مايكذبه الواقع، في نظر الكثيرين، الذين يتهمون البرهان بتدبير محاولة للانقلاب على السلطة الإنتقالية، والأنفراد بالحكم، بدفع ومساندة من فلول نظام عمر البشير”.

ويوضح بأن هذه الصورة للصراع الجاري، هي ماعبر عنه عبدالله حمدوك، في خطابه للشعب السوداني، وتوصيفه للازمة بأنها تعبير عن صراع بين قوى تدفع في اتجاه الانتقال الديموقراطي، من جهة، وأخرى تعمل على مناهضته، من جهة الأخرى.

ويفيد بأن حل هذا التناقض لايتم بأي شكل من التسويات. حمدوك نفسه، أعلن بأنه ليس محايدا، وليس وسيطا في هذا الصراع مؤكدا انحيازه لخيار الانتقال الديموقراطي. وأشار بأن السيناريوهات تبقى الأكثر احتمالا في ضوء الاستنفار الداخلي والخارجي لمواجهة أي انقلاب على السلطة الانتقالية، هو تنحية البرهان أمام العاصفة.
وأضاف” ولو إلى حين، والتراجع التكتيكي عن مطالبه بتغيير الحكومة”.

محمد علي، قيادي في الحركة الشعبية “قيادة الحلو”

القيادي في الحركة الشعبية “قيادة الحلو”، محمد علي “كمنجة”، يعتقد أن الأزمة بدأت بتنازل الحرية والتغيير من كثير صلاحياتها للمكون العسكري حين التوقيع على الوثيقة الدستورية. ويرى كمنجه في حوار مع ’’أفريقيا برس’’؛ أن الحل يكون بإعادة كل الصلاحيات للمكون المدني والمضي في تنفيذ جملة الاصلاحات خاصة إعادة هيكلة الأجهزة العسكرية والأمنية المتفق عليها وفقاً للوثيقة.

القيادي في الحركة الشعبية “قيادة الحلو”، استبعد طرح أي مبادرات من قبل أطراف اللجنة أو القادة على المشهد السياسي لمنع الطوفان المقبل، متوقعاً “حسم الشارع الصراع لصالح قوي الثورة الحية”.

هل اللجنة السباعية المكونة من مجلس الوزراء ستطرح حلا ينزع فتيل الأزمة؟ تساؤل يرد عليه القيادي في حزب المؤتمر السوداني، مهدي رابح، بالقول: “الفكرة طرحت في مجلس الوزراء لكن لم تضع حقيقة على الأرض”. ويُشير رابح خلال حديثه لـ’’أفريقيا برس’’؛ بأن فتيل الأزمة سينُزع حتما لكن عبر نقاش أعمق وأوسع بين كل الأطراف، تطرح فيه القضايا. ويٌبين رابح أن “هذا الحوار بالطبع داخل إطاره الأساسي المتمثل في الوثيقة الدستورية كخارطة طريق وحيدة للانتقال الديموقراطي وملزمة للجميع.

د. نجم الدين كرم الله، أستاذ الاقتصاد بجامعة الخدمات والتجارة في بولندا

في المقابل الخبير في مجال الصراعات الإقليمية وتقييم الظروف الاقتصادية والنزاعات بالجامعات البولندية، البروفيسور نجم الدين كرم الله، أبدى خلال حوار مع ’’أفريقيا برس’’، تفاؤله بتقريب وجهة نظر الفرقاء عبر الوساطة الدولية. كما شدد على ضرورة الحل الداخلي من خلال تقديم تنازلات من قبل الأطراف المتصارعة بالنظر لمصالح البلاد، داعياً لاستكمال مؤسسات الانتقال بتشكيل المجلس التشريعي والمفوضيات والعدالة. مضيفاً: “لابد من التوافق على تسليم رئاسة السيادي للمدنيين”، ومحذراً من مخاطر حل الحكومة وهذا يؤدي حسب كرم الله أبدي إلى إقحام البلاد في فراغ دستوري لحين النظر في تشكيل جديد.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here