النهب والترويع في الخرطوم.. القوات النظامية في دائرة الاتهام

219
النهب والترويع في الخرطوم.. القوات النظامية في دائرة الاتهام
النهب والترويع في الخرطوم.. القوات النظامية في دائرة الاتهام

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. شهدت الخرطوم خلال الأيام الماضية إرتفاعا كبيرا في معدلات الجريمة، الأمر الذي شكل هاجسا للمواطن، ففي وسط العاصمة نهب سوق “نيفاشا” من قبل قوة مسلحة وهو ذات الأمر الذي أنطبق على السوق المركزي، حيث قام مسلحون بترويع ونهب التجار وإتلاف عشرات السيارات، فيما كشفت اللجنة المركزية للمختبرات الطبية، عن تعرض مباني المعمل القومي للصحة العامة “ستاك” وبنك الدم لاقتحام من قبل قوة مسلحة، وتهشيم الابواب وتكسير الأجهزة ونهب ممتلكات وملحقات الكوادر العاملة والتعدي عليهم بالضرب.

فئة قليلة

في الاثناء أعترفت الحكومة بأن ما حدث لمعمل “ستاك” وبنك الدم، أثناء التظاهرات كان عبر فئة قليلة ولا يمكن تعميمه على كل القوات النظامية، وقال عضو مجلس السيادة عبدالباقي عبدالقادر إن التحقيقات ستوضّح المتسببين في هذا العمل، لتتم محاسبتهم على وجه السرعة، ووعد عبد الباقي العاملين بالمعمل بعدم تكرار مثل هذا الحادث وحثّهم على عدم الإحباط ومواصلة رسالتهم الإنسانية.

لماذا النهب؟

جعفر خضر، عضو مبادرة القضارف للخلاص والقيادي السابق بقوى الحرية والتغيير

وأرجع عضو مبادرة القضارف للخلاص جعفر خضر، تزايد عمليات نهب المواطنين من القوات النظامية بدرجة كبيرة جدا، إلى ما أسماه تأثير سلوك الجنجويد، والذي يراه خضر بأنه ذو الطبيعة النهبية المتأصلة، والذين صاروا يعدون من ضمن الجيش، واضاف لموقع “أفريقيا برس”؛ كذلك بسبب توجيهات قيادة الجيش التي تريد أن تقدم للعساكر مغريات حتى يواصلوا في دفاعهم عن الانقلابيين، ويقول جعفر؛ لقد توسع نهب القوات النظامية وصار يطال المواطنين غير المشاركين في المواكب، مؤكدا أن البرهان حوّل القوات النظامية لأكبر عصابة لنهب الموبايلات والنقود وكل ما خف حمله وغلا ثمنه، وقطع بأن الجفوة التي صنعتها لجنة البشير الأمنية بين الجيش والشعب لم تحدث في تاريخ السودان.

طامة كبرى

العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية
العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية

فيما، يقول الخبير الأمني والعسكري ياسر أحمد الخزين في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ إن عملية النهب والترويع التي تحدث من جهات ترتدي زي الأجهزة النظامية يعد قصورا يستوجب المحاسبة والمساءلة ويستدعي لاحقا الإستقالة للقائمين على رئاسة وقيادة هذه الأجهزة إن لم يتم الكشف عن هوية الجناة وتقديمهم للمحاكمات العاجلة والرادعة، ويضيف: “إن كان النهب من منتسبين للأجهزة النظامية بمعنى “حاميها حراميها” فهذا لعمري طامة كبرى ستفضي إلى شريعة الغاب وهو ذات مشروع الفوضي الخلاقة”، مستدركا: “ولكني أعزي كل ذلك للخلل الكبير الذي صاحب ولازم إتفاق جوبا”، والذي بحسب الخزين أدخل حركات كانت تقتات في أحايين كثيرة على قطع الطريق ونهب ثروات الغير، وبالتالي دخلت المدن وصارت تصدر بطاقات لكبار المجرمين بمقابل مادي وهو ما تكرر كثيرا دون حسم الأمر من قبل قيادات الأجهزة النظامية الحكومية، محذرا من عدم حسمها عاجلا إذ يقول: “في حال لم يتم حسمها فأتوقع إنتقال الظاهرة لداخل الأحياء والبيوت”، وأضاف: “الحسم هو ماظللنا نطالب به ولكن لا حياة لمن تنادي”.

فوضى متنامية

ماجد محمد علي، كاتب وصحفي

الصحفي ماجد محمد علي كتب على صفحته في الفيسبوك: “الفوضى المتنامية ليست تفلتات فردية، بل عمل ممنهج يهدف لانكماش الشارع، لكن ما سيحدث خلال الايام القادمة هو انضمام الآلاف من الغالبية المتفرجة إلى جدول المظاهرات وذلك خشية من مالات ما تجر إليه البلد جرا، وقطع بأنهم لن ينتظروا حتى يشتعل الحريق”، واضاف: “نشر الرعب لن يحقق الهدف، بل سيدفع بالمزيد إلى الشارع، ومحاولة خلق او استنساخ صورة لما جرى في دارفور بكل الفظائع لن يزيد الشارع إلا وحدة ووجدان مشترك، وغالبا هنالك ادراك عميق بأن قضية كل اقاليم ومواطني السودان واحدة، وأن حلها لن يكتمل إلا في مائدة واحدة وفق فهم وتصور مشترك”.

سلوك مرفوض

فؤاد عثمان، أمين العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر السوداني وقيادي بقوى الحرية والتغيير

وأدان بشدة القيادي بحزب المؤتمر السوداني فؤاد عثمان عملية النهب والترويع، مؤكدا في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ إنه سلوك مرفوض، مشددا على ضرورة أن تعترف به السلطة الانقلابية بفوضوية منسوبيها وأن تحاسبهم، مستدركا، لكن ذلك بالتأكيد مستبعد تماما لأن من يقتل ويقمع وينكل بشعبه ويقتحم المستشفيات ومعمل ستاك ويقوم بكل ما لا يتصوره عقل، لا يمكنه أن يحاسب منتسبيه على تلك الأفعال البربرية، وقال فؤاد: اعتقد أن تلك الافعال مقصودة لإخافة المواطنين وترويع أمنهم حتى لا يفكروا في الخروج والتعبير عن رفضهم للانقلاب وحلمهم في استعادة ثورتهم ومواصلتها، لافتا إلى أن الانقلابيين يقرأون من نفس الكتاب القديم وسيلحقوا بسلفهم البشير والنميري وعبود لا محالة.

أمر مقصود

المعز حضرة، خبير قانوني وقيادي بقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي بقوى الحرية والتغيير، المعز حضرة في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ إن غياب القانون والطوارئ الذي أباح لكل الأجهزة النظامية هذه الافعال، وأعطاهم حصانة كاملة شاملة هو السبب في هذا النهب، مشيرا إلى إنه مظهر من مظاهر الانفلات الأمني الذي حدث بعد انقلاب 25 أكتوبر، وقال حضرة: “إن من يمنح شخص يحمل السلاح حصانة كاملة من المسأءلة والمثول امام القانون وترتكب كل هذه الجرائم امام أعينه فإن الامر مقصود البتة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here