بقلم : بدرالدين خلف الله
افريقيا برس – السودان. برزت العديد من المخاوف التي يمكن أن يسببها وجود قوات الحركات المسلحة في قلب العاصمة الخرطوم لجهة أن أي خلاف أو توتر سيقود إلى تصعيد عسكري لاسيما إذا حدث احتكاك بينها وبين قوات أخرى. ويفتح الوجود الكثيف للحركات المسلحة في قلب الخرطوم الباب واسعاً لتساؤلات حول آليات الدمج والتسريح لتنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية الموقع بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح في مدينة جوبا. وتتمركز قوات الحركات المسلحة في الخرطوم في مناطق مأهولة بالسكان وجزء منها يتمركز داخل مواقع سياحية عامة خصصت للأسر والأطفال.
وأطلق عدد من المراقبين تحذيراتهم بخطورة تواجد قوات الحركات المسلحة وطالبوا بترحيلها إلى معسكرات خارج العاصمة الخرطوم. تزامنت تلك التحذيرات والمطالب باقتحام إحدى الحركات المسلحة لمقر اللجنة الاولمبية السودانية بالحديقة الدولية والاستيلاء عليه ورفضت القوات التي تحمل أسلحة ثقيلة الخروج من مقر اللجنة فيما قام مسؤولو المقر برفع الأمر للجهات الحكومية العليا واضطر موظفو وعمال مقر اللجنة الأولمبية إلى إخلاء المكاتب بعد سيطرة قوات الحركات المسلحة عليها.
تحذير
الخبير الأمني طارق محمد عمر شدد على ضرورة خروج قوات الحركات المسلحة من العاصمة الخرطوم ووصف تواجدها بغير اللائق ولم يستبعد محمد عمر في حديثه لموقع أفريقيا برس حدوث احتكاكات تؤدي لنذر مواجهة عسكرية مسلحة بينها وبين القوات النظامية وقال يجب وضع القوات العائدة من التمرد في معسكرات خارج العاصمة إلى حين أن تتم عمليات الدمج والتسريح ونبه إلى أن مواقع تواجدهم غير مهيئة للاستقبال والسكن وتوقع طارق أن يدرك المجلس السيادي السوداني خطورة ذلك.
تطبيق الاتفاقية
في ذات الاتجاه تتفق الكاتبة الصحفية ميادة صلاح مع رأي الخبير الأمني حيث حذرت من العدد الكبير لقوات الحركات المسلحة في الخرطوم وشددت على ضرورة معالجة الأمر حتى لا يحدث انفجار أمني وعسكري في الخرطوم وكشفت في حديثها لموقع أفريقيا برس عن احتقان بين المؤسسات العسكرية والسياسية وأبدت مخاوفها من تأثير ذلك على استقرار الأوضاع ، وقالت إن اتفاقية جوبا للسلام وضعت تفصيلاً كاملاً للترتيبات الأمنية وحددت كيفية دمج القوات وأضافت إذا لم تطبق الإتفاقية تطبيقاً كاملاً سيظل الخطر قائماً.
أقل خطورة
المحلل السياسي مصعب محمد مضوي قلل من خطورة تواجد قوات الحركات المسلحة في الخرطوم وأرجع سبب ذلك إلى أن مجيء القوات للخرطوم بهدف دمجها وأشار إلى أن قادة القوات المسلحة يعلمون جيداً أن العالم يراقب تحركاتهم وتصرفاتهم باعتبارهم شركاء في عملية السلام وتوقع أن يكونوا أكثر حرصاً على انضباط قواتهم داخل العاصمة لكنه تساءل لماذا لا توضع قوات الحركات المسلحة في معسكرات القوات المسلحة خارج العاصمة.
ووصل إلى الخرطوم منذ الثالث من أكتوبر تشرين الأول 2020 عدد خمس حركات مسلحة الى 6 الآف مقاتل من أجل دمجها مع القوات المسلحة السودانية بهدف تنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية ضمن اتفاقية جوبا .